
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كيـف لا أَنْـدُبُ الطُّلـولَ غَرامَـا
وفُـؤادي علـى الطُّلـولِ تَرامـى
فاعْـذُرني يـا أَهـل وُدِّي بحِبِّـي
فلقـد علَّـمَ القُلُـوبَ الغَرامـا
والــذي صـيَّرَ القُلُـوبَ سـُكارى
ذاهِلاتٍ وطــــائراتٍ هُيامــــا
إِنَّ لـي في الطُّلولِ معنًى لَطيفاً
أَقعَـدَ الشَّوقَ في الفُؤادِ فَقاما
أَسـهرُ اللَّيـلَ والِهـاً ذا شُجونٍ
وأَرى لَــذَّةَ المَنــامِ حَرامــا
وأُعيــدُ الكَلامَ والحُــبُّ قَـوْلي
أَنـا لـولاهُ مـا عرفْـتُ الكَلاما
وضـَجيجُ الرُّكْبانِ من أَيمنِ الوَا
دي خُشــوعاً والأَنُّ كـانَ لِزامـا
وحَنيـنُ الحـادي وقد زُمَّتِ العِي
سُ وشـبَّتْ نـارُ القُلُوبِ اضْطِراما
عرَّفَتْنــا أَنَّ الطُّلــولَ تَـراءَتْ
وشـهِدْنا قـربَ الطُّلولِ الخِياما
فأَتَيْنــا والحـيُّ مـن كـلِّ طـلٍّ
للمحبِّيـــنَ أَفلَـــتَ الآرامــا
ملأَتْنـا العُيـونُ منهـا جِراحـاً
كــلُّ رَمْـشٍ منهـا يَسـُلُّ حُسـاما
يـا نَـدامى والوجـدُ أَمرٌ عَجيبٌ
سـاعِدونا على الهوَى يا نَدامى
قد حَيينا والقومُ راضُوا كَمالاً
ولَغَوْنـا والقـومُ مـرُّوا كِراما
نفَـحَ الطِّيـبُ بالخِيـامِ فهِمْنـا
ونَســينا الشــُّهورَ والأَعْوامـا
واللَّيــالي هنـاكَ لمَّـا تقضـَّتْ
هــي أَنســتْ عُقولَنـا الأَيَّامـا
نظــرٌ يُسـكِرُ المُحِـبَّ نعَـمْ نـح
نُ سـَكِرْنا ومـا رَشـَفْنا مُـداما
مـا أُحيلَـى لمَّـا وصلْنا سُحَيْراً
وقرأْنـا علـى الـدِّيارِ السَّلاما
وشـَممنا مِسـْكَ الخُـدودِ لَطيفـاً
ورأَيْنــا الرَّايــاتِ والأَعْلامـا
وملأْنــا القُلـوبَ منَّـا سـُطوراً
وجعلْنـــا أَلْبابَنــا أَقْلامــا
يـا رَفيقـي وأَنـتَ خيـرُ رَفيـقٍ
مـتْ بحُبِّـي واطْـرَحْ بـه من لامَا
وافْهَــمِ السـِّرَّ مـن كلامٍ رَشـيقٍ
رُبَّ ســِرٍّ قـد أَوْدَعـوهُ الكَلامـا
كـم بحـرفٍ طَـوى اللَّبيبُ فُصولاً
حيَّـرَتْ فـي تَصـْريفِها الأَوْهامـا
هِـمْ عـن الكـونِ بـالحَبيبِ فما
شَ بغَبْــنٍ مُــوَلَّهٌ قــد هامــا
وترقَّـبْ مـن ذَروَةِ الغيـبِ إِلها
مـاً إلـى القلبِ مُسْقِطاً إِلهاما
وتـدبَّرْ مـن نُكْتَـةِ الذَّوقِ معنًى
يُبلِـجُ القلـبَ بل يُضيءُ الظَّلاما
والتَـزِمْ رُكْـنَ مـن تُحِـبُّ وَحيداً
واتـرُكِ العُـرْبَ فيـه والأَعْجاما
وتخلَّـصْ مـن رِبْقَـةِ الكـونِ طُرًّا
كـم سـَقيمٍ بـالوهمِ صلَّى وصَاما
واتـرُكِ الكلَّ تُدْرِكِ الكلَّ واخْلِصْ
إِنَّ نـورَ الإِخلاصِ يجْلـو القَتاما
وتـذكَّرْ حـالَ الرِّجـالِ إذا مـا
قَطَعـوا اللَّيـلَ رُكَّعـاً وقِيامـا
ذَهَبــوا عــن شـُؤونِهم وبصـِدقٍ
وهُيــامٍ قـد طهَّـروا الأَفْهامـا
وخُــذِ المُصــْطَفى دَليلاً كَريمـاً
وأَمينـــاً وقُـــدوَةً وإِمامــا
رَبِّ بلِّغْــهُ مــن عُبَيْـدِكَ دَهـراً
كـــلَّ رَمْـــشٍ تحيَّــةً وســَلاما
فهـو قـد بلَّـغَ الأَمانَـةَ فينـا
وبعــزْمٍ قــد أَظْهَــرَ الإِسـْلاما
وبنـورِ الإِيمـانِ أَحْيـى قُلوبـاً
قبـلَ أَنْ جـاءَ تحمِـلُ الأَوْهامـا
فأَحـالَ الـوهمَ المُبَـرِّحِ فهمـاً
ومِثـالَ الأَنْعـامِ شُوسـاً عِظامـا
قلَـبَ الشـُّؤمَ بالعِنايَـةِ يُمْنـاً
وأَعـادَ النَّقـصَ المُشـِينَ تَماما
هـو فـي حضـرَةِ البِدايَـةِ بَـدْءٌ
قــام للمُرْسـَلينَ طُـرًّا خِتامـا
محمد مهدي بن علي الرفاعي الحسيني الصيادي بهاء الدين.متصوف عراقي، ولد في سوق الشيوخ من أعمال البصرة، وانتقل إلى الحجاز في صباه، فجاور بمكة سنة وبالمدينة سنتين.ثم رحل إلى مصر سنة (1238) فأقام في الأزهر 13 سنة، وعاد إلى العراق (سنة 1251)، وقام برحلة إلى إيران والسند والصين وكردستان والأناضول وسورية.وتوفي ببغداد.له (الحكم المهدوية - ط) مواعظ، و(رفرف العناية - ط) تصوف، و(ديوان مشكاة اليقين - ط) نظم، (ومعراج القلوب - ط).