
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كـــواكب جــرت مــن الســماءِ
فأمســـكتها شـــبكات المــاءِ
وعاقهـا طبـع الـتراب والهـوى
والنــار عــن مسـارح الفضـاء
ولــو يشــاء ربهــا أطلقهــا
عــن قيـدها الـوهميِّ بالأشـياء
وهــي وجــوه الغـافلين حـوِّلت
عـن نـور وجـه الحـق للظلمـاء
محجوبـــة بعقلهـــا وحســـها
عنــه وعــن ظهــوره للــرائي
حكــم عليهــا أزلـي لـم يـزل
بمقتضــى التقــدير والقضــاء
ألا هلمــوا نحونــا لتعلمــوا
علــم اليقيـن صـورة المـرائي
وتكشـفوا بالعقـل عن أمثال ما
عليـه نفـس الأمـر فـي الأنبـاء
ويعــرض الحــق علــى نفوسـكم
ليـــذهب التكــدير بالصــفاء
فــإن تكونــوا مســتعدين لـه
وفيكـــم القبـــول للوفـــاء
تـــذعن للحــق بغيــر ريبــة
قلــــوبكم لطلـــب اهتـــداء
فتؤمنـــون بالكتـــاب كلـــه
حقــــاً بلا شــــك ولا مـــراء
وتعلمــون منــزل الأفعـال عـن
تحقـــق بالـــداء والـــدواء
وههنــا الشــيوخ تنتهـي بكـم
فـي أمـر إرشـاد وفـي اسـتيلاء
فلــو تقــدموا هنـا لاحـترقوا
واســتوت الشـمس علـى الأفيـاء
وبعـــد هــذا إن أراد ربنــا
أوقفكــم هنــا عــن ارتقــاء
فـي منـزل العلـم بـه ومن لهم
فيــه الرســوخ صـفوة اجتبـاء
وإن أراد زادكــــم بفضــــله
عيــن اليقيــن منـزل الأسـماء
وفصــل الأمــر الإلهــيْ عنـدكم
ذوقـــاً بلا رمـــز ولا إيمــاء
فتــدركون أنكــم مــوتى ومـا
ثــم ســوى الحـق مـن الأحيـاء
وهو الذي في الغيب والأسماء قد
قمتـم بهـا فـي حضـرة الإحصـاء
وقـــد دخلتــم جنــة عاليــة
قطوفهـــا دانيـــة اجتنـــاء
ثـــم إذا أراد زادكـــم بــه
حــق اليقيــن حضــرة انتهـاء
وهــو فنــاؤكم بـه ذوقـاً فلا
موجــود غيــره مــن ابتــداء
وههنـــا تـــم الكلام والــذي
مــن بعـد لا يـدخل فـي الانـاء
إذا الحقيقــة تبــدت تنجلــي
للكــــل بالكـــل بلا خفـــاء
وكــل شــيء هالــك فيهـا إذا
بـدت وكـل الشـيء فـي الفنـاء
لنـا الثبـوت لا الوجـود عندها
والعــدم الصــرف بلا انتفــاء
عـزت وجلـت عـن جميـع مـا بدا
بهــا لهـا فـي الأرض والسـماء
نــور بهـا تـبين فـي ثبوتهـا
لأنهــــا توجـــد باستقصـــاء
وهـي الوجود وحدها الصرف الذي
يجــل عــن مــدح وعــن ثنـاء
وعــن كمـال نحـن نـدريه وعـن
كــل معـاني القـرب والثنـائي
عبد الغني النابلسي.شاعر عالم بالدين والأدب مكثر من التصنيف، تصوف ولد ونشأ في دمشق ورحل إلى بغداد وعاد إلى سوريا وتنقل في فلسطين ولبنان وسافر إلى مصر والحجاز واستقر في دمشق وتوفي فيها.له مصنفات كثيرة جداً منها: (الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية - ط) و(تعطير الأنام في تعبير الأنام -ط) و(ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الأَحاديث -ط)، و(علم الفلاحة - ط)، و(قلائد المرجان في عقائد أهل الإيمان - خ)، و(ديوان الدواوين - خ) مجموع شعره وله عدة دواوين.