
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حُــبُّ النَّبِـيِّ الهاشـِمِيِّ دِينـي
صــلَّى عليــهِ واهِـبُ اليَقيـنِ
فَضــَاءَ فــي سـَريرَتي غَرامُـهُ
وقـامَ مـن قبـلِ عَجيـنِ طينِـي
فنظْـرَةٌ مـن رَمْـشِ طَـرفِ عينِـهِ
لا شـكَّ تَكْفينـي لـدى تَكْفِينِـي
ونفحَــةٌ مـن سـِرِّ طَـوْرِ قلبِـهِ
مـن بعْـدِ مـوتِ نَشْأَتي تُحْيينِي
وحــالُ فَقـري يتَرَقَّـى للغِنـى
بفَلْـــذَةٍ مــن دُرِّهِ الثَّميــنِ
وهِمَّــةٌ يَســيرَةٌ مــن حــالِهِ
تُصــلِحُ دُنْيـائي وأَمـرَ دينِـي
كـم أسـعَفَ الضـَّعيفَ مَـسُّ ذَيْلِهِ
بنعمَــةِ العِرْفـانِ والتَّمْكيـنِ
مُضــَرَّجٌ تحــتَ العَجـاجِ ضـَيْغَمٌ
يومَ الوَغى في طَوْرِهِ الياسينِي
فـي عـالَمِ البُـروزِ نورُ حالِهِ
عيَّــنَ معنَـى عـالَمَ التَّعْييـنِ
بــابٌ إلهــيٌّ تَســاوَى ضـمنَهُ
بيـنَ المَليكِ الشَّهْمِ والمِسكينِ
أَميـنُ علـمِ اللـهِ سـِرُّ أَمـرِهِ
أَنعِــمْ بـذاكَ السـَّيِّدِ الأَميـنِ
جـرَى لأجـلِ اللـهِ بحـرُ دمعِـهِ
يَمـــوجُ بــالأَنينِ والحَنيــنِ
لـن يَشـهَدَ الفِصـامَ في شُؤونِهِ
معتَصـــِمٌ بحبلِـــهِ المَــتينِ
جِبريـلُ عـن إِلهِـهِ وافَـى لـه
يَزْجِــلُ فــي كِتـابِهِ المُـبينِ
كـانَ نبِيًّـا تحـتَ رَفْرَفِ العَمى
وآدمٌ مــا كــانَ لَــوْحَ طِيـنِ
والأَبْتَـرُ الشـَّاني يَـرومُ نقصَهُ
والنَّقـصُ قِـدْماً حِليَـةُ المُشينِ
بلوعَـتي فيـه انطِفـاءُ لوعَتي
نعــمْ يَقينــي حُبُّــهُ يَقينِـي
عَشـــِقْتُهُ مُعتَقِـــداً بـــأنَّه
غــداً يُلاقينـي لَـدى تَلْقينِـي
لــه التجـأْتُ مُخلِصـاً وإِنَّنـي
مُلتَجِـــئٌ للجَبَـــلِ المَكيــنِ
وإِنَّ فنِّــي فـي الوُجـودِ حُبُّـهُ
إِنْ شــُغِلَ الأَقــوامُ بـالفُنونِ
يــا سـيِّداً قـد لأْلأَتْ أنـوارُهُ
مشــرِقَةً فــي البَلَـدِ الأَميـنِ
مــدَدْتُ بالــذُّلِّ يَسـاري لكـم
لليُســْرِ يـا مـولايَ بـاليَمينِ
ذي نُكْتَـةٌ تـدري خَفايـا سِرِّها
ومِثلمـا تَـدري بهـا تَـدْرينِي
بحبلِكَ الممدودِ من عرشِ العُلى
بســِرِّكَ المَــرْوِيِّ عـن جِبْريـنِ
بكـلِّ صـدرٍ أَنْـتَ غَيبـاً صـدرُهُ
ورَمـزِكَ المرمـوزِ ضـمنَ السِّينِ
ببيْتِكَ المعمورِ في سَمْكِ الخَفا
وبَحـرِكَ المَسـْجورِ فـي طَاسـِينِ
بعينِـكَ الـتي تَنـاهى نورُهـا
بمشــهَدِ البُــروزِ والتَّكـوينِ
بقَلبِــكَ الطَّـامي بكـلِّ مَوجَـةٍ
بشـمسِ مَجْلـى وَجهِـكَ المـأمونِ
أمْـدُدْ يَمينـاً منـكَ لي عَظيمَةً
لعلَّهــا مــن سـَقَمي تَشـْفينِي
وانْظُـرْ لأعبـائي بنَظرَةِ الرِّضا
يـا مـن نَسـيمُ أَرْضـِهِ يُشْجينِي
أَلِيَّـةً مـا غِبْـتَ عـن نَـواظِري
وبَـرَّ فـي دِيـنِ الهَـوى يَمينِي
شـَبَّ بـيَ الشـَّوقُ فـأوْرى زَندَهُ
مــن قــادِحٍ بحُبِّــكَ الكَميـنِ
أَقـولُ يـا نسـمَةَ ذَيَّاكَ الحِمى
عَليلَـــةً بـــالحِبِّ عَلِّلينِــي
ويـا نِياقَ المُنْحنى إِذْ تنحَني
نحــوَ ثَنِيَّـاتِ اللِّـوا خُـذينِي
ويــا هَفـاهِفَ النَّسـيمِ سـَحَراً
مــن سـِنَةِ الـذُّهولِ أَيقِظينِـي
وأنـتِ يـا رَوحي فَسيري نحوَهُمْ
ووَدِّعينــي الحـالَ أَو دَعينِـي
ويـا شـُؤونَ الحادِثـاتِ غيرَهُمْ
مُــرِّي علــى بُعْـدٍ وأَبْعِـدينِي
لا تُشــْغِليني بسـِوى أخْبـارِهِمْ
وبالســِّوى لا تُدْنِســي يَقينِـي
ويــا فُنــونَ قَلَقـي بوَجـدِهِمْ
علــى لَظـى الغَـرامِ قَلِّـبينِي
وكلَّمــا ســكَنْتُ مــن تلَهُّفـي
بـاللهِ شـُبِّي النَّارَ واقْلِقينِي
ويـا حُمَيْـرا دمعَتي من مُقلَتي
علــى خُـدودِ اللَّهْـفِ قَرِّحينِـي
ويـا نُغَيْمـاتِ بِلالٍ فـي الدُّجى
عنـدَ مَسـيرِ الرَّكـبِ بلْبِلينِـي
خُفِّفْــتُ وانـاري بشـوقٍ قاتِـلٍ
وكنـتُ مِثـلَ الشـَّامِخِ الرَّصـينِ
ضــُعْفي صـَريحٌ وعَنـائي ظـاهِرٌ
وأنـتَ يـا رُوحُ الـوَرَى مُعينِي
محمد مهدي بن علي الرفاعي الحسيني الصيادي بهاء الدين.متصوف عراقي، ولد في سوق الشيوخ من أعمال البصرة، وانتقل إلى الحجاز في صباه، فجاور بمكة سنة وبالمدينة سنتين.ثم رحل إلى مصر سنة (1238) فأقام في الأزهر 13 سنة، وعاد إلى العراق (سنة 1251)، وقام برحلة إلى إيران والسند والصين وكردستان والأناضول وسورية.وتوفي ببغداد.له (الحكم المهدوية - ط) مواعظ، و(رفرف العناية - ط) تصوف، و(ديوان مشكاة اليقين - ط) نظم، (ومعراج القلوب - ط).