
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الــدَهرُ يَكـرمُ بِـالكرامِ وَيفخَـرُ
وَالعَيـنُ تجمـلُ بِالضـياءِ وَتُبصـرُ
وَالـرَوضُ تبـدر عَـن تـورد وَردها
وَالـدَوح بهجتهـا الغصينُ المثمرُ
وَالأَرض تُبسـمُ عَـن ثغـور زهورهـا
وَعبيرهــا مِنـهُ النَسـيم معنـبرُ
وَالجَــوُّ منجبــسٌ بنــورِ بـدورهِ
فَالصـُبحُ اقبـل وَالغَزالـة تُسـفرُ
وَالليـلُ منهتـك العـرى لا يُرتَجى
سـترٌ لَـهُ حيـث المَريـض المقمـرُ
حـبرٌ بِـهِ يُلفـى الكَمـال مجمعـاً
كَـالبَحر يَجمـع مـا تـردُّ الانهـرُ
كَالشـَمس عِنـدَ بزوغَهـا ببروجهـا
تخفـى البـدورُ عَن العُيونِ وَتسترُ
ضـــاءَت اشـــعة علمـــهِ وَتَلألأت
فَغَـدت لِعَيـن الـدَهر نـوراً يزهرُ
وَمضــى ظَلام الجَهـل يُطـوى كَشـحهُ
عَنــــا فَلا رُدَّ الظَلامُ المـــدبرُ
وَكَــم مِــن شـاكِرٍ لِنـداهُ يِطـوي
وَينشــرُ كُلَمــا جــادَ الخَطيــبُ
ذو غيـرَةٍ كَالنـارِ فـي ردع الأَذى
لَـم يخـشَ بـرداً وَالسـحائبُ تمطرُ
اورى بِــهِ قَبســاً وراءُ تعمــداً
فارتــدَّ خســراناً وَبئس المتجـرُ
دَعنــي عــذولي اننـي لا انثنـي
عَـن مَـدح مَـن فيهِ الفضائِل بندرُ
جمـعَ المحاسـن وَالمفـاخرَ كلهـا
كَــذرائر العطــار طبّــاً تنشـرُ
صــَبرٌ وَحلـمٌ وَالطَهـارة وَالنَقـى
مُـــرٌّ وَنرديـــنٌ وَطيــبٌ عنــبرُ
وَلجـت تجـار الفَضـل سـوق صفاتِهِ
فَـرَأوا بِقَلـب الحـبر ربحاً يذخرُ
عادوا الضحى وَالشُكرُ ملءُ قلوبهم
فالربـحُ يلجيـءُ رابحيهِ ليشكروا
ذَرنــي أَكِـل بِـاللَهِ ثُـمَّ وَكيلـهِ
نعـم الوكيـل القهرمـانُ الاطهـرُ
مسـتمطراً غيـث الرضى وَاليمنِ مِن
يمنــاهُ ذا حسـبي وَحظـي الاكـبرُ
جرمانوس الشمالي.شاعر من سهيلة كسروان، تهذب في مدرسة مار عبدا هرهريا الإكليريكية، وبرع في معرفة اللغتين العربية والسريانية، علم هناك مدة عشر سنين بعد كهنوته سنة 1855، ثم انضوى إلى جمعية المرسلين اللبنانيين، ثم رقاه البطريرك يوحنا الحاج إلى رئاسة أسقفية حلب، فأخذ اسم جرمانوس ذكراً بنابغة حلب السيد جرمانوس فرحات.وقد اشتهر في الآداب العربية حيث ترك مجلدين ضخمين ضمنهما مجموع خطبه وعظاته، وترك ديوانه المسمى (نظم اللآلئ).