
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مِنّـا الثَنـاءُ وَمِنـكَ الصـَيِّبُ الغَدِقُ
فَضـــلٌ يَعُــمُّ وَشــُكرٌ طَيِّــبُ عَبِــقُ
نُثنِـي عَلَيـكَ بِمـا أَولَيـتَ مِـن كَرَمٍ
فَالحَمــدُ يُجمَــعُ وَالأَمـوالُ تَفتَـرِقُ
ضـَجَّت إِلـى رَبِّها الدُنيا الَّتي دُحِيَت
مِمّــا تَــدُلُّ إِلـى أَبوابِـكَ الطُـرُقُ
يَخضــَرُّ كُــلُّ مَكــانٍ أَنــتَ نـازِلُهُ
حَتّــى يُنَبِّــعَ مِـن أَحجـارِهِ الـوَرَقُ
وَيُشــرِقُ اللَيـلُ إِن أَسـرَيتَ مُـدَّلِجاً
فِيــهِ كَأَنَّــكَ فــي ظَلمــائِهِ فَلَـقُ
رُزِقــتَ جَـدّاً يَضـِيقُ الخافِقـانِ بِـهِ
فَكَـم بَغـى الحَمدَ أَقوامٌ فَما رُزِقُوا
تَــأَنَّقَ اللَــهُ حَتّـى بـاتَ مُجتَمِعـاً
هَـذا الجَميـلُ وَهَـذا المَنظَـرُ الأَنِقُ
مِـن أَيـنَ يُعطـى الَّـذي أُعطِيتَهُ بَشَرٌ
وَيُلحَـقُ الـدَرُّ مِـن مَسـعاكَ وَالعَنَـقُ
طَلَعــتَ فــي شــاهِقٍ صـَعبٍ مَطـالِعُهُ
إِذا تَرَقّــى إِلَيــهِ مَعشــَرٌ زَلَقُـوا
وَالمَجـدُ ثَـوبٌ لِفَخـرِ المُلـكِ جِـدَّتُهُ
وَلِلبَرِيَّــةِ مِنــهُ المُنهَــجُ الخَلـقُ
قَـد حـاوَلَ النـاسُ مِن عُجمٍ وَمِن عَرَبٍ
أَن يَلحَقُـوهُ إِلـى شـَأوٍ فَمـا لَحِقوا
مُتَـــوَّجٌ تَخفِــضُ الأَبصــارَ هَيبَتُــهُ
فَلَيــسَ تُملَأُ مِـن مَـرأىً بِـهِ الحَـدَقُ
إِذا تَنَكَّــرَ لَــم يَخــرُج بِـهِ غَضـَبٌ
عَـنِ الجَميـلِ وَلَـم يَـذهَب بِهِ الحَنَقُ
وَبِالعَواصـِمِ مِـن تـاجِ العُلـى مَلِـكٌ
لا الزَهـوُ مِنـهُ وَلا مِـن طَبِعِهِ الخَرَقُ
يَهمِـي عَلـى الشامِ سُحباً مِن مَكارِمِهِ
حَتّــى يُخــافَ عَلـى سـُكانِهِ الغَـرَقُ
عَمَّــت مَــواهِبُهُ الـدُنيا وَسـاكِنَها
فَلا خَلا بَشــــَرٌ مِنهـــا وَلا أُفُـــقُ
كَالصــُبحِ فــاضَ فَغَشـى كُـلَّ ناحِيَـةٍ
فَلَيــسَ يَعـرِفُ فِيهـا نَفسـَهُ الغَسـَقُ
يـا بـاذِلَ المالَ لِلقُصّادِ إِن قَصَدُوا
وَعـاقِرَ الكُـومِ لِلطُـرّاقِ إِن طَرَقُـوا
فِـداكَ قَـومٌ إِذا مـا عاهَدُوا نَكَثُوا
تِلـكَ العُهُـودَ وَإِمّـا صادَقُوا مَذَقُوا
لا يَعرِفُــونَ جَميلاً إِن هُــم ســُئِلُوا
وَلا يَخــافُونَ عـاراً إِن هُـمُ رُهِقُـوا
لَيسـُوا كَأَبنـاءِ مِـرداسٍ إِذا وَعَدُوا
فَقَـد وَفَـوا وَإِذا قالُوا فَقَد صَدَقُوا
مُعَـوَّدِينَ لِبَـذلِ المـالِ قَـد جَعَلُـوا
فـي رِزقِ كُـلِّ عَـدِيمٍ كُـلَّ مـا رُزِقُوا
مَـن يَلقَهُـمُ يَلـقَ مِنهُم مَعشَراً نُجُباً
لَـم يُخلَـقِ الفَضـلُ إِلّا سـاعَةً خُلِقُوا
أَخنَوا عَلى المالِ حَتّى ما يَعِيشُ لَهُم
ذَودٌ يُـــــراحُ وَلا عَيــــنُ وَا وَرِقُ
تَعَلَّمُـوا مِـن عِمـادِ المُلـكِ كُلَّ نَدىً
وَاستَمسـَكُوا بِعُـرى نُعماهُ وَاعتَلَقُوا
مـازالَ يُقلِـقُ أَحشـاءَ العِـدى زَمَناً
حَتّـى جَلا الخَـوفُ عَنّا وَانجَلى القَلَقُ
مِـن بَعـدِ أَن تَـرَكَ الأَرمـاحَ راعِفَـةً
مِمّـا يَسـِيلُ عَلـى أَطرافِهـا العَلـقُ
وَالخَيـلُ قَـد بَـدَّلَ التَقرِيبُ سِحنَتَها
حَتّــى تَغَيَّــرَتِ الأَلــوانُ وَالخِلَــقُ
فَالـدُهمُ تَحسـَبُها بُلقـاً إِذا رَجَعَـت
وَقَــد تَجَمَّــعَ فـي لَبّاتِهـا العَـرَقُ
يـا أَكـرَمَ الناسِ عِش لِلناسِ في دَعَةٍ
مـا عاش لِي فِيكَ هَذا الفائِحُ العَبقُ
فَإِنَّمــا أَنــتَ فِينـا رَحمَـةٌ كَشـَفَت
عَنّــا الشــَقاءَ فَلا بُــؤسٌ وَلا رَهَـقُ
مــا دُونَ فَضــلِكَ لا مَطــلٌ وَلا عِـدَةٌ
وَلا حِجــــابٌ وَلا بـــابٌ وَلا غَلَـــقُ
الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة أبو الفتح الشامي.شاعر من الأمراء ولد ونشأ في معرة النعمان بسورية انقطع إلى دولة بني مرداس في حلب فامتدح عطية بن صالح المرداسي فملكه ضيعة فأثرى.وأوفده ابن مرداس إلى الخليفة المستنصر العلوي بمصر رسولاً سنة 437هفمدح المستنصر بقصيدة وأعقبها بثانية سنة 450هفمنحه المستنصر لقب الإمارة.ثم كتب له سجلاً بذلك فأصبح يحضر في زمرة الأمراء ويخاطب بالإماره وتوفي في سروج.له (ديوان شعر -ط) طبع بعناية المجمع العلمي بدمشق مصدراً بمقدمة من إملاء أبي العلاء المعري وقد قرئ عليه.