
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كَـذا لا تَـزالُ رَفيـعَ الرُتَـب
كَـثيرَ العَـدُوِّ كَـثيرَ الغَلـب
وَقَـد وَهَـبَ اللَهُ هَذا النَعيمَ
وَمـا يَرجِـعُ اللَـهُ فيما وَهَب
وَمَـن عـاشَ أَبصـَرَ في حاسِدِيكَ
وَفِيمَـن يُعادِيـكَ أَمـراً عَجَـب
أَرادُوا تَمَلُّـكَ مـا فـي يَدَيكَ
وَمـاتُوا وَلَـم يُقضَ ذاكَ الأَرَب
وَكَـم طَلَبُـوا لَكَ بُؤسَ الحَياةِ
فَمـا أَنجَـحَ اللَهُ ذاكَ الطَلَب
فَلا تَحفِلَــنَّ بِصــَرفِ الزَمـانِ
فَـأَنتَ المُظَفَّـرُ كَيـفَ اِنقَلَـب
وَلا تُبـقِ مـالاً فَـرِزقُ الكَريمِ
م يَـأتيهِ مِـن حَيـثُ لا يَحتَسِب
إِذا سـَلَّمَ اللَـهُ رُوحَ الأَميـرِ
فَــأَهونَ شـَيءٍ ذَهـابُ الـذَهَب
وَمَن كَسِبَ الحَمد في الخافِقَينِ
فَلَيـسَ يُبـالي عَلـى مـا كَسَب
فَخُذ ما صَفا مِن لَذيذِ الحَياةِ
وَدَع لِســِواكَ الأَذى وَالنَصــَب
وَلا تَخــبَ إِلّا شـِفارَ السـُيوفِ
وَهـذِي الرِجـالَ وَهـذِي الخُطَب
لَعَمـرِي لَقَد قُمتَ نِعمَ القِيامِ
وَجَمَّــلَ ذِكــرُكَ ذِكـرَ العَـرَب
وَحَجَّــت إِلَيــكَ وُفـودُ البِلاد
دِ مِـن كُـلِّ فَـجٍ سـَحيقِ الحَدَب
فَقَـومٌ لَهُـم كَعبَةٌ في الحِجازِ
وَقَـومٌ لَهُـم كَعبَـةٌ فـي حَلَـب
فَهَــذِي تُحَـجُّ لِغَفـرِ الـذُنوبِ
وَهَــذي تُحَــجُّ لِبَـذلِ الرَغَـب
وَفي الدَستِ أَروَعُ مِثلُ الحُسام
سـَريعُ الرِضـا لا سَريعُ الغَضَب
نَظيرُ الهِزَبرِ إِذا ما استُثِيرَ
وَنـدُّ الغَمـامِ إِذا ما اِنسَكَب
إِذا كَتَـبَ المُلـكَ لـي خالِداً
كَتَبـتُ لَـهُ مِثـلَ مـا قَد كَتَب
مَـدائِحُ تَبقـى بَقـاءَ الزَمانِ
وَتَخلُــدُ فيـهِ خُلـودَ الحِقَـب
أَبـا صـالِحٍ لَيـسَ كُـلُّ الكَلامِ
يَبقــى وَلا كُــلُّ قَــولٍ يُحَـبّ
خَـدَمتُكَ وَالـرَأسُ وَحفُ السَوادِ
وَهـا هُـوَ أَبَيَـضُ مِثـلُ الحَبب
وَمِثلُــكَ يَطلُـبُ مِثلـي نَـداهُ
فَيَــأتِيهِ أَزيَــدُ مِمّـا طَلَـب
الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة أبو الفتح الشامي.شاعر من الأمراء ولد ونشأ في معرة النعمان بسورية انقطع إلى دولة بني مرداس في حلب فامتدح عطية بن صالح المرداسي فملكه ضيعة فأثرى.وأوفده ابن مرداس إلى الخليفة المستنصر العلوي بمصر رسولاً سنة 437هفمدح المستنصر بقصيدة وأعقبها بثانية سنة 450هفمنحه المستنصر لقب الإمارة.ثم كتب له سجلاً بذلك فأصبح يحضر في زمرة الأمراء ويخاطب بالإماره وتوفي في سروج.له (ديوان شعر -ط) طبع بعناية المجمع العلمي بدمشق مصدراً بمقدمة من إملاء أبي العلاء المعري وقد قرئ عليه.