
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خَطْــبٌ أَلَــمَّ فَــأَذْهَبَ الأَخَ وَالأَبَـا
رَغْمَــاً لأَنْــفٍ شـَاءَ ذَلِـكَ أَوْ أَبَـا
قَـدَرٌ جَـرَى فِـي الخَلْقِ لاَ يَجِدُ امْرُؤٌ
عَمَّــا بِـهِ جَـرَتِ المَقَـادِرُ مَهْرَبـا
أَهْلاً بِمَقْـــدَمِكَ الســَّنِيِّ وَمَرْحَبَــا
فَلَقَـدْ حَبَـانِي اللـهُ مِنْكَ بِمَا حَبَا
وَافَيْــتَ والــدُّنْيَا عَلَــيَّ كَأنَّهَـا
سـم الخبـاط وطـرف صـبؤي قد كبا
والـدهر قـد كشف القناع فلم يدع
لِـــي عُــدَّةً لِلْــرَوْعِ ألاَّ أَذْهَبَــا
صــَرَفَ العِنَــانَ إِلَـيَّ غَيْـرَ مُنَكِّـبٍ
عَنِّــي وَأَثْبَـتَ دُونَ ثُغْرَتِـيَ الشـَّبَا
خَطْـــبٌ تــأَوَّبَنِي يَضــِيقُ لِهَــوْلِهِ
رَحْـبُ الفَضـَا وَتَهِـي لِمَوْقِعِهِ الرُّبَا
لَوْ كَانَ بِالْوَرْقِ الصَّوَادِحِ فِي الدُّجَى
مَـا بِـي لَعَاقَ الوَرْقَ عَنْ أَنْ تَنْدُبَا
فَـأَنَرْتَ مِـنْ ظَلْمَـاءِ نَفْسـِي مَا دَجَا
وَقَـدَحْتَ مِـنْ زَنْـدِ اصْطِبَارِي مَا خَبَا
فَكَــأَنَّني لَعِــبَ الهَجِيـرُ بِمُهْجَتِـي
فِـي مَهْمَـهٍ وَبَعَثْـتَ لِـي نَفَسَ الصَّبَا
لاَ كَـانَ يَوْمُـكَ يَـا طَرِيْـفُ فَطَالَمَـا
أَطْلَعْـــتَ لِلآمَــالِ بَرْقــاً خُلَّبَــا
وَرَمَيْــتَ دِيـنَ اللـهِ مِنـكَ بِفَـادِحٍ
عَــمَّ البَسـِيطَةَ مِشـْرِقَاً أَوْ مَغْرِبَـا
وَخَصَصـْتَنِي بـالرُّزْءِ وَالثُّكْـلِ الـذي
أَوْهَـى القُـوَى مِنِّـي وَهَـدَّ المَنْكِبَا
لاَ حُســـْنَ لِلــدُّنْيَا لَــدَيَّ وَلا أَرَى
فِـي العَيْـشِ بَعْدَ أَبِي وَصِنْوي مَأْرَبَا
لَــوْلاَ التَعَلُّــلَ بِالرَحِيـلِ وَأَنَّنَـا
نُنْضـِي مِـنَ الأَعْمَـارِ فِيهَـا مَرْكَبَـا
فَــإِذَا رَكَضــْنَا لِلشـَّبِيْبَةِ أَدْهَمـاً
جَـالَ المَشـِيبُ بِـهِ فَأَصـْبَحَ أَشـْهَبَا
وَالْمُلْتَقَـى كَثِـبٌ وَفِـي وِرْدِ الـرَّدَى
نَهَـلَ الـوَرَى مَـنْ شاءَ ذَلِكَ أَوْ أَبَى
لَجَرَيْــتُ طَـوْعَ الحُـزْنِ دُونَ نِهَايَـةٍ
وَذَهَبْـتُ مِـنْ خَلْـعِ التَّصـَبُّرِ مَـذْهَبَا
وَالصَّبْرُ أَوْلَى مَا اسْتَكَانَ لَهُ الفَتَى
رَغْمــاً وَحَــقُّ العَبْـدِ أَنْ يَتَأَدَّبَـا
وَإِذَا اعْتَمَـدْتَ اللـهَ يَوْمَـاً مَفْزَعَاً
لَـمْ تُلْـفِ مِنْـهُ سِوَى إِلَيْهِ المَهْرَبَا