
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَهاجَـكَ بِـاللَوى الرَبعُ الخَلِيُّ
فَقَلبُــكَ مِــن تَــذَكُّرِهِ شــَجِيُّ
كَــأَنَّ بِقِيَّــةَ العَرَصـاتِ فيـهِ
عَلــى الأَزمــانِ بُـردٌ أَتحَمِـيُّ
نَعِمـتَ بِـأِهلِهِ زَمَنـاً فَبـانُوا
فَــأَنتَ لِبَينِهــم كَلِــفٌ شـَقِيُّ
ســَقى العَرَصـاتِ بَعـدُهُم مُلِـثٌ
ســِماكيُّ الحَيــا أَو مرزَمِــيُّ
لِهَدهَـدَةِ الرُعـودِ بِـهِ اِصطِخابٌ
كَمـا اِصـطخَبَ اليَراعُ الفارِسيُّ
إِذا وَســـِميُّه أَرخــى عَلَيــهِ
عَزالِيَـــهُ تَعَقَّبـــه الــوَلِيُّ
وَلِــيٌّ تُمــرِعُ البَطحـاءُ مِنـهُ
وَيُكسـى النـورَ مَلعَبُها الحَلِيُّ
كَـــأَنَّ حَبِيَّــهُ رِفــدٌ حَبــاهُ
مُعِـزُّ الدَولَـةِ المَلِـكُ السـَخِيُّ
فَــتىً تَنــدى لِسـائِلِهِ يَـداهُ
كَمـا تَنـدى لِوارِدِهـا الرَكِـيُّ
بَنـى فَخـراً لِقَيـسٍ مـا بَنـاهُ
لِقَيـــس قَبلَـــهُ إِلّا النَبِــيُّ
حَليــمٌ عَــن جَرائِمِنـا إِلَيـهِ
وَلَـولا الحِلـمُ لَـم يَسرُ السَرِيُّ
لَـهُ طَعمـانِ مِـن نُعمـى وَبُوسى
فَــذا صــَبِرٌ وَذا عَســَلٌ جَنِـيُّ
يَضــُرُّ كَمــا يَســُرُّ مُــؤَمِّلِيهِ
فَإِمّــا مُحســِنٌ بِــكَ أَو مُسـِيُّ
كَـذاكَ السـَيفُ تَقطَـعُ شـَفرَتاهُ
وَمَلمَســــُهُ تُلامِســـُهُ وَطِـــيُّ
وَفِتيــانٍ رَمــى بِهِــم إِلَيـهِ
لِحُسـنِ حَـديثِهِ البَلَـدُ الزَكِـيُّ
كَــأَنَّهُمُ وَقَــد سـَهِمُوا سـِهامٌ
وَلَكِــنَّ المَطِــيّ لَهــا قِســِيُّ
مَطِــيُّ لَــم تَـدَع فِيهِـنَّ نِيّـاً
وَهَـل يَبقـى عَلـى النِيّـاتِ نِيُّ
خَــوامِسُ إِن عَـدِمنَ وَرُودَ مـاءٍ
فَفــي ذِكــرِ المُعِـزِّ لَهُـنَّ رِيُّ
فَــتىً جــاهِي بِنـائِلِهِ عَريـضٌ
وَبــالي مِــن مَكــارِمِهِ رَخِـيُّ
أَبـا العُلـوانِ يا مَلِكاً نَخِيّاً
نَماهُ إِلى العُلى المَلِكُ النَخِيُّ
أَخُصـُّكَ بِالثَنـا مـا دُمـتُ حَيا
لِأَنَّــكَ بِالثَنــا مِنّــي حَــرِيُّ
وَمَــدَحي لا يَزيــدُكَ فـي عُلُـوٍّ
لِأَنَّــكَ مِــن سـِوى مَـدحي عَلِـيُّ
فَــدُونَكَها مُحَبَّــرَةَ القَـوافي
يَضـيقُ بِوسـِعها البَلَـدُ القَصِيُّ
شــُرُوداً لا يَليـقُ بِهـا مَكـانٌ
كَمــا شــَرَد الأَقَــبُّ الأَخـدَرِيُّ
نَتيجَـةَ خـاطِرٍ مِـن غَيـرِ جَهـلٍ
أَطـاعَ فَريـدَها الكَلِـمُ العَصِيُّ
كَــأَنَّي حيــنَ أُنشـِدُها جَريـرٌ
وَشــانِئُكَ الفَــرَزدَقُ أَو عَـدِيُّ
بَقيتُـــم آل مِــرداسٍ فَــإِنّي
بِكُــم عَــن كُـلِّ مَخلـوقٍ غَنِـيّ
وَلا زِلتُــم مَصـابيحَ المَعـالي
فَــإِنَّ زَمــانَكُم زَمَــنٌ بَهِــيُّ
الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة أبو الفتح الشامي.شاعر من الأمراء ولد ونشأ في معرة النعمان بسورية انقطع إلى دولة بني مرداس في حلب فامتدح عطية بن صالح المرداسي فملكه ضيعة فأثرى.وأوفده ابن مرداس إلى الخليفة المستنصر العلوي بمصر رسولاً سنة 437هفمدح المستنصر بقصيدة وأعقبها بثانية سنة 450هفمنحه المستنصر لقب الإمارة.ثم كتب له سجلاً بذلك فأصبح يحضر في زمرة الأمراء ويخاطب بالإماره وتوفي في سروج.له (ديوان شعر -ط) طبع بعناية المجمع العلمي بدمشق مصدراً بمقدمة من إملاء أبي العلاء المعري وقد قرئ عليه.