
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـَقى اللَـهُ دَيـراً فيهِ نادَمتُ قِسّيسا
فَكـانَ شـَريفاً ظـاهِرَ البِشـرِ قِدّيسـا
لَــهُ خُلُــقٌ يُرضــي النَبِــيَّ مُحَمَّـداً
وَيَـأتي بِمـا أَوصـى بِـهِ قَـومَهُ عيسى
وَيَطــــرَبُ إِن غَنَّيتُــــهُ فَكَـــأَنَّني
ضـَرَبتُ لَـهُ في الديرِ بِالصُبحِ ناقوسا
ســـَقاني مُــداماً قَرقَفــاً ذَهَبِيَّــةً
كَـأَنَّ عَلـى حافاتِهـا الـدُرَّ مَغروسـا
مُعَتَّقَـــةً مِــن صــَيدِنايا ســَبَأتُها
يَهُـزُّ بِهـا الـرّاووقُ أَعطـافَ إِبليسا
فَمـن وَجهِهـا فـي الكَـأسِ يُبدي طَلاقَةً
إِلَــيَّ وَمِــن وَجهـي يُقابِـلُ تَعبيسـا
كُمَيتـاً بِهـا يَسـعى عَلى الشَّربِ شادِنٌ
مِـنَ التُـركِ تَكسـوهُ المَهابَةُ ناموسا
يُخـالُ إِذا مـا اِختـالَ في بُردِ حُسنِهِ
وَقَـد مـاسَ مِـن سُكرِ المُدامَةِ طاوُوسا
ذُؤابَتُــهُ الثُعبــانُ إِذ راعَ شـَكلُها
إِلـى قَلبِـهِ فِرعَـونَ يَـومَ عَصـا موسى
يُســَرُّ الَّــذي تَلقـاهُ يَومـاً بِقُربِـهِ
ســُرورَ سـُلَيمانٍ عَلـى عَـرشِ بَلقيسـا
فَأَنشــَدَني شــِعراً أَنيقــاً مُهَــذَّباً
بِهِ وافَقَ وَالتَطبيقُ في الحُسنِ تَجنيسا
وَيَنبُــضُ ســَهماً طَرفُــهُ كُلَّمـا رَنـا
وَقَـوَّسَ مِنـهُ الحـاجِبَ السـّحبُ تَقويسا
عَلــى خَصــرِهِ تَنضــَمُّ عَشــرُ أَنامِـلٍ
وَفي سَرجِهِ النُعمى مِنَ الرِدفِ وَالبوسى
واكتفى ياقوت الحموي في معجم البلدان بذكره في مادة الشاغور قال:(الشاغورُ: بالغين المعجمة، محلة بالباب الصغير من دمشق مشهورة وهي في ظاهر المدينة، ينسب إليها الشهاب الفِتياني النحوي الشاعر رأيتُه أنا بدمشق وهو قريب الوفاة وهو فتيان بن علي بن فتيان الأسدي النحوي الشاعر كان أديباً طبعاً وله حلقة في جامع دمشق كان يقرىء النحو وعلا سنه حتى بلغ تسعين أو ناهَزَها وله أشعار رائقة جداً ومعانِ كثيرة مبتكرة وقد أنشدني لنفسه ما أنسيتُه وقد ذكرت له قطعة في شَواش وهو موضع بدمشق).