
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـد قـال مَنْ قال مِن جهل وإغواءِ
عـن حكم تكليف ربي عبده الثائي
مـا حيلـة العبد والأقدار جارية
عليـه فـي كـل حال أيها الرائي
ألقاه في البحر مكتوفا وقال له
إيــاك إيـاك أن تبتـل بالمـاء
حـتى عليـه فـتى مـن أهل ملتنا
قـد قـال فـي رده نظمـاً بإنشاء
إن حفَّـه اللطف لم يمسسه من بللٍ
ومــا عليــه بتكــتيفٍ وإلقـاء
وإن يكـن قـدَّر المـولى له غرقاً
فهـو الغريـق وإن أُلقِـي بصحراء
يَعنـي إذا كـان في علم الإله له
ســعادةٌ عُلمـت مـن غيـر إشـقاء
فهْـو السـعيد وإن كـانت شقاوته
فـي العلـم فهـو شقيٌّ هكذا جائي
والعلـم يتبـع للمعلـوم من أزل
مقالــة الحــق للقـوم الأخصـّاء
كـذا الإرادة والتقـدير يتبع ما
فـي العلم من غير تأخير وإبطاء
فـالله قـدر ما في العلم كاشفه
بمــا بإيجــاده ســمّى بأشـياء
وإنمـــا هـــي آثــار ملازمــة
أيـدي صـفات مـن المولى وأسماء
إذ لا مضـــل بلا إضــلاله أحــداً
ولا يســـمى بهــادٍ دون إهــداء
ولا معــــز بلا شـــخص يعـــززه
ولا مــــــذل بلا قـــــوم أذلّاء
وهكـذا سـائر الأسـماء منـه لها
قوابــــــل كظلالات وأفيـــــاء
قديمــة وهــي معلومــاته أزلاً
معدومـة العيـن فـي محق وإفناء
واللــه سـمِّيَ علام الغيـوب بهـا
ترتبــت هكــذا ترتيــب إنهـاء
وهي التي كشف العلم القديم بها
مـن قبـل إيجادها فافطن لأنبائي
حــتى أراد لهـا قـدماً فقـدرها
طبـق الـذي هـي فيـه ضمن أجزاء
فلـم يقـدر سـوى ما العلم حققَّه
ولا أراد ســــواه دون أخطـــاء
وقـل علـى كـل شـيء حكـم قدرته
لكــن بمعلــومه خُصــّت بإبـداء
ولـم يكـن عبثـاً تكليفـه أبـداً
والكتــب حـق مـع الرسـل الأدلاء
والأمر والنهي من رب العباد على
عبــــاده لا لســـراء وضـــراء
ولا لأجــل امتثـال الأمـر أوغـرض
لــه تعــالى ولا منــع وإعطـاء
وإنمـا هـو تمييـز الخـبيث هنا
مــن طيــبٍ ومــراضٍ مـن أصـحاء
وفـي القيامـة عـدل الله يظهره
والفضــل أيضــاً لأقـوام أعـزاء
فليـس مـن شـرعنا جـبر ولا قـدر
وإنــه فعــل مختــار بإمضــاء
وقـولُ مـن قـال والأقـدارُ جاريةٌ
مـا حيلـة العبـد تغليطٌ بشنعاء
مـا حلية العبد في فعل يكون له
بالقصــد منـه بلا جـبر وإلجـاء
أحــاط علمــا بـه ربـي فقـدره
قـدماً عليـه بعـدل بعـد إحصـاء
من غير ظلم وحاشا الله يظلم من
عليــه يحكــم عـن علـم بـإجلاء
ألقـاه في البحر مكتوفاً مغالطةٌ
وكيــف يكتفـه مـع قصـد إجـراء
والكـل مـا هو بالمجعول في عدم
بــل إنـه مقتضـى الأسـما الأجلاء
والجهـل تعريفـه الإنشاء من عدم
وليــس يوصــف معــدوم بإنشـاء
فـافهم وحقـق لنفس الأمر معتبراً
حكـــم الإلـــه بعلــم لا بجهلاء
هـذا الذي قد أخذنا عن مشايخنا
أولـى الهدايـة والتقوى الألبّاء
عنايـة اللـه أعلـى الله طائفةً
بهـا علـى غيرهـم من مفتر سائي
عبـد الغنـي لـه الرحمـن وفقـه
فبثهـــــا للتلاميـــــذ الأخلاء
لعـل تـأتيه منهـم دعـوة فيـري
قربـاً بها من عظيم الفضل معطاء
عبد الغني النابلسي.شاعر عالم بالدين والأدب مكثر من التصنيف، تصوف ولد ونشأ في دمشق ورحل إلى بغداد وعاد إلى سوريا وتنقل في فلسطين ولبنان وسافر إلى مصر والحجاز واستقر في دمشق وتوفي فيها.له مصنفات كثيرة جداً منها: (الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية - ط) و(تعطير الأنام في تعبير الأنام -ط) و(ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الأَحاديث -ط)، و(علم الفلاحة - ط)، و(قلائد المرجان في عقائد أهل الإيمان - خ)، و(ديوان الدواوين - خ) مجموع شعره وله عدة دواوين.