
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا نفـسُ أنتِ محادِدَهْ
بطبـــائعٍ متضــادِدَهْ
وعدلْتِ عن قولِ النصيحِ
ومـا اتَّبَعْـتِ مقاصـدَهْ
فاســتقبِلي لا تُـدْبِرِي
عنِّــي فـأنتِ مبُاعـدَهْ
لابـدَّ يومـاً أنـتِ فـي
ه إلى المقابر قاصدَهْ
يـا نفسُ توبي وارجعي
لا تُــدْبِرِي مُتباعِــدَهْ
لا تعزُيـى كُـوني معـي
فـي الحالتين مُساعِدَهْ
كـوني معـي في كل ما
يُرضـى الإلـهَ مُجاهِـدَهْ
واستأنسـى ثـم اصبري
فالصـبر فيـه فـائِدَهْ
خـافي العقابَ وحاذري
إبليســنا ومكايِــدَهْ
ودعـي الرذائل واتّقي
ربّــاً وكـوني سـاجِدَهْ
وتنبَّهـــي وتيقّنـــي
لـو مِـتُّ أنـك عـائِدَهْ
لا تسـلكي طـرقَ المها
وي والمساعي الفاسِدَهْ
فتجـارةُ الإفسـادِ فـي
سـوق المكـارِم كاسِدَهْ
ومـتى فتىً نالَ المعا
لـي لا تكـوني حاسـِدَهْ
فـإذا أطعـتِ أقمتِ في
جنــاتِ عــدنٍ خالِـدَهْ
تجنيـن مـن ثمراتهـا
مـن يـانع أو جامِـدَهْ
فيهـــا نعيــمٌ دائمٌ
تحـت الظلالِ البـارِدَهْ
مــع حُـورِ عِيـنٍ خُـرَّدٍ
بيــضٍ حســانٍ ناهِـدَهْ
كـاللؤلؤ المكنونِ في
ســُرُرٍ تُـرَى مُتسـانِدَهْ
فكُلـى هنيئاً واشـربي
مــن أنهُـرٍ مُتطـارِدَهْ
والطلـحُ والرُّمَّـانُ في
أغصــانها مُتناضــِدَهْ
فالوصـف يقصُرُ عن صفا
تِ نعيمهـم والمـائِدَهْ
وإذا عَصـِيتِ هَـويتِ في
قعـر الجحيمِ الواقِدَهْ
مـاذا يقـولُ الواصفو
نَ لهـا وما هي بائِدَهْ
لـو أطنبوا في وَصْفِها
دهـرا فكـانت زايِـدَهْ
يـا نفـسُ هـذي غفلـةٌ
عنهــا وإنـك وافِـدَهْ
مــالي أردِّد عيبَهــم
مـع خالـدٍ أو خالِـدَهْ
أفمـا ترين عيوبَ نفسِ
ك كالجبـال الراكِـدَهْ
وأراكِ تغتــــابين ك
لَّ أخـي صـفاءٍ عامِـدَهْ
أفنجحـد الفعـلَ الذي
تـأتي وأنـتِ الشاهِدَهْ
قــالت لسـانك موضـع
الغيباتِ وهْو القاعِدَهْ
قـال اللسـانُ محرِّكـي
قلــبٌ تبعـتُ مقاصـدَهْ
والقلب قال فلستُ أعل
م جمـعَ شـملِ الشارِدَهْ
العيـنُ ثم العين تبّاً
للمــــــوارد واردَهْ
قـال العيـونُ محرِّكـي
أذنٌ وإنِّـــي راقِــدَهْ
والأذن قــالت مُرْسـِلي
قلـبٌ فِصـرْتُ القـائِدَهْ
قــد صـار كـلٌّ يـدَّعي
دعـوَى وليسـت فـائِدَهْ
قـالوا تعالوا نحتكمْ
فالجسمُ قاضي القاصِدَهْ
فرضـوا جميعاً بالقضا
والنارُ مأْوَى الجاحِدَهْ
فقَضـى بـأن القلب سل
طــانٌ عليهـم قاعِـدَهْ
فـالقلبُ سلطانُ الجوا
رح كلِّهـا يـا حامِـدَهْ
فمـتى بـدا منـه فسا
دٌ فالرعايــا فاسـِدَهْ
ومـتى بـدا منـه صلا
حٌ فالرعايــا راشـِدَهْ
فالحمــدُ للـه الـذي
فتـح العيون الراقِدَهْ
محمد بن عبد الله بن سالم المعولي. أحد أعلام الشعر العمانيين الخالدين عاش في أواخر القرن الحادي عشر وفي القرن الثاني عشر الهجري. وخلد في شعره ومدائحه مجد شعبه وعظمة حكامه وانتصارات ملوكه وأئمته الخالدين. وقد كان المعولي يملك موهبة شعرية قوية وملكة لغوية قادرة على التعبير عن عواطفه ومشاعره. ووعى كل الثقافات الإسلامية والعربية مما جعل منه شاعراً كبيراً يهز الجماهير العربية في عصره بشعره البليغ.