
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بلاء الأنبيـــاء هـــو البلاءُ
وقـد عـانت عناهـا الأوليـاءُ
وذلـك كـان في الدنيا وفيما
بـــه للنــاس ذم أو ثنــاء
ومـن يكـثر عليه الصبر يعظم
بـه عنـد الإلـه لـه الجـزاء
وأمـا الـدين فاحـذر من بلاء
يصـيبك فيـه ذاك هـو الشقاء
ومنـه الأنبيـا عصـموا وعنـه
شــعار الصــالحين الأتقيـاء
ومـن يصـبر عليـه أصـر عمداً
علـى العصيان وازداد العناء
نصـحتك لا تخـف فـي قطـع رزق
أذى الــدنيا فللـه العطـاء
وكــن بـالإنفراد سـليم صـدر
لأن مصـــاحبات النـــاس داء
فإنــك إن نطقـت بمـا تـراه
عليهــم حثهـم فيـك افـتراء
وصــرت عـدوهم فـي كـل حـال
وليـس لهـم بمـا قلت ارعواء
وإن تســكت وتكرهــه بقلــب
فقلبـك مـا لـه فيهـم خفـاء
وأدنـى مـا يكـون يقـال هذا
ثقيــل كــل حــالته ريــاء
وهــم لا يقبلونـك فـاجتنبهم
وأنـت بمـا علمـت لك اهتداء
لأنــك باللقـاء تكـون مغـرى
يســـبك إنــه بئس اللقــاء
وإن خــالطتهم وسـلكت معهـم
يكـون لهـم بفعلـك ذا رضـاء
وتمســي بينهـم مرفـوع شـان
وتصـبح كـل مـا تلقـى هنـاء
ولكـن تبتلـى في الدين منهم
بمـا هم فيه إذ بالسوء جاؤا
أكـابرهم علـى الإعراض قاموا
ولـو بـالكفر ما لهم انثناء
وقـد حملـوا أصـاغرهم عليـه
مداهنــة وليــس لهـم حيـاء
تنبـه يـا مريـد الحق وافتح
عيونـك مـا بنو الدنيا سواء
وصـابر عن لقاء الناس واصبر
علـى الإيـذاء وليسـع الأنـاء
فـإن الصـبر في الدنيا قليل
وعقبـــاه انكشـــاف وانجلاء
فأما الصبر منك على عقاب ال
قيامـة فهـو ليـس له انقضاء
ولا تــترج غيـر اللـه مـولى
فغيـر اللـه مـا فيه الرجاء
عبد الغني النابلسي.شاعر عالم بالدين والأدب مكثر من التصنيف، تصوف ولد ونشأ في دمشق ورحل إلى بغداد وعاد إلى سوريا وتنقل في فلسطين ولبنان وسافر إلى مصر والحجاز واستقر في دمشق وتوفي فيها.له مصنفات كثيرة جداً منها: (الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية - ط) و(تعطير الأنام في تعبير الأنام -ط) و(ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الأَحاديث -ط)، و(علم الفلاحة - ط)، و(قلائد المرجان في عقائد أهل الإيمان - خ)، و(ديوان الدواوين - خ) مجموع شعره وله عدة دواوين.