
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـَقَت بِنـتُ كَرمَـةَ بِنـتَ الكَـرَم
عَــروسَ نُهــىً أَثمَـرَت بِـالحِكَم
ثِمــارٌ حَلاوَتُهــا فـي القُلـوبِ
وَفـي السـَمعِ إِن مَجَّهـا ثَـمَّ فَم
ثِمـــارٌ يَنـــابيعُ أَنوارِهــا
تُمَــزِّقُ بِــالفِكرِ حُجـبَ الظُلَـم
حَمامــاتُ بانــاتِ ذاكَ الحِمـى
هَواتِـــفُ يُطرِبنَنــا بِــالنَغَم
فَنُـح لا تَبُـح بِـالهَوى وَاِخشَ أَن
يُـــراقَ دَمٌ وَتَـــزَلَّ القَـــدَم
دَعِ النـاسَ فـي غَيهَـبٍ يَعمَهـونَ
وَخُـذ فـي الوُجـودِ وَخَـلِّ العَدَم
وَلا تُصـــغِيَنَّ إِلـــى مَينِهِـــم
وَإِن وَفَـــدوكَ بِرَمــيِ التُهَــم
وَجَـــرِّد حُســاماً لِحَســمِ الأَذى
وَشـُقَّ إِلـى البُـرءِ قَلـبَ السَّقَم
وَصــاحِب رِجــالاً كِرامــاً سـَمَت
بِهِـم فـي ذُرى المَلَكـوتِ الهِمَم
رَأَوا بِـالنُهى سـِدرَةَ المُنتَهـى
وَكَيـفَ عَلـى اللَوحِ يَجري القَلَم
فَأَجسـامُهُم فـي حَضـيضِ الحُـدوثِ
وَأَرواحُهُــم فـي يَفـاعِ القِـدَم
فَــإِنَّ طَريــقَ الهُــدى واضــِحٌ
وَكَـم فيـهِ لِلمُهتَـدي مِـن عَلَـم
وَتِلـــكَ الشـــَرائِعُ أَخلافُهــا
عَلـى الرُسـلِ دَرَّت بِرِسـلِ النِعَم
هُـم رَحمَـةُ اللَـهِ فاضَت عَلى ال
لَـذينَ اِهتَـدَوا مِثلَ فَيضِ الدِيَم
فَفَتِّــق بِمَــرّ نَســيمِ التُقــى
كَمــائِمَ تَوحيـدِ بـاري النَسـَم
أَصـِخ تَسـتَمِع ناصِحاً يا أَخا ال
صــَفاءِ وَدَع قَــرعَ سـِنِّ النَـدَم
إِذا مـا الزَمـانُ غَـدا بارِكـاً
عَلَيـــــكَ بِكَلكَلِــــهِ أَو أَزَم
فَلُـــذ بِالمُبــارِزِ مُســتَنجِداً
بِمُعتَمَــدِ الــدَولَتَينِ اِبرَهَــم
تَجُـذُّ بِـهِ الضـَيمَ جَـذَّ الخَليـلِ
بِضــَربِ اليَميـنِ فَقـارَ الصـَنَم
أَميـــرٌ تَواضــَعَ فــي هَيبَــةٍ
تَشـــُقُّ قُلــوبَ أُســودِ الأَجَــم
فَكَــم نِقمَــةٍ مِنـهُ صـُبَّت عَلـى
لُيــوثِ العَريـنِ بِثَـأرِ الغَنَـم
تَقـاعَسَ عَـن شـَأوِهِ في العُلا ال
أَفاضــِلُ مِــن عُربِهـا وَالعَجَـم
وَقــامَ بِعِبــءِ هُمـومِ المُلـوكِ
فَنــاموا وَلَكِنَّــهُ لَــم يَنَــم
أَتَتـــهُ الوِلايـــاتُ مُنقــادَةً
وَفـي دارِهِ قيـلَ يُـؤتَى الحَكَـم
فَنيطَــــت بِمُعتَمَـــدٍ قـــائِمٍ
بِتَقــوى الإِلَــهِ إِذا مـا حَكَـم
إِذا كـانَ لا فـي رِضـى اللَهِ لَم
يَقُــل غَيـرَ لا وَكـدى فـي نَعَـم
وَمـــا ســارَ ســيرَتَهُ قَبلَــهُ
ســِوى العُمَرَيـنِ بِحُسـنِ الشـِّيَم
فَفي الحَقِّ يُدني البَعيدَ البَغيضَ
وَيُبعِــدُ فيـهِ أَخـاً وَاِبـنَ عَـم
وَفـي حَـربٍ مِنـهُ أَهـلُ الفَسـادِ
وَأَهــلُ الصــَلاحِ بِـهِ فـي حَـرَم
وَلِــم لا يُســَرُّ بِـهِ المُسـلِمونَ
وَقَــد صـانَ أَمـوالَهُم وَالحُـرَم
بِــهِ زالَ عَنّـا عُبـوسُ الزَمـانِ
وَأَبــدى لَنــا بشـرَهُ وَاِبتَسـَم
وَلاحَ الفَلاحُ بِـــــــــــآرائِهِ
وَزالَـــت عَمايَــةُ هَــمٍّ وَغَــم
دِمَشــــقُ بِــــهِ وَبِأَيّــــامِهِ
وَإِهلاكِــــهِ كُـــلَّ عـــادٍ إِرَم
إِذا كَـرَّ فـي الحَـربِ مُسـتَلئِماً
تَـوَلَّت مِـنَ الخَـوفِ مِنـهُ البُهَم
فَبِــالطَعنِ يُسـمَعُ صـُمُّ الرِمـاحِ
وَيُثمَـــرُ ذُبَّلُهـــا بِـــالقِمَم
إِذا الســُمرُ أَرشـيةٌ وَالجُـروحُ
رَكاياتُهـــا مُترَعـــاتٌ بِــدَم
وَيُخمِــدُ نــارَ صـُدورِ السـُيوفِ
بِمـاءِ الرِقـابِ إِذا مـا اِقتَحَم
أَمُعتَمَـدَ المُلـكِ قَـد ضـَمَّني ال
خُمــولُ كَمــا ضـَمَّ لَحمـاً وَضـَم
وَكَتَّمــتُ حـالي عَـنِ الشـامِتينَ
كَمـا كُتِـمَ الشـَيبُ تَحـتَ الكَتَم
وَقَــد نَظَـرَ الكُمـهُ فَضـلي وَأس
مَعَــت كَلِمــاتِيَ أَهــلَ الصـَمَم
وَدَهـــري عَلــى أَنَّــهُ مُبصــِرٌ
تَعــامى عَلَــيَّ كَـذا مـن ظَلَـم
وَأَنــتَ المُؤَمَّــلُ بَعــدَ الإِلَـهِ
وَقــى اللَـهُ فيـكَ مُلِـمَّ الأَلَـم
فَـدُم فـي السُعودِ بِغَيظِ الحَسودِ
وَأَمــرُكَ مُمتَثَــلٌ فــي الأُمَــم
مَـدى الـدَهرِ مـا لاحَ بَـرقٌ وَما
تَــأَلَّقَ فــي الأُفـقِ نَجـمٌ نَجَـم
واكتفى ياقوت الحموي في معجم البلدان بذكره في مادة الشاغور قال:(الشاغورُ: بالغين المعجمة، محلة بالباب الصغير من دمشق مشهورة وهي في ظاهر المدينة، ينسب إليها الشهاب الفِتياني النحوي الشاعر رأيتُه أنا بدمشق وهو قريب الوفاة وهو فتيان بن علي بن فتيان الأسدي النحوي الشاعر كان أديباً طبعاً وله حلقة في جامع دمشق كان يقرىء النحو وعلا سنه حتى بلغ تسعين أو ناهَزَها وله أشعار رائقة جداً ومعانِ كثيرة مبتكرة وقد أنشدني لنفسه ما أنسيتُه وقد ذكرت له قطعة في شَواش وهو موضع بدمشق).