
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
للـرُّوحِ مـن رَوْحِ ريـحِ الحِبِّ رَيْحانُ
وللحَقــائِقِ فــي الأَسـرارِ بُرْهَـانُ
كـم جـاءَ بـالزُّورِ قومٌ يرفُلونَ بهِ
كـأنَّهُمْ وهـو بينَ النَّاسِ ما كانُوا
وأصــْبَحوا لا تَــرى إِلاَّ مَســاكِنَهُمْ
وللمُحقِّيــــنَ آثـــارٌ وأَعيَـــانُ
لا يُعْجِبَنْــكَ مــن الفُسـَّاقِ قـولُهُمْ
إنْ أَنْـــتَ حقَّقْتَــهُ زورٌ وبُهْتَــانُ
وكــلُّ نشــأَةِ غيـبٍ تُلْـفِ صـاحِبَها
والمُخلِصـــونَ لأهـــلِ الحــقِّ خُلاَّنُ
فـالْزَمْ رِجـالاً أَجَـلَّ اللـهُ سيرَتَهُمْ
وكـــلُّ نيطَتِهـــا ذوقٌ وعِرْفَـــانُ
والأَحْمَــدِيُّونَ لا تــترُكْ محاضــِرَهُمْ
فهُـمْ رِجـالٌ لَهُـمْ فـي الحَيِّ ديوَانُ
للعـارِفِ العَلَمِـيِّ الحَبْـرِ يُعْجبُنـي
قـولٌ لـهُ فـي نِظـامِ الحـقِّ تِبْيَانُ
إذا طَغـى الـدَّهْرُ أَو جارَتْ نوائِبُهُ
فالأَحْمَـدِيُّونَ ذُخْـري أينمـا كـانُوا
صـِرِ ابـنَ روحِ مَعانيهِمْ لتَثْنى بهِمْ
مـا كـلُّ ابـنٍ لـروح الحُـبِّ سَلْمَانُ
قمْ نَهْنِهِ الكأسَ واشربْ خمرَ حانَتِهِمْ
واذْهَـلْ هُياماً فنِعْمَ الكأسُ والحَانُ
قــومٌ لهُـمْ برسـولِ اللـهِ معرِفـةٌ
وفـي التَّـدلِّي لهُـمْ فـي آلِـهِ شانُ
طَريقُهُـــمْ كلُّـــهُ ســِرٌّ ومكْرُمَــةٌ
وخارِقـــاتٌ وإذْعـــانٌ وإيمـــانُ
قـاموا علـى قَدَمِ التَّقْوى لبارِئِهِمْ
وباتِّبــاعِ الرَّســُولِ قــد دَانُـوا
لهُـمْ إذا اللَّيْـلُ قـد أرخَى كَلاكِلَهُ
دمــعٌ يَفيـضُ علـى الخَـدَّينِ هَتَّـانُ
تنظَّمَــتْ بطَريــقِ الشــَّرْعِ همَّتُهُـمْ
مـا فيـه مـن نَزَغاتِ الوهمِ أَلوَانُ
ذَلُّـوا لأمـرِ رسـولِ اللـهِ عـن أَدبٍ
ومـا عليهِـمْ لأمـرِ الغيـرِ سـُلْطَانُ
هُـمْ في مَناهِجِ دِينِ اللهِ حينَ سَرَوْا
مـاتوا علـى الحـقِّ أَشـياخٌ وشُبَّانُ
لهُـمْ مَعـانٍ مـن العِرْفـانِ غامِضـَةٌ
مِضــْمارُ نُكْتَتِهــا ذِكــرٌ وفُرْقَـانُ
هُــمُ الرِّجـالُ فلا تجْحَـدْ مَفـاخِرَهُمْ
لهُـمْ إذا احْتَفَـلَ الميـدانُ ميدانُ
جَحاجِــحٌ مـن أسـودِ اللـهِ طائِفَـةٌ
لهُـمْ بتَرْجيحِهِـمْ فـي القَوْمِ ميزَانُ
قـومٌ أَبـو العَلَمَيْـنِ الغَوْثُ شيخُهُمُ
وهُــمْ بهمَّتِـهِ عَـزُّوا ومـا هـانُوا
مـن كـلِّ شـهمٍ كوَقْـعِ السَّهمِ رَمْشَتُهُ
يــومَ الصـِّدامِ والفُرْسـانِ عُنـوَانُ
لـم يُؤلَـفِ الجـودُ إِلاَّ مـن مكَرِمِهِمْ
ولا تُكِـنُّ المَعـالي دونَ مـا كانُوا
تَسـَلَّقوا ذِرْوَةَ العَليـاءِ عـن شـَرَفٍ
منهُـمْ مُشـاةٌ إلـى العَليا وفُرْسَانُ
مــا مـرَّ آنٌ ومـا مـرَّتْ لنـوبَتِهِمْ
آثــارُ مفخَــرَةٍ يَزهــو بهـا الآنُ
هُمُ الشُّموسُ التي في العارِفينَ بَدَتْ
مـا ضـرَّها بجُحـودِ النُّـورِ عُميَـانُ
هـذي البَراهيـنُ في الأَكوانِ قاطِعَةٌ
ينحَـطُّ عـن بُرجِهـا المَعْمورِ كيوَانُ
خُـذْها إليـكَ بعهـدِ الغيـبِ صافِيَةً
واللــهُ للمُخْلِـصِ المَسـْكينِ رَحْمـنُ
كفــى بنُصــْرَتِهِ فــي كـلِّ حادِثَـةٍ
إنْ فـارَقَ العبـدَ أَنصـارٌ وأَعـوَانُ
محمد مهدي بن علي الرفاعي الحسيني الصيادي بهاء الدين.متصوف عراقي، ولد في سوق الشيوخ من أعمال البصرة، وانتقل إلى الحجاز في صباه، فجاور بمكة سنة وبالمدينة سنتين.ثم رحل إلى مصر سنة (1238) فأقام في الأزهر 13 سنة، وعاد إلى العراق (سنة 1251)، وقام برحلة إلى إيران والسند والصين وكردستان والأناضول وسورية.وتوفي ببغداد.له (الحكم المهدوية - ط) مواعظ، و(رفرف العناية - ط) تصوف، و(ديوان مشكاة اليقين - ط) نظم، (ومعراج القلوب - ط).