
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
زَارَتْ وَقَـدْ صـَرَفَ العِنَانَ الغَيْهَبُ
وَالصـُّبْحُ يُنْشـَرُ مِنْـهُ بَنْـدٌ مُذْهَبُ
وَالزَّهْـرُ فِـي نَهْرِ المَجَرَّةِ بَعْضُهَا
يَطْفُــو بِصـَفْحَتِهَا وَ بَعْـضٌ يَرْسـُبُ
وَكَأَنَّمَـا الفَلَـكُ المُكَـوْكَبُ غَادَةٌ
زُفَّـتْ وَحَـلَّ لَهَـا الحُلِـيَّ المَغْرِبُ
وَالـدَّوْحُ صـَلَّى بِالتَّحِيَّـاتِ الَّتِـي
أَلْقَـى بِمَسـْمَعِهِ النَّسـِيْمُ الطَّيِّـبُ
وَالطَّيْـرُ قَـدْ نَفَضَ الجَنَاحَ مُؤَذِّنَاً
وَالْـوُرْقُ تَتْلُـو وَالبَلاَبـلُ تَخْطُـبُ
بِكْـرٌ مِـنَ السـَّحْرِ الحَلالِ بِبَابِـلٍ
تُنْمَــى إلَـى هَـارُوتِهِ إِذْ تُنْسـَبُ
مَحْجُوْبَـةٌ فِـي خِـدْرِ طِـرْسٍ دُونَهَـا
لِلْحُسـْنِ مِـنْ غُـرِّ المَعَـانِي مَوْكِبُ
مَمْنُوعَـةُ الأَبْيَـاتِ بِالْبِيْضِ الظُّبَا
فَــالنَّجْمُ لِلطُّـرَّاقِ مِنْهَـا أَقْـرَبُ
الْبَـابَ رَبَّـاتِ الحِجَالِ بَلِ الحِجَى
كَيْفَ اهْتَدَيْتَ وَمَا اسْتَبَانَ المَذْهَبُ
قَدْ كُنْتُ أَقْنَعُ مِنْكَ فِي سِنةِ الكَرَى
بِـالْطَّيْفِ فَضـْلاً عَـنْ مَـزَارٍ يَقْـرُبُ
وَيَئِسـْتُ إِذْ عَاقَتْـكِ أَحْرَاسُ العِدَى
عَـنْ زَوْرَتِـي وَتَـألَّفُوا وَتَـأَلَّبُوا
تَـاللهِ لَـوْ أَرْسـَلْتِ طَيْفَكِ لأَنْثَني
خَــوْفَ القَوَاطِـعِ خَائِفـاً يَتَرَقَّـبُ
فـــأَبيْتِ إلاَّ أَنْ تُبَـــرِّدَ غُلَّــةٌ
لَـوْ عُلِّلَـتْ بِـالْبَحْرِ كَـانَتْ تُلْهَبُ
فَـرَغَ الإِلاهُ مِـنَ الحَظُـوظِ فَعَدَّ عَنْ
حَــظِّ تَكِــدُّ لَــهُ فَحَظُّــكَ يَطْلُـبُ
قَســَماً بِمُهْـدِيْكِ الَّـذِي أَنْـوَارُهُ
كَالشـــَّمْسِ إلاَّ أَنَّهَــا لاَ تَغْــرُبُ
لَنَعِشــْتِ مِنِّــي مُهْجَــةً مَطْلُولَـةً
وَأَنَلْتِنـي فَـوْقَ الـذي أَنَا أَطْلُبُ
إِيــهٍ أَبَــا حَسـَنٍ بِـأَيِّ عِبَـارَةٍ
أُثْنِـي عَلَـى عُلْيَـاكَ عَـزَّ المَطْلَبُ
طَـــوَّقْتَنِي مِنْهَــا قِلادَةَ مَفْخَــرٍ
فِـي مِثْلِهَـا بَاغِي المَكَارِم يَرْغَبُ
هَـذا وَكَـمْ لَـكَ مِـنْ يَـدٍ مَشْفُوعَةٍ
لاَ يَســْتَقِلُّ بِحَمْلِهَــا لِـي مَنْكَـبُ
وَتَــوَخَّنِي بِالْعُــذْرِ إِنَّ قَرِيحَتِـي
كَالضــَّرْعِ جَـفَّ وَشـَحَّ مِمَّـا يُحْلَـبُ
أَمَّــا دُعَـاؤُكَ لِـي فعلمـي أنـه
مـا أن لـه إلا العنايـة مـوجب
والــوقت فيــه لِلْقَبُـولِ مَظِنَّـةٌ
وَبِسـَاطُ حَـالِ الـوَقْتِ عَنْـهُ يُعْرِبُ
هَـذَا جَنَـيَ غَرَسـَتْهُ كَـفّ رِضَاكَ لِي
فَهَصــَرْتَهُ وَهْـوَ الْكَثِيـرُ الأَطْيَـبُ
وَنَتِيجَــةٌ قَــدَّمْتُ عِنْـدَ قِيَاسـِهَا
مَـا يُـوجِبُ الإِحْسـَانَ لاَ مَـا يَسْلُبُ
لَكِـنْ غَـدَوْتُ بِرَغْـمِ أَنْفِـي قَاعِداً
وَالـدَّمْعُ مِـنْ عَيْنـيِ يَفِيضُ وَيُسْكُبُ
وَتَنَـازَعَ الْقَصـْدَانَ عَزْمِـي عِنْدَهَا
فَالضـَّعْفُ يُمْسـِكُ وَالتَّشـَوُّقُ يَجْـذِب
وَإِلَيْكَهَـا كَـالْبَحْرِ قِيـسَ بِمِـذْنَبٍ
وَالشـَّمْسِ نَازَعَهَا الضَّيَاءَ الْكَوكَبُ
وَالْعَـزْمُ بَيْـنَ الْمَقْصـَدَيْن مُـرَدَّدٌ
وَالْقَلْـبُ بَيْـنَ الْحَـالَتَيْنِ مُذبْذَبُ
وَلَـوَانَّنِي أَلفَيْـتُ طِرْفـاً يُرْتَضـَى
لِلْفَــرِّ وَالتَّأَوِيــلُ فِيـهِ يُجَنَّـبُ
وَإذَا تَبَيَّنَـتِ الْمَقَاصـِدُ لَـمْ يَكُنْ
فِيهَـا أَخُـو جِـدٍّ كَمَـنْ هُـوَ يَلْعَبُ
لَبَـذَلْتُ فِيهَـا كُـلَّ مَا مَلكَتْ يَدي
وَحَثَثْتُهَــا لِلْحَـرْبِ فِيمَـا أَحْسـَبُ
وَهَـزَزْتُ فِيهَـا كُـلَّ أَسـْمَرَ ذَابِـلٍ
يَشــْقَى بِطَعْنَتِـهِ الْعَـدُوُّ الأَصـْهَبُ
مَـا بِنْـتُ عَنْـهُ لِفَـرْطِ جُبْنٍ فَاضِحٍ
كَلاَّ فَمَــا قَلْبِــيِ لِــذُعْرٍ يُنْخَـبُ
والحَتْـفُ غَايَـةُ مَنْ يَرُوحُ وَيَغْتَدي
فَـإِذَا فَـرَرْتَ إِلَيْـهِ مِنْهُ الْمَهْرَبُ
وَحَـذَرْتَ لِي عُقْبَي الْقَطِيعَةِ جَاهِداً
وَهِـيَ الطَّرِيقَـةُ وَالسـَّبِيلُ الأَصْوَبُ
لَكِــنْ لَــدَيَّ فِرَاســَةٌ مَعْضــُودَةٌ
فَــإِذَا ظَنَنْــتُ فَإِنَّهَـا لاَ تَكْـذِبُ
وَالشـَّرْعُ يَعْتَبِـرُ الظُّنُـونَ وَسِيَّمَا
ظَــنٌّ يَكَــادُ الْحَـقُّ فِيـهِ يَغْلِـبُ
كِلْنِـي لِعِلْمِـي فِـي صـِحَابِي إِنَّنِي
بِهْـــمُ خَــبيرٌ مَــاهِرٌ وَمُجَــرِّبُ
لَـكَ ظَـاهِرٌ مِنْهُـمْ حَكِمْـتَ بِهِ وَلِي
مِنْهُـمْ بَـوَاطِن عَـنْ عِيَانِـكَ غُيَّـبُ
ســِيَّانِ مِنْهُــمْ وَاصـِلٌ أَوْ هَـاجِرٌ
أَوْ عَـــاذِرٌ أَوْ عَــاذِلٌ وَمُــؤَنِّبُ
مَهْمَا جَفَانِي صَاحِبٌ فِي النَّاسِ وَلِي
سـَعْةٌ وَفـي عَـرْضِ الْبَسـِيطَةِ مَذْهَبُ
لاَ تَسـْتَقِرُّ عَلَـى التَّنَـافُسِ صـُحْبَةٌ
وَمَــوَدَّةُ الأَكْفَــاءِ أَمْــرٌ يَصـْعُبُ
وَالِمـاَء إِنْ أَلِـفَ الثَّوَاءَ تَغَيَّرتْ
أَوْصــَافُهُ وَعَلاَ عَلَيْــهِ الطُّحْلُــبُ
إِنَّ الصــَّدَاقَةَ لَفظَــةٌ مَـدْلُولُهَا
فِي الدَّهْرِ كَالْعَنْقَاءِ بَلْ هُوَ أَغْرَبُ
كَـمْ فِضـَّةٍ فُضـَّتْ وَكَـمْ مِـنْ ضـَيْعَةٍ
ضـَاعَتْ وَكَـمْ ذَهَـبٍ رَأَيْنَـا يَـذْهَبُ
إلاَّ الصــَّدَافَةَ فَهْـيَ ذُخْـرٌ خَالِـدٌ
أسـْمَى وَأَسـْنَى مَا اكْتَسَبْتَ وَتكْسِبُ
وَإِذَا رَضـِيتَ وَقَـدْ رَضِيتَ فَلَيْسَ لِي
عِلْـمٌ بِمَـنْ يَرْضـَى وَلاَ مَـنْ يَغْضـَبُ
وَإِذَا بَقيِـتَ فَلَسـْتُ أَبْكِي مَنْ مَضى
لِـم لاَ وأَنْـتَ الأَهْـلُ عِنْـدِي وَالأَبُ
أَمَحــلَّ وَالِــدِيَ الَّـذِي لِجَنَـابِهِ
آوي وَفِـــي مَرْضـــَاتِهِ أَتقَلَّــبُ
خَيَّرْتَنِـي بَيْـنَ الْمُقَامِ أَو السُّرَى
وَالأَمْـرُ يُفْصـِحُ بِالْمَسـِير وَيُعْـرِبُ
فَتَرَجَـحَ العـزمُ الصـريحُ وسـاقِطٌ
حُكْـمُ الإِباحَـةِ مَا اسْتَبَان الأوْجَبُ
وَوَعَـدْتَ بِالْعُـذْرِ الْجَمِيـلِ وَإِنَّنِي
لأَخَـافُ مَـنْ يَبْغِـي وَلاَ مَـنْ يُعْتِـبُ
نُبَّهْــتُ لَمَّـا نِمْـتُ عَنْـكَ مُـؤَمِّلاً
يُـرْدِي الأَعَـادِي مِنْـكَ مَـاضٍ مِقْضَبُ
فَامْـدُدْ لَهَـا كَفّـاً بُنَيَّـةَ سـَاعَةٍ
لكِــنْ أَبُوهَــا دُونَ فَخْـر مُنْجِـبُ
وَإِذَا أَتَتْـكَ عَشـِيَّةً فانْشـُدْ لَهَـا
عَارَضـْنَنَا أَصـُلاً فَقُلنـا الَّربْـرَبُ