
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أتــاني كتـابٌ مـن سـليلِ محمـدِ
حليـفِ الودادِ العذْبِ أهل التوددِ
فـتى ذُونـدًى نسـلُ الكريمِ بلعربِ
سـلالةُ عبـدِ اللـه أهـل التهجُّـدِ
أتـاني كتـابٌ منـك يا ابنَ محمدٍ
فكــانَ لقلـبي كـالزُّلالِ المـبرَّدِ
ولمــا أتــاني غــدوةً وقرأتُـه
سـلا القلـب عن ذكرى طلولٍ ومعهدِ
وعــن جيــرةٍ بـالمنحنى وملاعـبِ
بحُـزْوَى وعـن زيـدٍ وعمـرو ومَزْيَدِ
ولـم أنـسَ أيامـاً لنَـا وليالياً
حسـاناً نقضـِّيها علـى رَغـم حُسـَّدِ
صــناعة فكــر كـالجواهرِ رُصـِّعَتْ
تمــاثيله مــن لُؤْلُــؤٍ وزَبَرْجَـدِ
أتـى صـادراً نظمـاً ونثراً سطورُهُ
ضــمينة طِـرسٍ كالجُمـانِ المنضـَّدِ
تَـرَى فيـه أبكارَ المعانِي كأنَّهَا
قلائدُ عقيـــانٍ بأجيـــادِ خُــرَّدِ
تفـاوحَ ريـحُ المسْكِ من نشْر طيبهِ
تَفـاوُحَ مـاء الـوردِ في خد أغيدِ
وحســنُ ثنــاء مــع سـلامِ منمَّـقِ
أتَــى وارداً مــن ســيِّد لِمسـوَّدِ
ولمـا قَـرأْتُ النظمَ جاشَتْ قريحتِي
كــآذىِّ بحْــرِ بالفصــاحةٍ مُزْبِـدِ
فلا تَحسبنَّ البعدَ يُسلى أخَا الهوى
كريمـاً وإن كـانوا بأبعـد مَقْعدِ
ســولا تحســبَنَّ المُعْـوَليَّ محمـدا
يُضَعْضـــِعُه زلـــزالُ واش وحُســَّدِ
وعِـشْ فـي سرور وابقَ في نِعَمِ ودُمْ
بخيــر وفــي نُعْمَـى وَعـزٍّ مُخَلّـدِ
محمد بن عبد الله بن سالم المعولي. أحد أعلام الشعر العمانيين الخالدين عاش في أواخر القرن الحادي عشر وفي القرن الثاني عشر الهجري. وخلد في شعره ومدائحه مجد شعبه وعظمة حكامه وانتصارات ملوكه وأئمته الخالدين. وقد كان المعولي يملك موهبة شعرية قوية وملكة لغوية قادرة على التعبير عن عواطفه ومشاعره. ووعى كل الثقافات الإسلامية والعربية مما جعل منه شاعراً كبيراً يهز الجماهير العربية في عصره بشعره البليغ.