
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
للقلــبِ فــي ســَبْكِ الحُــروفِ معـانِ
كـــالنُّورِ يُبْـــدي رونَــقَ الأَلــوَانِ
والمــرءُ ليـسَ بـذي عُلًـى فـي شـأنِهِ
إنْ لــم يُحِــطْ فيهــا بكــلِّ لِســَانِ
ومَعـــارِجُ الأَفْكـــارِ وهــي عَويصــَةٌ
يُبْــدي طُواهــا العــارِفُ الرَّبَّــاني
ويمُــرُّ فــي صــُفَفِ القُلُــوبِ بســِرِّهِ
مَـــرَّ الشــِّهابِ ببُرْجِــهِ النُّــوراني
عُـــذراً لجاهِلِنـــا فليـــسَ لأَخْــرَسٍ
حُســـْنُ المَقــالِ وبــاهِرُ التَّبْيَــانِ
نَظَــرَ الســَّماءَ فقــالَ تلـكَ بَعيـدَةٌ
جُحْــداً لمــا فيهــا مــن البُرْهَـانِ
ورأى ســَحابَ القُــدسِ يهطُــلُ فوقَنـا
فانْجـــابَ مُزْدَلِقــاً مــعَ الشــَّيْطَانِ
ولَنحــنُ فــي طــيِّ الغُيـوبِ ونَشـْرِها
أَهــلُ الوَحــا ســاداتُ كــلِّ زَمَــانِ
وأَنـا ابـنُ مـن رَكِـبَ البُراقَ مُرَفْرِفاً
فــوقَ الطِّبــاقِ وجــازَ عــن كيـوَانِ
وأَنـا ابْـنُ مـن فـي بـدرَ رَدَّ جُموعَهُمْ
عَرَضـــاً وذَلَّـــلَ عِـــزَّةَ الصـــُّلْبَانِ
وأَنـا ابْـنُ مـن يـومَ الغَـرِيِّ بنفسـِهِ
فَلَــقَ العَجــاجَ ومــا لــديهِ ثَــانِ
وأَنـا ابْـنُ مـن قَطَـعَ اللَّيالي ساجِداً
بحــرِ النَّـدى السـَّجَّادِ سـامي الشـَّانِ
وأَنــا ابْــنُ بـاقِرِ كـلِّ علـمٍ غـامِضٍ
والمُطْلِـــقِ المَعنـــى بكــلِّ عِنَــانِ
وأَنــا ابْـنُ جعفَـرِ جَيْشـِها نِحْريرِهـا
بحـــرِ العُلـــومِ مُفَســِّرِ الفُرْقَــانِ
وأَنـا ابْـنُ كـاظِمِ غيظِـهِ مَجْلى الهُدَى
روحِ الرِّســـالَةِ بـــاهِرِ التَّبْيَـــانِ
وأَنـا ابْـنُ ضـَيْغَمِها الهِزَبْرِ المُرْتَضى
أَعنــي المُجــابَ الجِهْبَـذَ الصـَّمَداني
وأَنـا ابْـنُ مـن فـي واسـِطٍ رُفِعَـتْ لهُ
فــي ســَمكِ بُحْبـوحِ العُلـى العَلَمَـانِ
جَحْجــاحُ طائِفَــةِ الرِّجــالِ إمــامُهُمْ
ســــبَّارُ غـــايَتِهِمْ بكـــلِّ مَكَـــانِ
وأَبـو اليـدِ البَيْضـاءِ والعـزمِ الَّذي
أَلقـــى الخُمــودَ بِلاهِــبِ النِّيــرَانِ
طَمْطامُهــا العَجَّــاجُ صــاحِبُ جُنــدِها
يـــومَ العَجــاجِ مُجَنْــدِلُ الفُرْســَانِ
شـيخُ الخُضـوعِ أَبو الخُشوعِ أَخو الدُّمو
عِ الفاتِــكُ العَزَمــاتِ فـي الميـدَانِ
ربُّ الجَلالَــةِ والبَســالَةِ فــي طُــوى
ســـِرِّ الرِّســـالَةِ صــاحِبُ البُرْهَــانِ
رُوحــي مَــدارُ فُتوحِهــا مِفْتـاحُ مـا
قـــدْ أَغلقَــتْ لــي رَفَّــةُ الأَكْــوَانِ
رَحْــبُ الــذِّراعِ هِزَبْــرُ كــلِّ مُلِمَّــةٍ
عَجَلاً برغْـــمِ زَمانِنـــا المُتَـــواني
غــوْثُ البَســيطَةِ شــيخُ كــلِّ مُوَحِّــدٍ
ســـيفُ الشـــَّريعَةِ ناصــِرُ القُــرآنِ
ذُخـري أَبـو العَبَّـاسِ أَحمـدُ مـن سـَما
شــــَرَفاً وفـــاقَ برِقَّـــةٍ ومَعَـــانِ
وأَنـا ابْـنُ صـَيَّادِ القُلُوبِ فتَى الغُيو
بِ أَخــي التَّــدَلِّي راجِــحِ الميــزَانِ
وأَنــا ابْـنُ قـومٍ مـن عَناصـِرِ أَحمـدٍ
فــي الأُنــسِ شـادوا مظهَـراً والجَـانِ
قــومٌ يُـثيرونَ العَقَنْقَـلَ فـي الـوَغى
لــــو ثــــاقَلَتْهُمْ عنـــدَهُ الثَّقَلانِ
بيــتُ النُّبــوَّةِ والفُتــوَّةِ والهُــدى
ووِعــاءُ معْنــى المشــرَبِ الرُّوحـاني
وأَنــا بحمــدِ اللــهِ عِقْـدُ نِظـامِهِمْ
شـــيخُ العُرَيْجـــا أَحمـــدٌ رَبَّــاني
والمُصـــْطَفى ســـِرُّ الوُجــودِ محمَّــدٌ
بُــرْدَ الســَّعادَةِ والقَبــولُ كَســاني
أَنا في أُولي العَلياءِ قطبُ رَحى الهُدَى
ومـــترجِمُ التَّبيَــانِ ضــمنَ بَيــاني
قلــبي نَميطَـةُ كـلِّ علـمٍ فـي الـوَرَى
وعليــه يشــهَدُ لــي بَــديعُ لِسـاني
أَنــا حســرَةُ الأَعـداءِ طـولَ زمـانِهِمْ
أَنــــا فرحَــــةُ الإِخْـــوانِ والخُلاَّنِ
اللـــهُ أيَّـــدَني وأَعلـــى مظهَــري
وأقـــامَني رُوحـــاً لِــذي الإِذْعَــانِ
مــن كــانَ فيــهِ مـنَ النَّبِـيِّ بقيَّـةٌ
لا بُـــدَّ يتبَـــعُ منهَجـــي ويَرانــي
إنْ فــاتَهُ مَــرْآيَ لــم يُقْطَــعْ بــه
حَبْلــي وينهَــلُ ســكْرَتي مِــنْ حـاني
أَنـــا للطَّريـــقِ الأَحمَـــدِيِّ مُجَــدِّدٌ
ولنَهْــجِ طَــهَ المُصــْطَفى العَــدْنَانِي
أَنــا واحِــدُ الأَفـرادِ فيَّـاضُ العَطـا
مـــن دونِ ذَيْلـــي صــاحِبُ الإِيــوَانِ
أَنــا مُتْــرِعٌ رَحــبَ القُلُــوبِ بهمَّـةٍ
تَحمــي حِماهــا مــن غَطيــطِ الـرَّانِ
أَنـا نـائِبُ المُخْتـارِ فـي أَهلِ الحِمى
الـــوقتُ وقْــتي والزَّمــانُ زَمــاني
أَمـــرُ النَّـــبيِّ بَثَثْتُــهُ بقَصــيدَتي
معْنــى الخَفــا مــن حضـرَةِ الرَّحمـنِ
الهاشـــِمِيُّ مــع الخَفــاءِ أَقــامَني
واللـــهُ فـــي جَبَروتِـــهِ أَعْلانـــي
فـــإذا طُــويتُ بمَرْقَــدي فلِفَرْقَــدي
يبــدو الظُّهـورُ البَحْـتُ فـي الأَكـوَانِ
أَنـــا آلَــةٌ واللــهُ قُــدِّسَ فاعِــلٌ
ســبحانَ مــن فــي علمِــهِ أَعْطــاني
دارَتْ كُؤوســي فــي الوُجــودِ جميعِـهِ
تُجْلـــى لتـــدفَعَ زفــرَةَ البُهْتَــانِ
حكَّاكَـــةٌ ســـِرَّ القُلُـــوبِ بخمرِهــا
تُبــدي الضــَّمائرَ مـن ذوي الكِتْمَـانِ
فــالحظُّ فــي معنــى رَقـائقِ دَوْرِهـا
يبـــدو عيانـــاً ظــاهِرَ العُنْــوَانِ
مــا فــي مَشــارِبِنا وحـالِ طَريقِنـا
دَنَــسٌ مــن الــدُّنيا بــأَحقَرِ شــَانِ
ســيرٌ إلــى اللــهِ الكَريــمِ مُؤيَّـدٌ
مـــا فيـــهِ مـــن زَيْـــغٍ ولا بُطلانِ
نهضــَتْ بــه رُوحُ النُّبــوَّةِ وانْطَــوَتْ
فــــي همَّـــتي ففَزِعْـــتُ للرًّحمـــنِ
ونزَعْــتُ عــن كــلِّ الوُجــودِ عَلائِقـي
وطرَحْـــتُ رُمحـــي مُقْلِعــاً وســِناني
فاخْتـــارَني حِبِّـــي لخدمَــةِ قُدْســِهِ
وبفَيْـــضِ أَنــواعِ القَبــولِ حَبــاني
وأعزَّنــي وأَقــامَ لــي فــي بــابِهِ
مجـــداً وبــاللُّطْفِ الخَفــي حَيَّــاني
وأَفــاضَ لــي أُنْســاً هجَــرْتُ لأجلِــهِ
كَوْنِيَّــــتي وببــــاطِني ناجــــاني
وعُرِفْــتُ فـي الحَضـَراتِ فـرداً واحِـداً
متَمَكِّنـــاً فـــي منهَـــجِ العِرْفــانِ
ودُعيـتُ بيـنَ الأَوليـاءِ أُولـي الهُـدَى
فـــي حضــرَةِ التَّقريــبِ بالســُّلْطَانِ
تلــكَ المَشــاهِدُ والمَعــارِجُ نفحَــةٌ
مــن قلــبِ طَــهَ رُوحِ أهــلِ الشــَّانِ
أَنــا شــيخُها ضـمنَ الخَفـاءِ بروْنَـقٍ
لا بُـــدَّ يَجْلـــو ظـــاهِراً ميــداني
ويُـــدَقُّ بالإِرْشـــادِ طبــلُ مَعــارِفي
فــي الخـافِقَيْنِ برغْـمِ أنـفِ الشـَّاني
وتَجــولُ نُــوَّابي بمُلْــكِ اللــهِ لـل
إرْشــــادِ لا لمَقاصــــِدٍ وأمَــــاني
يتجَـــرَّدونَ لـــه لنُصـــرَةِ دينِـــهِ
ذُهلاً عــــــن الأَرواحِ والأَبــــــدَانِ
واللـــهُ يُســـْعِفُهُمْ بحـــالٍ بــاهِرٍ
وبِهِـــمْ يُعِـــزُّ حَقـــائِقَ الإِيمَـــانِ
للـــهِ حَيَّـــى علــى الفَلاحِ فــإنَّني
أَعلنْــتُ مــن طــيِّ الخَفــا بـأَذاني
فــانْهضْ بعزْمِـكَ أيُّهـا المَقْصـودُ مـن
هـــذا الخِطـــابِ بثــابِتِ الإِيقَــانِ
ثــمَّ اســْتَعِنْ بــاللهِ وارْضَ بعــونِهِ
حِصـــْناً عـــن الأَنْصـــارِ والأَعْــوَانِ
محمد مهدي بن علي الرفاعي الحسيني الصيادي بهاء الدين.متصوف عراقي، ولد في سوق الشيوخ من أعمال البصرة، وانتقل إلى الحجاز في صباه، فجاور بمكة سنة وبالمدينة سنتين.ثم رحل إلى مصر سنة (1238) فأقام في الأزهر 13 سنة، وعاد إلى العراق (سنة 1251)، وقام برحلة إلى إيران والسند والصين وكردستان والأناضول وسورية.وتوفي ببغداد.له (الحكم المهدوية - ط) مواعظ، و(رفرف العناية - ط) تصوف، و(ديوان مشكاة اليقين - ط) نظم، (ومعراج القلوب - ط).