
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نَوحُ الحَمامِ الوُرقِ في أَوراقِها
دَلَّ أَخـا الشـَوقِ عَلـى أَشواقِها
فَــأَظهَرَ الـدَمعَ وَأَخفـى زَفـرَةً
خـافَ عَلى الباناتِ مِن إِحراقِها
لَـو بَكَـتِ الـوُرقُ بِبَعـضِ دَمعِـهِ
لامَّحَــتِ الأَطـواقُ مِـن أَعناقِهـا
فَــاعجَب لَهــا شـاكِيَةً باكِيَـةً
لَـم تَسـلُكِ الـدُموعُ في آماقِها
مـا أَفرَقَـت مُهجَتُـهُ مِـنَ الجَوى
لَكِنَّــهُ أَشــفى عَلــى فِراقِهـا
وَعُــج عَلـى دِمَشـقَ تُلـفِ بَلـدَةً
كَأَنَّمـا الجَنّـاتُ مِـن رسـتاقِها
سـَقى دِمَشـقَ اللَـهُ غَيثاً محسباً
مِــن مُســتَهَلِّ ديمَــةٍ دفّاقِهـا
مَدينَــةٌ لَيــسَ يُضـاهى حُسـنُها
فـي سـائِرِ البُلدانِ مِن آفاقِها
تَــوَدُّ زَوراءُ العِــراقِ أَنَّهــا
مِنهـا وَلا تُعـزى إِلـى عِراقِهـا
أَهـدَت لَهـا يَـدُ الرَبيـعِ حُلَّـةً
بَديعَــةَ التَفويـفِ مِـن خَلّاقِهـا
بنَفســَجٌ مِثــل خُــدودٍ أُدمِيَـت
بِـالقُرصِ وَالتَجميـشِ مِن عُشّاقِها
وَنَرجِـــسٌ أَحـــداقُهُ رانِيَـــةٌ
عَـن مُقَـلِ الغيـدِ وَعَن أَحداقِها
تنــزّلَ المَنثـورُ مِـن رِياضـِها
تَنَـــزُّلَ الأَعلامِ مِــن شــقاقِها
فَأَرضــُها مِثـلُ السـَماءِ بَهجَـةً
وَزَهرُهـا كَـالزَهرِ فـي إِشراقِها
مِياهُهــا تَجــري خِلالَ رَوضــِها
جَـريَ الثَعـابينِ لَدى اِستِباقِها
مُســـفرةٌ أَنهارُهـــا ضــاحِكَةٌ
تَنطَلِـــقُ الوُجــوهُ لانطِلاقِهــا
نَسـيمُ رَيّـا رَوضـها مَـتى سـرى
فَـكّ أَخـا الهُمـومِ مِـن وَثاقِها
قَـد رَبَّـعَ الرَبيـعُ فـي رُبوعِها
وَسـيقَتِ المُنـى إِلـى أَسـواقِها
لا تَسـأَمُ العُيـونُ وَالأُنـوفُ مِـن
رُؤيَتِهـا يَومـاً وَلا اِستِنشـاقِها
فَكَــم بِهـا مِـن شـادِنٍ تَحسـُدُهُ
لِحُسـنِهِ البُـدورُ فـي اتِّسـاقِها
كَأَنَّمــا رُضـابُهُ الصـَهباءُ بَـل
مَــذاقُهُ أَطيَــبُ مِــن مَـذاقِها
وَمِـن بـدورٍ في الخُدورِ لَم تَزَل
كَـوامِلاً لَـم تَـدنُ مِـن مَحاقِهـا
فَــأَيُّ أُنــسٍ ثَــمَّ لَــم تُلاقِـهِ
وَأَيَّــةُ الراحــاتِ لَـم تُلاقِهـا
بِعَـدلِ فَخـرِ الـدينِ قَـرَّ أَهلها
عَينـاً وَزادَ اللَـهُ في أَرزاقِها
زَوَّجَهــا الأَمــنَ وَناهيــكَ بِـهِ
بَعلاً فَطيـبُ العَيـشِ مِـن صَداقِها
فَأَقســَمَت لا نَشــَزَت عَنـهُ وَقَـد
أَقســَمَ لا مــالَ إِلــى طَلاقِهـا
واكتفى ياقوت الحموي في معجم البلدان بذكره في مادة الشاغور قال:(الشاغورُ: بالغين المعجمة، محلة بالباب الصغير من دمشق مشهورة وهي في ظاهر المدينة، ينسب إليها الشهاب الفِتياني النحوي الشاعر رأيتُه أنا بدمشق وهو قريب الوفاة وهو فتيان بن علي بن فتيان الأسدي النحوي الشاعر كان أديباً طبعاً وله حلقة في جامع دمشق كان يقرىء النحو وعلا سنه حتى بلغ تسعين أو ناهَزَها وله أشعار رائقة جداً ومعانِ كثيرة مبتكرة وقد أنشدني لنفسه ما أنسيتُه وقد ذكرت له قطعة في شَواش وهو موضع بدمشق).