
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بنينَـا بـأرضِ اللـه للـهِ مَسـجدا
بـه نرتجى الغفرانَ والفوزَ في غدِ
بنينــاه بِــرّاً لا ريــاءً وسـمعةً
لـــوجه إلــهِ بــالعُلى متفــردِ
عسـَى اللـهُ يجزينـا به خيرَ منزلٍ
وخيــرَ محــلٍّ فـي النعيـمِ مخلـدِ
أيــا مســجداً فـي بقْعـةٍ علويـةٍ
لقـد فقـت ترتيبـا علـى كل مسجدِ
فلا زِلْـت معمـوراً ولا زِلـت عـامراً
تبــارَك مـأوَى كـل هـادٍ ومهتـدِى
قـد اختـارَك الرحمـن فضـلاً ببقعةٍ
مباركــة قدســت عــن كـلِّ مُلحـدِ
فبـالحق لـو أعطيـت حقـكَ كـاملاً
تشــابُ بمســكٍ لا تشــابُ بِقَرْمَــدِ
وبسط الثرَى باللؤلؤِ الرطبِ نَسْجُها
وجُــدْرُك تُبْنَـى مـن لُجَيـنٍ وعَسـْجَدِ
ويُتْلَـى كتـابُ اللـه فيـك تبرعـاً
وتـذكرُ بـالخيراتِ فـي كـلِّ مَشـهدِ
عَلَـى مـن يصـلى فيـك ألـفُ تحيـة
وألــفُ ســلام بالســكينةِ يَرْتـدى
وبعــضٍ كأمثـالِ الشـموس لوامعَـا
ملابِســـُها مــن ســُنْدُسٍ وزبرجــدِ
وغيــدٍ كأمثــال الجــواهرِ خـرَّد
نـــواعم أبــدانٍ عفــائفَ نُهَّــدِ
قلائدُ فـــي أعناقِهــا ونحورِهــا
مفصـــلةٌ مـــن لؤْلــؤ وزبرْجَــدِ
لهـا أوجـه مثـل البـدورِ كواملا
تَلأْلأ فــي جُنْـحٍ مـن الليـل أَسـودِ
كَــوَاعِبُ خيــراتٍ حســانٍ عــرائسٌ
أُعِــدّتْ جــزاءً للمطيــعِ المُوحِّـدِ
خُـذُوا حظَّكـم منهـا وصـلُّوا صَلاَتكم
وأدُّوا زكــاةَ اللـهِ طاعـةَ سـيّدِي
أيـا عصـبةً قـاموا بمسـجدِ ربِّهـم
فـإن شـاءَ يـؤتيهم نصيبْينِ في غدِ
ليعلــمَ قومــاً بعـدنا أن مـاله
مـن النخلِ والأشجارِ والأرض فاهتدِى
ويـا سـامعاً قـولي سَلِ اللهَ رحمةً
ومغفــرةً أدعـوك إن كنـت مُسـْعِدِي
وتــاريخُه يومـاً جعلنـاهُ مسـجدا
بشـهرِ ربيـعٍ فـي الحسـابِ الممدَّدِ
وألـفٌ مضـَى مـن بعـدها مائة خلتْ
ثلاثــةَ عشــرٍ فــي حســابِ مقيَّـدِ
بدولـةِ سـيفٍ ذي المعـالي إمَامِنَا
ســلالةِ سـلطانِ بـن سـيف المؤيـدِ
وعــامِلُه العـدلُ الـوليُّ حبيبُنـا
بــه عــامرٌ أعنــي سـليلَ محمـدِ
وصـــلَّ إلهــى كلَّمــا لاحَ بــارقٌ
علَـى المُصـطفَى هادِى البريةِ أحمدِ
محمد بن عبد الله بن سالم المعولي. أحد أعلام الشعر العمانيين الخالدين عاش في أواخر القرن الحادي عشر وفي القرن الثاني عشر الهجري. وخلد في شعره ومدائحه مجد شعبه وعظمة حكامه وانتصارات ملوكه وأئمته الخالدين. وقد كان المعولي يملك موهبة شعرية قوية وملكة لغوية قادرة على التعبير عن عواطفه ومشاعره. ووعى كل الثقافات الإسلامية والعربية مما جعل منه شاعراً كبيراً يهز الجماهير العربية في عصره بشعره البليغ.