
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كُـلُّ امـرءٍ فـي الكونِ لَيسَ بِخالِدِ
يَحيـا الفَـتى ويَموت مَوتَ الوالِدِ
لَـو عـاشَ الفـاً كـانَ يَوم وَفاتِهِ
مثـل الَّـذي مـاتَ ابـن يَوم واحِدِ
وَتَــرى ســلالَةَ آدمٍ طُــرّا غَــدت
مــا بَيـنَ مفقـودٍ وَلوعَـةِ فاقِـدِ
لِلّــهِ شــهمٌ بــديعٌ فـي مَـآثرِهِ
لا عَيـب فيـهِ سوى التَنفيس للكربِ
كــلٌ يَنــوحُ عَلـى حُلـولِ مصـابِهِ
وَيَئِنُّ مِــن وِرد المَنـونِ الـوارِدِ
وَفـدُ المنيّـة فـي البريـةِ شاملٌ
فَـذوو الأَوامـر تحـتَ امـرٍ واقـدِ
فالوالـدات بحرقـةٍ تلظـي الحَشى
مِــن ثَكــل اولادٍ وَشــمت حواسـِدِ
وَتاســـفِ الاخــوان وَالخلّان قَــد
أَبـدى زَفيـراً كَالسـَعير الوافِـدِ
وَالغـمُّ عـمَّ الخـال وابـن الخال
وابـن العـمِّ ثُمَّ العمّ لَيسَ بحائِدِ
يَشـكو صـروف الـدَهر كـلٌّ باكيـاً
منــهُ وَمـا مِـن شـاكرٍ او حامِـدِ
لَكنهـم لَـم يفقـدوا شـهماً فـتىً
مثـل ابـن كنعـان المفـدّى خالدَ
مَـن كـانَ بابـاً للفتـوح واهلِـهِ
مـا زالَ مفتوحـاً لغـوثِ الوافـدِ
مـا أمَّـهُ المحتـاج طـالب رفـدهِ
الا وفــد لبّــى كــاكرم رافــدِ
اسـفاً علـى تلـك اليمين وجودها
فوجودهـا قَـد كـانَ كنـز القاصدِ
ذو همــةٍ تنطــحُ الأَفلاكَ هامَتُهـا
يَستسهل الخَوض بَينَ السُمر وَالقضب
كَـم وزَّعـت مـالاً وَمـالت بِالنَـدى
نَحــو الأذلّــة دونَ قَصـد فَـوائِدِ
بكـتِ اليَتـامى يـوم مَـأتمِهِ دَماً
فَكــانهم يَبكــون ثــانيَ والـدِ
بَكـت الشـُيوخُ لفقـدهم سَنداً لَهُم
قَـد كـانَ فـي الأَهوالِ خَير مُساعِدِ
حفلـت بمحفلـهِ الاماجـد بالبكـا
والنــاس تحفـل بالاجـلِّ الماجـدِ
مَبكـاهُ ابقـى فـي المَسـامع ضجةً
فارتــجَّ كُــلُّ معــائِنٍ وَمَشــاهدِ
كفّــي دُموعـك يـا اميمـة خالـدٍ
فَـاليَوم يَحيا في النَعيم الخالِدِ
وَلنـا رَجـاءٌ فـي المَسـيح وَامِّـهِ
ان يجلســاهُ فَــوقَ سـَبع مَـوائِدِ
ان كـانَ رَب المَجـد يَحفَظُ اجر مَن
يَســقي فَقيـراً كـاس مـاءٍ بـارِدِ
كَـم مِـن اجـور يَسـتحق المعتنـي
بِــالقوت وَالمـأوى لالـف مجاهِـدِ
جرمانوس الشمالي.شاعر من سهيلة كسروان، تهذب في مدرسة مار عبدا هرهريا الإكليريكية، وبرع في معرفة اللغتين العربية والسريانية، علم هناك مدة عشر سنين بعد كهنوته سنة 1855، ثم انضوى إلى جمعية المرسلين اللبنانيين، ثم رقاه البطريرك يوحنا الحاج إلى رئاسة أسقفية حلب، فأخذ اسم جرمانوس ذكراً بنابغة حلب السيد جرمانوس فرحات.وقد اشتهر في الآداب العربية حيث ترك مجلدين ضخمين ضمنهما مجموع خطبه وعظاته، وترك ديوانه المسمى (نظم اللآلئ).