
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ضــُرِبَت لِزَينَــبَ بِــالغُوَيرِ خِيـامُ
فَعَلــى الغُــوَيرِ وَســاكِنيهِ سـَلامُ
تِلـكَ المَرابِـعُ تصـرَعُ الآسـادَ بِال
لَحَظــاتِ فــي عَرَصــاتِها الأَيّــامُ
كَــم عُـروَةٍ فُصـِمَت لِعُـروَةَ عِنـدها
حَتّــى بَكــى أَســَفاً عَلَيـهِ حَـزامُ
أَظُــبى جُفــونٍ أَم جُفـونُ ظِبائِهـا
تَرنـــو فَكُـــلُّ لِحــاظِهِنَّ حُســامُ
تِلــكَ الحَــواجِبُ أَم قِسـِيٌّ أُرسـِلَت
عَنهُـــنَّ مِـــن أَلحــاظِهِنَّ ســِهامُ
مِـن كُـلِّ واضـِحَةِ الثَنايـا طَرفُهـا
يُبـدي السـَقامَ وَلَيـسَ فيـهِ سـَقامُ
لَمَيـاءُ فـي فيهـا لِراشـِفِ ثَغرِهـا
حَـــبُّ الغَمــامِ مُنَظَّمــاً وَمُــدامُ
أَصــبو إِلــى أَثلاتِ نَجــدٍ كُلَّمــا
وَمـضُ البَريـقِ عَلـى الغُـوَيرِ يُشامُ
وَيَشـوقُني ضـالُ العُـذَيبِ وَظِلُّـهُ ال
ضــافي وَرَنــدٌ بِــالحِمى وَبشــامُ
كَيـفَ السَبيلُ وَقَد قَضى قاضي الهَوى
فيــهِ بِقَتلــي وَالغَريــمُ غَــرامُ
وَلَّــــت لُيَيلاتٌ وَأَيّــــامٌ مَضـــَت
نِعـــمَ اللَيــالي كُــنَّ وَالأَيّــامُ
مَـع كُـلِّ واضـِحَةِ اللِّثـامِ لَها فَمي
بِــاللَثمِ فـي ضـَمِّ العِنـاقِ لِثـامُ
زارَ الحَــبيبُ ولاتَ حيــنَ زِيــارَةٍ
إِذ لَــم يَرُعــهُ عَـنِ اللِّمـامِ مَلامُ
فــي لَيلَــةٍ مُتَــرَجِّلاً مِــن حـاجِرٍ
عَســـفاً وَقَـــد رَكِــبَ الظَلامَ ظلامُ
يَخطـو أَفـاحيصَ القَطـا وَيَـدوسُ أُد
حِــيَّ النَعــامِ وَهُــنَّ مِــن قُـدّامُ
واهـاً لَـهُ أَنّـى اِهتَـدى لَمّـا سَرى
مِــن حــاجِرٍ نَحـوي وَداري الشـامُ
وافـى إِلَـيَّ مُخاطِبـاً في النَومِ مَن
لَــم يَبــدُ لـي يَقظـانَ مِنـهُ كَلامُ
مـا أَنـسَ لا أَنـسَ الحَـبيبَ وَقَـولَهُ
أَزِفَ الرَحيــلُ غَــداً وَعَــزَّ مَقـامُ
زَمّــوا مَطايــاهُم فَكُــلُّ نَجيبَــةٍ
فــي رَأسـِها بِيَـدِ الفِـراقِ زِمـامُ
قـالوا غَـداً يَـومُ النَوى فَأَجَبتُهُم
لا بَــل يُحَـمُّ لَـدى الفِـراقِ حِمـامُ
وَســَفَرنَ لــي عَـن أَوجُـهٍ وَغَـدائِرٍ
فَتَعـــــانَقَ الإِصـــــباحُ وَالإِظلامُ
هُــنَّ الحَبــائِبُ راشـِقاتُ قُلوبِنـا
مِــن لَحــظِ أَعــداءٍ لَهُــنَّ سـِهامُ
لَـولا اِتِّقـاءُ اللَـهِ قادَتنـا لِـدي
نِ الجاهِلِيَّـــةِ هَـــذِهِ الأَصـــنامُ
ذَهَــبَ الأَعــاريبُ الَّــذينَ لَـدَيهِمُ
يُحمــى الــذِمارُ وَلا يَضـيعُ ذِمـامُ
وَبَقيـتُ فـي سـُفَهاءَ كَالأَنعـامِ فـي
عَهــدٍ وَهُــم عِنـدَ اللِقـاءِ نَعـامُ
لَأُقَوِّضــَن عَنهُــم خِيــامي قاصــِداً
دارَ النَعيـــمِ بِظِلِّهــا الإِنعــامُ
هِـيَ بَعلَبَـكُّ سـَمَت بِمَجـدِ الدينِ بَه
رَم شـــاهَ دانَ لِشـــَأوِهِ بَهــرامُ
فَجُنـودُهُ الأُسـدُ الضـَواري مـا لَها
إِلّا القَنــا يَــومَ الــوَغى آجـامُ
وَجُيوشــُهُ كَالرُمــحِ وَهــوَ سـِنانُهُ
عَــن قَلــبِ جَيـشٍ مـا لَـهُ إِحجـامُ
وَلِقَوسـِهِ رُسـُلُ المَنـونِ إِلى العِدا
تُصــمي النُفــوسَ فَتَسـقُطُ الأَجسـامُ
وَالســَيفُ فــي يُمنـاهُ بَـرقٌ لامِـعٌ
يُجــري دِمــاءً وَالعَجــاجُ غَمــامُ
تَبكـي عُيـونُ الشـِركِ مِنـهُ لِفَتكِـهِ
بِالمُشـــرِكينَ وَيَضـــحَكُ الإِســـلامُ
وَعَلَيــهِ دِرعٌ فاضــَةٌ مِـن نَسـجِ دا
وودَ النَبِـــيِّ لِســـَردِها إِحكــامُ
وَحِصـــانُهُ بَحــرٌ يَمــوجُ بِســَرجِهِ
بَحـــرٌ وَيَـــزأَرُ فَــوقَهُ ضــِرغامُ
مـا رامَ أَمـراً في المَعالي راقِياً
إِلّا وَأَصـــبَحَ فيــهِ لَيــسَ يُــرامُ
لَـم تَحـلُ مِـن أَعـدائِهِ مِـن خَـوفِهِ
قُربـــاً وَبُعــداً يَقظَــةٌ وَمَنــامُ
كَــاللَيثِ مُنتَفِضــاً لِـوَثبَتِهِ عَلـى
شــَثنِ البَراثِــنِ دَأبُــهُ الإِقـدامُ
يا ذا الأَيادي البيضِ وَالمِنَنِ الَّتي
تَحيــا بِهــا الفُقَـراءُ وَالأَيتـامُ
لِلَــهِ رَبِّــكَ صــَلِّ وَاِنحَـر مُخلِصـاً
فَلِشـــانِئيكَ الـــذُلُّ وَالإِرغـــامُ
وَبِكَفِّــكَ القَلَـمُ الَّـذي دانَـت لَـهُ
شــَرقاً وَغَربــاً فــي العُلا الأَقلامُ
فَـاِعجَب لِمَشـقوقِ اللِسانِ بِنَقشِهِ ال
إِغـــرابُ وَالإِعـــرابُ وَالإِعجـــامُ
فَكَأَنَّمـــا الأَرزاقُ وَالآجــالُ قَــس
ســـَمَها بِــهِ بِيَمينِــهِ القَســّامُ
إِن دَقَّ خَطــاً جَـلَّ خَطبـاً فَهـوَ فـي
يُمنــى يَــدَيكَ الأَرقَــمُ الرَقّــامُ
رَفَعَت لَكَ الهِمَمُ العَوالي في الوَغى
عَلَمــــاً تَنَكَّـــسُ دونَـــهُ الأَعلامُ
فَالنَصـرُ وَالتَأييـدُ مَعقـودانِ فـي
عَـــذَباتِهِ وَالنَقـــضُ وَالإِبـــرامُ
لَـكَ مَنصـِبٌ لَـم يَشـأَهُ فـي دَهرِنـا
إِلا الَّــذي هُــوَ لِلزَّمــانِ إِمــامُ
فَلـكَ البَقـاءُ مَـدى الزَمانِ وَلِلَّذي
خُلِّفـــتَ عَنـــهُ تَحِيَّـــةٌ وَســـَلامُ
شـَجَراتُ عيصـِكَ فـي بَنـي أَيّـوبَ يا
نِعَــةٌ يَزيــنُ ثِمارَهــا الأَكمــامُ
فَاِبجَـح فَمـا لَكَ في المُلوكِ مُساجِلٌ
إِذ يُـــذكَرُ الآبـــاءُ وَالأَعمـــامُ
أَنـتَ الَّـذي فـي كُـلِّ مَنبِـتِ شـَعرَةٍ
مِنـــهُ هِزَبـــرٌ عاصـــِمٌ وَعِصــامُ
هَــذا مقــامٌ فيــهِ كُــلُّ مُفَــوَّهٍ
غَيـــري لَـــدَيكَ مُفَهَّــهٌ تَمتــامُ
لَــكَ دَولَـةٌ دُوَلُ المُلـوكِ بِأَسـرِها
فــي كُــلِّ مَكرُمَــةٍ لَهــا خُــدامُ
أَعضــاؤُها مُتَناســِباتٌ فـي العُلا
مِثــلُ الفَــرائِدِ زانَهُــنَّ نِظــامُ
أَبقــى مُعِـزُّ الـدينِ عِـزّاً أَقعَسـاً
لِلــدينِ مِنــكَ بِـهِ العَـدُوُّ يُضـامُ
وَلَــكَ القُصــورُ المُنشـَآتُ فَكُلُّهـا
فــي بَحــرِ مــا تُستَحســَنُ الأَعلامُ
دورٌ حَـــوَت بِركاتُهــا بَرَكاتِهــا
فَالسَلســَبيلُ بِهــا لَــدَيكَ رُخـامُ
وَلَــكَ البَنـونَ الأَكرَمـونَ مَغارِسـاً
لا غَــروَ أَن تَلِــدَ الكِـرامَ كِـرامُ
لا فــارَقوا حُلَـلَ السـُعودِ مَلابِسـاً
مـــا أُلبِســَت أَطــواقَهُنَّ حَمــامُ
فَهُــمُ الأَهِلَّــةُ نامِيــاتٌ أَو تَـرى
مِنهُــم بُـدورَ المُلـكِ وَهـيَ تَمـامُ
فَاِسـلَم وَدُم مـا صاحَبَت أَلِفاً بِالاس
مِ الســابِقِ المَعهــودِ يَومــاً لامُ
وَتَهَـنَّ بِالأَعيـادِ ما اِستَغنَت عَنِ ال
أَلِفـــاتِ فـــي تَعريبِهــا الأَعلامُ
واكتفى ياقوت الحموي في معجم البلدان بذكره في مادة الشاغور قال:(الشاغورُ: بالغين المعجمة، محلة بالباب الصغير من دمشق مشهورة وهي في ظاهر المدينة، ينسب إليها الشهاب الفِتياني النحوي الشاعر رأيتُه أنا بدمشق وهو قريب الوفاة وهو فتيان بن علي بن فتيان الأسدي النحوي الشاعر كان أديباً طبعاً وله حلقة في جامع دمشق كان يقرىء النحو وعلا سنه حتى بلغ تسعين أو ناهَزَها وله أشعار رائقة جداً ومعانِ كثيرة مبتكرة وقد أنشدني لنفسه ما أنسيتُه وقد ذكرت له قطعة في شَواش وهو موضع بدمشق).