
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دارُ الــوَلِيِّ إذا مـا مـاتَ عـامِرَةً
لهــا مـن الحـالِ أَبـوابٌ وأَرْكَـانُ
كـــأنَّهُ حاضـــِرٌ فيهــا بهيْئَتِــهِ
يَــراهُ مــن فيـهِ عِرْفـانٌ وإِيمَـانُ
عظِّــمْ مَســاكِنَهُمْ كــرِّمْ منــازِلَهُمْ
فهُــمْ بهــا دائِمـاً واللـهِ سـُكَّانُ
إنْ باعَـدوا منـزِلاً يَزهـو برَوْنَقِهِـمْ
كـأنَّهُمْ فيـه بـاتوا أيْنَمـا كانُوا
الحمــدُ للـهِ منهُـمْ فـي عَصـائِبِنا
قــومٌ لقافِلَــةِ الأَقْطــابِ أَعيَــانُ
مـاتوا بُنـيَّ ومـا مـاتَتْ مَكـارِمُهُمْ
فَهُـمْ لَعَمْـرِي لعيـنِ المجـدِ إِنْسـَانُ
قــامتْ مَنــابِرُهُمْ فـي كـلِّ زاويَـةٍ
ومِنْهُــمْ بفُــؤادِ الخَصــْمِ نيــرَانُ
قـومٌ إذا عـارَضَ المِيـدانُ فارِسـُهُمْ
يرتَــجُّ منــه بيـومِ العَـجِّ مِيـدَانُ
يُنــازِلونَ المَنايـا يهْـزَؤون بهـا
يــومُ العَريكَــةِ رُكْبــانٌ وفُرسـَانُ
مُعَرْبِــدونَ ســُكارى أَهــلُ جَلْجَلَــةٍ
لهُــمْ علـى قُبَّـةِ النِّسـْرَيْنِ ديـوَانُ
مـن كـلِّ فحـلٍ كَـبيرِ القلبِ ذي مَدَدٍ
لــه علــى شـأنِهِ المَخْفِـيِّ بُرْهَـانُ
يقــومُ واللَّيــلُ مُرْخــاةٌ كَلاكِلُــهُ
يبكـي انْدِهاشـاً وقلـبُ الخِبِّ فَرْحَانُ
مُحَجَّـــبٌ عنــدَهُ الأَكــوانُ فانِيَــةٌ
وقــامَ منـهُ علـى الأَهـواءِ سـُلْطَانُ
كـأنَّ مـا فُرِشـتْ بُسـطُ الوُجـودِ بـه
وأنَّ مــا مَلَــكَ الــدُّنيا سـُلَيْمَانُ
راقــتْ مــوارِدُهُ والوَجــدُ هيَّمَــهُ
للــهِ والـدَّمعُ منـه الـدَّهرُ هَتَّـانُ
مـن عُصـْبَةٍ مَشـْرَبُ المُخْتـارِ مشرَبُهُمْ
دومـاً مع اللهِ إن عزُّوا وإنْ هانُوا
منهُـمْ لَنـا في أَراضي الشَّامِ طائِفَةٌ
أَهــــلٌ كِــــرامٌ وأَحبـــابٌ وخُلاَّنُ
قدْ عاهَدوا اللهَ عهداً لا انْفِكاكَ لهُ
مـاتوا عَلَيْهِ وما مالوا وما خَانُوا
لهُـــمْ بقيَّـــةُ آلٍ خلــفَ إثرِهِــمِ
سـاروا على طَوْرِهِمْ بل طورَهُمْ صَانُوا
إمــامُهُمْ مُنْتَقــى أَفْرادِهِــمْ حَسـَنٌ
وادي النَّـدى من له المَعْروفُ عُنْوَانُ
شـيخٌ مـع اللـهِ فـي أَطْـوارِهِ أَبداً
لــهُ ترجَّــحَ فــي الأَقْـوامِ ميـزَانُ
كــــأنَّني وطُبــــولُ ِّرضِ ضـــارِبَةٌ
لــه ومنـهُ علـى العَلْيـاءِ صـِيوَانُ
عَقيلَـةٌ مـن أَبـي العَبَّـاسِ تجمَعُنـا
وكُلُّنـا ضـِمنَها فـي الـرَّوْضِ أَغْصـَانُ
أَنــا الخَفِــيُّ بلا أَهــلٍ ولا وَلَــدٍ
نعـــمْ ولــي منهُــمُ آلٌ وإخْــوَانُ
سـيُطْلِعُ اللـهُ منهُـمْ بـدرَ معرِفَـتي
يُجْلـى ومـن دونِـهِ في النَّسْجِ كِيوَانُ
يكــونُ مـن بعـدِ طَـيٍّ نَشـْرُ مظهَـرِهِ
وكـــلُّ شــيءٍ لــهُ وقــتٌ وإِبَّــانُ
محمد مهدي بن علي الرفاعي الحسيني الصيادي بهاء الدين.متصوف عراقي، ولد في سوق الشيوخ من أعمال البصرة، وانتقل إلى الحجاز في صباه، فجاور بمكة سنة وبالمدينة سنتين.ثم رحل إلى مصر سنة (1238) فأقام في الأزهر 13 سنة، وعاد إلى العراق (سنة 1251)، وقام برحلة إلى إيران والسند والصين وكردستان والأناضول وسورية.وتوفي ببغداد.له (الحكم المهدوية - ط) مواعظ، و(رفرف العناية - ط) تصوف، و(ديوان مشكاة اليقين - ط) نظم، (ومعراج القلوب - ط).