
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إن مـن بعـض مـا هـي الأطـوارُ
لـي مقـام فيـه اسـمه الأغيارُ
وهـو زيـد كـذا وعمـرو وبكـر
وبهــم فيــه تنشــد الأشـعار
فــإذا قلــت فيــه قـال فلان
وفلان فإنهــــــا أســـــتار
نعـم القـائل الـذي قد ذكرنا
لكـن الكنـز نحـن وهو الجدار
وهـو جفـن مـن الجفـون لعيني
وأنـا الجسـم منه وهو الشعار
وأنــا اللــب والبريـة قشـر
وأنـا الـوجه والجميـع خِمـار
كلهـم مـن مـداد نـوري حـروف
وأنـا الشـمس والسـوى أقمـار
والـذي عنـدهم مـن العلـم طلٌّ
والــذي منــه عنـدنا فبحـار
بانــةٌ غــردت عليهــا طيـور
أنـا وحـدي مـن بينهن الهزار
أنـا عبد الغني مع من معي في
هـذه الحـال والغنـى الافتقار
وسـوانا عبـد الفقير مَنِ الدر
هَـــمُ مــولاه ذاك والــدينار
ربنـا اللَـهُ في جميع المجالي
مـا علـى وجهنـا الجميل غبار
والأحبـاء حضـرة البسـط تجلـى
مــن هــدانا عليــه الأسـرار
والأعـادي مظـاهر القبـض منـا
عنــدهم مـن شـئوننا الإنكـار
فالأهـــاجي لســان قهــر وذل
لأنــــاس بنـــاهم الكفـــار
والثنــا رحمــة تخــص بلطـف
مَـن إليهـم بـالمؤمنين يشـار
ذاتنـا قـد بـدت لنـا بصـفات
هـي أنتـم يـا أيهـا الأبـرار
وتجلــت لنــا بــأحوال سـوء
هــي أهــل الفسـاد والأشـرار
وخرجنــا عـن كـل قيـد بملـك
ودخلنــا فـي كـل قيـد يعـار
لا تطـالب بنـا عقـول البرايا
كــل عقـل فـي أمرنـا محتـار
كيف تدري العقول من ليس يبقى
فــي تجـل ومـا لـه اسـتقرار
وجميــع الشــئون تظهـر عنـه
وعليـه فـي العـالمين المدار
أنـت مـن بعـض وصـفنا فتـأدب
لا تغــالط ونحــن نـور ونـار
قـد نظرنـا لـذاتنا بعيون ال
كـل والكـل بعضـنا المسـتعار
فرأينــا الوجــوه مختلفــات
وبــدت مــن كمامهـا الأزهـار
وعلينـــا تلـــونت حضـــرات
بـــالتجلي جميعهــا أنــوار
فلهــذا تــرى التكلــم منـا
كيــف شــئنا وكيفمـا نختـار
ولنـا الألسـن الكـثيرة فينـا
بلغــات حــارت بهـا الأفكـار
فكــأن الــذات الشـريفة دوح
وكــأنّي مــن فوقهــا أطيـار
أتغنَّــــى وتـــارة أتعنـــى
ونظــامٌ طــوراً وطـوراً نثـار
وغــرام طــوراً بـأحور أحـوى
حســدت حســن وجهــه الأقمـار
وبهيفــــاء تــــارة ذات دلٍّ
شـعرها الليـل والجـبين نهار
وبــروض وجـدول المـاء طـوراً
وبكــأس مــن المــدام يـدار
وبزهــــد وعفــــة وخشـــوع
وعلــوم بهــا العقـول تحـار
وأنـا العـارف المحقـق طـوراً
أبـذل النصـح عنـدي استبصـار
وعلــى الضــد تـارة ولـذاتي
كــل حيــن بوصــفها أطــوار
ولنــا ههنــا مظــاهر شــتى
حصــرتنا ومــا لهـن انحصـار
وهـي ذاتـي أحـب أنـي أراهـا
تتجلـــى فـــترفع الأســـتار
والمعــاني جميعهــا لمحــات
لبطــون المنــى بهـا إظهـار
وجميـع الكلام فـي السـمع مني
والتســـابيح ذاك والأذكـــار
وســـلامي إلــيَّ منــي تجلــي
ه علـــيَّ البكــور والأســحار
عبد الغني النابلسي.شاعر عالم بالدين والأدب مكثر من التصنيف، تصوف ولد ونشأ في دمشق ورحل إلى بغداد وعاد إلى سوريا وتنقل في فلسطين ولبنان وسافر إلى مصر والحجاز واستقر في دمشق وتوفي فيها.له مصنفات كثيرة جداً منها: (الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية - ط) و(تعطير الأنام في تعبير الأنام -ط) و(ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الأَحاديث -ط)، و(علم الفلاحة - ط)، و(قلائد المرجان في عقائد أهل الإيمان - خ)، و(ديوان الدواوين - خ) مجموع شعره وله عدة دواوين.