
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عــزِّ الاميـرَ بِمَـن تعـزُّ وَتكـرمُ
وَانشـد وقـل بالمجد قامت مريمُ
وَإِذا بَكــى لغيابهمـا فنجيبـهُ
ان السـَماء بِهـا تضـيءُ الانجـمُ
أَو قــالَ كــانَت درَّةً ففقـدتها
فَنقـول ربـح نعيمهـا لَـكَ اعظمُ
وَاللَـهُ ينمـي كـلَّ غـرسٍ يرتضـي
مِــن بكــرِ اثمـارٍ لَـهُ يَتقـدَّمُ
وَيَومـاً يَسـيحُّ الدَمع رَقاً لثاكِلٍ
وَيَومـاً يشـحُّ المأقُ مِن حرِّ حرقةِ
لا يَنبغـي الحـزنُ الطَويلُ وَإِنَّما
يَجـبُ الرَجـاءُ بِمَـن يَعيضُ وَينعمُ
عــزِّ الاميـرة أمهـا فـي غمهـا
تلـكَ الَّـتي مِن حزنها الدَمعُ دَمُ
فَــالغمُّ ســوسٌ للنفــوس وآفـةٌ
وَالصـَبرُ سـَلوى للقلـوبِ وَبَلسـَمُ
أَفَـــأيُّ أَمّ لا ينغَّـــصُ عَيشــها
ام أيّ قَلــبٍ مِــن مصـابٍ يَسـلمُ
لا تَختشـي جَيـش الهُمـوم وَهولَها
إِذ نصــر ربــكِ للجيـوش يهـزّمُ
وَإِذا صـُروف الـدَهر كرَّت وَاعتدت
فَلــهُ يَــدٌ فـي صـَرفِها تَتحَّكـمُ
كَفّـا البُكاءَ عَلى الفَريدة انها
فـي حُضـن اسـعد قَومِهـا تَتَنَعَّـمُ
فَلمثلهـا الفَـردوسُ مَوعـودٌ بِـهِ
مِــن صـادقٍ فـي وَعـدِهِ لا يَخـرمُ
نادى دَعوا الاطفال يَأتون السَما
هَـذي لَهُـم وَبِهـا الفَرائِدُ تَنظمُ
لَـم ترضَ بِالسكنى بِدُنيانا الَّتي
فيهـا التنغـص وَالفطامُ المبرمُ
فَلـم تـبرحِ الأَيام تَسقي وَلا تَقي
صـَديقاً صـَدوقاً كـاس ضـرٍّ وَبلوةِ
فيها المَخاطر وَالمَعاثر وَالبُكا
فيهـا المَلَـذة بـالتنعم عَلقَـمُ
عاشـَت بِها عاماً وَنصف العام في
مَهــدِ الــدَلالِ وَدَمعِهـا يتسـجمُ
فَلـذاكمُ اِختـارَت لَهـا حَظاً كَما
اِختـارَت لَهـا مِن قَبل حَظاً مريمُ
جرمانوس الشمالي.شاعر من سهيلة كسروان، تهذب في مدرسة مار عبدا هرهريا الإكليريكية، وبرع في معرفة اللغتين العربية والسريانية، علم هناك مدة عشر سنين بعد كهنوته سنة 1855، ثم انضوى إلى جمعية المرسلين اللبنانيين، ثم رقاه البطريرك يوحنا الحاج إلى رئاسة أسقفية حلب، فأخذ اسم جرمانوس ذكراً بنابغة حلب السيد جرمانوس فرحات.وقد اشتهر في الآداب العربية حيث ترك مجلدين ضخمين ضمنهما مجموع خطبه وعظاته، وترك ديوانه المسمى (نظم اللآلئ).