
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إن الزجاجــة عــبرة للـرائي
فـانظر بها بالباء بعد الراءِ
وتأمــل الأكـوان حيـث تنـوعت
لـك تنجلـي فـي بهجـة وبهـاء
فـي حمـرة فـي صـفرة في خضرة
بخلاف مــا هـي سـائر الأشـياء
وكـذلك الـدنيا وما فيها فلا
يغــتر راء بالــذي هـو رائي
سر التلون في الزجاجة فاعتبر
هــذا بنفــس داخــل الأحشـاء
إن النفـوس هي الزجاجات التي
طبعـت علـى سـعد لهـا وشـقاء
وبها يرى الرائي فيكشف مقتضى
مــا عنــدها بتأمــل وتـراء
والحكم منه على الذي هو ظاهر
حكــم عليــه بلبســة وخفـاء
فـإذا تحقـق كـان أنصـف حاكم
فيمــا رأى واختـص بالنعمـاء
والقلـب أذعـن منه في إيمانه
بـالغيب عـن قطـع بغيـر مراء
عبد الغني النابلسي.شاعر عالم بالدين والأدب مكثر من التصنيف، تصوف ولد ونشأ في دمشق ورحل إلى بغداد وعاد إلى سوريا وتنقل في فلسطين ولبنان وسافر إلى مصر والحجاز واستقر في دمشق وتوفي فيها.له مصنفات كثيرة جداً منها: (الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية - ط) و(تعطير الأنام في تعبير الأنام -ط) و(ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الأَحاديث -ط)، و(علم الفلاحة - ط)، و(قلائد المرجان في عقائد أهل الإيمان - خ)، و(ديوان الدواوين - خ) مجموع شعره وله عدة دواوين.