
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَبْـدَى لِـدَاعِي الْفَـوْزِ وَجْـهَ مُنِيبِ
وَأَفَــاقَ مِــنْ عَـذْلٍ وَمِـنْ تَـأَنِيبِ
كَلِـفُ الْجَنَانِ إِذَا جَرَى ذِكْرُ الْحِمَى
وَالْبَــانِ حَـنَّ لَـهُ حَنِيـنَ النِّيـبِ
وَالنَّفْـسُ لاَ تَنْفَـكُّ تَكْلَـفُ بِـالْهَوَى
وَالشــَّيْبُ يَلْحَظُهَــا بِعَيْـنِ رَقِيـبِ
رَحَـلَ الصـِّبَا فَطَرَحْـتُ فِـي أَعْقَابِهِ
مَـا كَـانَ مِـنْ غَـزلٍ وَمِـنْ تَشـْبِيبِ
أَتَـرَى التَّغَزُّلَ بَعْدَ أَنْ رَحَلَ الصِّبَا
شـَأنِي الْغَـدَاةَ إِذِ الْمَشِيبُ نَسِيبِي
أَنَّـي لِمْثِلِـيَ بِـالْهَوَى مِنْ بَعْدِ مَا
لِلْــوَخْطِ فِـي الْفَـوْدَيْنِ أَيُّ دَبِيـبِ
لَبِــسَ الْبَيَـاضَ وَحَـلَّ ذِرْوَةَ مِنْبَـرٍ
مِنِّـي وَوَالَـى الْـوَعْظَ فِعْـلَ خَطِيـبِ
قَــدْ كَـانَ يَسـْتُرُنِي ظَلاَمُ شـَبِيبَتِي
وَالْيَــوْمَ يَفْضـَحُنِي صـَبَاحُ مَشـِيبِي
وَإِذَا الْجَديِـدَانِ اسـْتَجَدَّا أَبْلَيَـا
مِــنْ لِبْســَةِ الأَعْمَـارِ كُـلَّ قَشـِيبِ
سـَلْنِي عَـنِ الـدَّهْرِ الْخَؤونِ وَأَهْلِهِ
تَســَل الْمُهَلَّـب عَـنْ حُـرُوب شـَبِيبِ
مُتَقَلِّــبُ الْحَــالاَتِ فَـاخْبُرْ تَقْلِـهِ
مَهْمَــا أَعَـدْتَ يَـداً إِلَـى تَقْلِيـبِ
فَكِـلِ الأَمْـورَ إِذَا اعْتَرَتْـكَ لِرَبِّهَا
مَـا ضـَاقَ لُطْـفُ الـرَّبِّ عَـنْ مَرْبُوبِ
قَـدْ يَخْبَـأَ الْمَحْبُـوبَ فِي مَكْرُوهِهَا
مَـنْ يَخْبَـأَ الْمَكْـرُوهَ فِي الْمَحْبُوبِ
وَاصـْبِر عَلَـى مَضـضِ اللَّيَالِي إِنَّهَا
كَحَوَامِـــلٍ ســَتَلِدْنَ كُــلَّ عَجِيــبِ
وَاقْنَــعْ بِحَـظٍّ لَـمْ تَنلْـهُ بِحِيلـةٍ
مَـــا كُــلُّ رَامٍ ســَهْمُهُ بِمُصــِيبِ
يَقَعُ الْحَرِيصُ عَلَى الرَّدَى وَلكَمَ غَدَا
تَــرْكُ التَّســَبُّبِ أَنْفَـعَ التَّسـْبِيبِ
مَـنْ رَام نَيْـلَ الشـَّيْءِ قَبْلَ أَوَانِهِ
رَامَ انْتِقَـــالَ يَلَمْلَــمٍ وَعَســِيبِ
فَـإِذَا جَعَلْـتَ الصـَّبْرَ مَفْـزَعَ مُعْضِلٍ
عَـــاجَلْتَ عِلَّتَـــهُ بِطِــبِّ طَبِيــبِ
وَإِذَا اسـْتَعَنْتَ عَلَى الزَّمَانِ بِفَارِس
لَبَّــى نِــدَاءَكَ مِنْـهُ خَيْـرُ مُجِيـبِ
بِخَلِيفــةِ اللـهِ الَّـذِي فِـي كَفِّـهِ
غَيْــثٌ يُــرَوِّضُ ســَاحَ كُــلِّ جَـدِيبِ
ألْمُنْتَقَـى مِـنْ طِينَـةِ الْمَجْدِ الَّذِي
مَــا كَــانَ يَوْمـاً صـِرْفُهُ بِمَشـُوبِ
يَرْمِـي الصـِّعَابَ بِسـَعْدِهِ فِيقُودُهَـا
ذُلُلاً عَلاَ حَســَبِ الْهَــوَى المَرْغُـوبِ
ويـرى الحقـائق من وراء حجابها
لا فــرق بيــن شــهادة ومغيــب
مِـنْ آلِ عَبْـدِ الْحَـق حَيْـثُ تَوَشـَّجَتْ
شــُعَبُ الْعُلاَ وَرَبَــتْ بِــأَيِّ كَـثيِبِ
أُسـُدُ الشـَّرَى سُرُجُ الْوَرَى فَمَقَامُهُمْ
للـــهِ بَيْـــنَ مُحَــارِبٍ وَحُــرُوبِ
إِمَّـا دَعَـا الـدَّاعِي وَثَـوَّبَ صَارِخا
ثَــابُوا وَأمُّـوا حَوْمَـةَ التَّثْـوِيبِ
شــُهْبٌ ثَــوَاقِبُ وَالسـَّمَاءُ عَجَاجَـةٌ
تَأَثِيرهَــا قَــدْ صــَحَّ بِـالتَّجْرِيبِ
مَـا شـئْتَ فِـي آفاقِهـا مِـنْ رَامِحٍ
يَبْــدُو وَكَــفٍّ بِــالنّجيعِ خَضــِيبِ
عَجِبَــتْ ســُيُوفُهُمُ لِشــِدَّةِ بَأْسـِهمْ
فَتَبَســَّمَتْ وَالْجَــوُّ فِــي تقْطِيــبِ
نُظَمُـوا بِلَبَّـاتِ الْعُلَى واسْتَوسَقُوا
كَالرُّمْــحِ أَنْبُوبــاً عَلَـى أنْبُـوبِ
تَـرْوي الْعَوَالِي فِي الْمَعَالِي عَنْهُمُ
أَثَـرَ النَّـدَى الْمَوْلُـودِ وَالْمَكْسُوبِ
عَــنْ كُــلِّ مَوْثُــوقٍ بِـهِ إِسـْنَادُهُ
بِـالْقَطْعِ أَو بِالوَضـْعِ غَيْـرَ مَعِيـبِ
فَــأبو عِنَــانٍ عَــن علِــيّ غضـَّةً
لِلنَّقْــلِ عَـنِ عُثْمَـان عَـنْ يَعْقُـوبِ
جَـاءُوا كَمَـا اتَّسَقَ الْحِسَابُ أَصَالَةً
وَغَــدَا فَــذَالِكَ ذَلِــكَ الْمَكْتُـوبِ
مُتَجَسـِّداً مِـنْ جَـوْهَرِ النُّـورِ الَّذِي
لَــمْ تُــرْمَ يَوْمـاً شَمْسـُهُ بِغُـرُوبِ
مُتألِّقـا مِـنْ مَطْلَـعِ الْحَـقِّ الَّـذِي
هُــوَ نُــورَ أَبْصــَارٍ وَسـِرُّ قُلـوبِ
قُـلْ لِلزَّمَـانِ وَقَـدْ تَبَسـَّم ضـَاحِكاً
مِــنْ بَعْــدِ طُــولِ تَجَهُّـمِ وَقُطُـوبِ
هِـيَ دَعْـوَةٌ الْحَـقِّ التَّـي أَوْضاعُهَا
جَمَعَــتْ مِــنْ الآثَــارِ كُـلَّ غَرِيـبِ
هِـيَ دولة الْعَدْلِ الَّذِي شَمَلَ الْوَرَى
فَالشـَّاةُ لاَ تَخْشـَى اعْتِـدَاءَ الذِّيبِ
لَـوْ أَنَّ كِسـْرَى الْفُرْسِ أَدْرَكَ فَارِساً
أَلْقَــى إِلَيْــهِ بِتـاجِهِ الْمَعْصـُوبِ
لَمَّــا حَلَلْــتُ بِأَرضــَهِ مُتَمَلِّيــاً
مَــا شـِئْتُ مِـنْ بِـرٍّ وَمِـنْ تَرْحِيـبِ
شــَمَلَ الرِّضـَى فَكَـأَنَّ كُـلِّ أَقَاحَـةٍ
تُـــومِي بِثغْــر لِلســَّلاَمِ شــَنِيبِ
وَأَتيـتُ فـي بَحْرِ الْقِرَى أَمَّ الْقُرَى
حَتَّــى حَطَطْــتُ بِمَرْفَــإِ التَّقْرِيـبِ
فَرَأيْـتُ أمْـرَ اللـهِ في ظِلِّ التُّقى
وَالْعَــدْلَ تَحْــتَ ســُرَادِقٍ مَضـْرُوبِ
وَرَأيْـتُ سـَيْفَ اللـهِ مَطْرُورَ الشَّبَا
يَمْضــِيِ الْقَضـَاءُ بِحَـدِّهِ الْمَرْهُـوبِ
وَشــَهدْتُ نُـورَ اللـهِ لَيْـسَ بِآفِـل
وَالــدِّينَ وَالـدُّنْيَا عَلَـى تَرْتيـبِ
وَوَرَدْتُ بَحْـرَ الْعِلْـمِ يَقـدِفُ مَـوْجُهُ
لِلنَّــاسِ مِـنْ دُرَرٍ الْهُـدَى بِضـُرُوبِ
للــهِ مِـنْ شـِيَمِ كَأَزْهَـارِ الرُّبَـى
غِــبَّ انْثِيَـالِ الْعَـارِضِ الْمَسـْكوبِ
وَجَمَــالِ مَـرْأَى فِـي رِدَاءِ مَهَابَـةٍ
كَالســَّيْفِ مَصـْقُولِ الْفِرنْـدِ مهِيـبِ
يَــا جَنَّـةً فَـارَقْتُ مِـنْ غُرُفَاتِهَـا
دار القـرار بمـا أقتضته ذنوبي
أَسـَفِي عَلَـى مَـا ضَاعَ مِنْ حَظِّي بِهَا
لاَ تَنْقَضـــِي تَرْحَـــاتُهُ ونَحِيبِــي
إن أشــرقت شـمس شـَرِقتُ بِعَـبرَتي
وَتَفِيـضُ فِـي وَقْـتِ الْغُـرُوبِ غُرُوِبي
حَتَّـى لَقَـدْ عَلَّمْـتُ سـَاجِعَةَ الضـُّحَى
شــَجْوِي وَجَانِحَــةَ الأَصـِيلِ شـُحُوبِي
وَشــَهَادةُ الإِخْلاَصِ تُــوجِبُ رَجْعَتِــي
لِنَعيمِهَــا مِــنْ غَيْـرَ مَـسِّ لَغُـوبِ
يَـا نَاصـِرَ الثَّغْـرِ الْغَرِيبِ وَأهْله
أَنْضـــَاءُ مَســْغَبَةٍ وَفَــلُّ خُطُــوبِ
حَقِّــقْ ظُنُـونَ بَنِيـهِ فِيـكَ فَـإِنَّهُمْ
يَتَعَلَّلُـــونَ بِوَعْـــدِكَ الْمَرْقُــوبِ
وَدَجَــا ظَلاَمُ الْكُفْـرِ فِـي آفَـاقِهِمْ
أَوَ لَيْــسَ صــُبْحُكَ مِنْهُــمُ بِقَرِيـبِ
فَـانْظُرْ بِعَيْـنِ الْعِـزِّ مِنْ ثَغْرِ غَدَا
حَـذَرَ الْعِـدَا يَرنُـو بِطَـرْفِ مُرِيـبِ
نَادَتْــكَ أَنْــدَلُسٌ وَمَجْــدُكَ ضـَامِنٌ
أَنْ لاَ تَخِيــبَ لَــدَيْكَ فِـي مَطْلُـوبِ
غَصـَبَ الْعَـدُوُّ بلاَدَهَـا وَحُسـَامُكَ الْ
مَاضـيِ الشـَّبَا مُسـْتَرْجِعُ الْمَغْصـُوبِ
أرِهَـا السَّوَابِحَ فِي الْمَجَازِ حَقِيقَةً
مِــنْ كُــلِّ قُعْــدَةِ مِحْـرَبٍ وَجَنِيـبِ
يَتَــأَوَّدُ الأَســَلُ الْمُثّقَّـفُ فَوْقَهَـا
وَتُجِيــبُ صــَاهِلَةٌ رُغَــاءَ نَجِيــبِ
وَالنَّصــْرُ يُضـْحِكُ كُـلَّ مَبْسـِمِ غُـرَّةٍ
وَالْفَتْــحُ مَعْقُــودٌ بِكُــلِّ ســَبِيبِ
وَالُّـرومَ فَـارمِ بِكُـلِّ نَجْـمٍ ثَـاقِبٍ
يُــذْكِي بِأَرْبُعِهَــا شــُوَاظَ لَهِيـبِ
بِـذَوَابِلِ السـَّلْبِ التَّـي تَرَكَتْ بَنِي
زَيَّـــأنَ بَيْـــنَ مُجَــدَّلٍ وَســَلِيبِ
وَأَضـِفْ إِلَـى لاَمِ الْوَغَى أَلِفَ الْقَنَا
تَظْهَــرْ لَــدَيْكَ عَلاَمَــةُ التَّغْلِيـبِ
إِنْ كُنْـتَ تَعْجُـمُ بِـالْعَزَائِمِ عُوَدَهَا
عُـودُ الصـَّلِيبِ الْيَـوْمَ غَيْـرُ صَلِيبِ
وَلَـكَ الْكَتَـائِبُ كَالْخَمَـائِلِ أَطْلَعَتْ
زَهْــرَ الأَســِنًّةِ فَــوْقَ كُـلِّ قَضـِيبِ
فَمُرَنَّــحُ الْعِطْفَيْــنِ لاَ مِـنْ نَشـْوَةٍ
وَمُــوَرَّدُ الْخَــدَّيْنِ غَيْــرُ مَرِيــبِ
يَبْـدُو سـَدَادُ الـرَّأيِ فِي رَايَاتِهَا
وَأَمُورُهَــا تَجْــرِي عَلَــى تَجْرِيـبِ
وَتَـرَىَ الطُّيُـورَ عَصَائِباً مِنْ فَوْقِهَا
لِحُلُــولِ يَـوْمِ فِـي الضـَّلاَلِ عَصـِيبِ
هَــذَّبْتَهَا فَــالْعَرْضُ يُـذْكِرُ يَـوْمُهُ
عَــرْضَ الْـوَرَى لِلْمَوْعِـدِ الْمَكْتُـوبِ
وَهـيَ الْكَتَـائِبُ إِنْ تُنُوسـِي عَرْضُهَا
كَــــانَتْ مُدَوَّنَـــةً بِلاَ تَهْـــذيِبِ
حَتَّــى إِذَا فَــرَضَ الْجَلادُ جـدَالَهَا
وَرَأيْــتَ رِيـحَ النَّصـْرِ ذَاتَ هُبُـوبِ
قَــدَّمْتَ ســَالِبَةَ الْعَـدْوّ وَبَعْـدَهَا
أخْــرَى لِغِــزَِّ النَّصـْرِ ذَاتُ وُجُـوبِ
وَإذَا تَوَســَّطَ فَصـْلُ سـَيْفِكَ عِنْـدَهَا
جُــزْأَيْ قِيَاســِكَ فُـزْتَ بِـالْمَطْلُوبِ
وَتَبَــرَّأَ الشــَّيْطَانُ لَمَّـا أَنْ رَأَى
حِـزْبَ الْهُـدَى مِـنْ حِزْبِـهِ الْمَغْلُوبِ
الأَرْضُ إِرْثٌ وَالْمَطَــــامِعُ جَمَّــــةٌ
كُــلَّ يَهَــشُّ إلَـى الْتَمَـاسِ نَصـِيبِ
وَخَلاَئِفُ التَّقْـــوَى هُــمُ وُرَّاثُهَــا
فَإِلَيْكَهَـــا بِــالْحَظِّ وَالتَّعْصــِيبِ
لَكَـأَنَّني بِـكَ قَـدْ تَرَكْـتَ رُبُوعَهَـا
قَفْــراً بِكَــرِّ الْغَـزْوِ وَالتَّعْقِيـبِ
وَأَقَمْــتَ فِيهَــا مَأتَمــاً لَكِنَّــهُ
عُـــرْسٌ لِنَســْرٍ بــالْفَلاَةِ وَذيِــبِ
وَتَرَكْــتَ مُفْلَتَهَــا بِقَلْــبٍ وَاجـبٍ
رَهَبــاً وَخَــدٍّ بِالأَمَســى مَنْــدُوبِ
تَبْكِـي نَوَادِبُهَـا وَيَنْقُلْـنَ الْخُطَـى
مِــنْ شــِلْوِ طَاغِيَـةٍ لِشـِلْوِ صـَلِيبِ
جَعَــلَ الإِلاَهُ الْبَيْـتَ مِنْـكَ مَثَابـةً
لِلْعَــاكِفِينَ وَأَنْــتَ خَيْــرُ مُثِيـبِ
فَـإِذَا ذُكِـرْتَ كَـأَنَّ هَبَّـاتِ الصـَّبَا
فَضــَّتْ بِمَــدْرَجِهَا لَطِيمَــةَ طِيــبِ
لَوْلاَ ارْتِبَاطُ الْكَوْنِ بِالْمَعْنَى الَّذِي
قَصـُرَ الْحجَـا عَـنْ سـِرِّهِ الْمَحْجُـوبِ
قُلْنَــا لِعَالَمِــكَ الَّــذِي شـَرَّفْتَهُ
حَســَدَ الْبَســِيطُ مَزيَّـةَ التَّرْكِيـبِ
وَلأِجْــلِ قُطْــرِكَ شَمْسـُهَا وَنُجُومُهَـا
عَــدَلَتْ عَــنِ التَّشـْرِيقِ لِلتَّغْرِيـبِ
تَبْــدُو بِمَطْلَــعِ أُفْقِهَــا فِضــِّيَّةً
وَتَغِيــبُ عِنْـدَكَ وَهْـيَ فِـي تَـذْهِيبِ
مَــوْلاَيَ أَشــْوَاقِي إِلَيْــكَ تَهْزُّنِـي
وَالنَّـارُ تَفْضـَحُ عَـرْفَ عُـودِ الطٍّيبِ
بِحُلَــى عُلاَكَ أَطَلْتُهَــا وَأَطَبْتُهَــا
وَلَكَــمْ مُطِيــلٍ وَهْـوَ غَيْـرُ مُطِيـبِ
طَــالَبْتُ أَفْكَـاري بِفَـرْضِ بَـديِههَا
فَــوَفَتْ بِشـْرطِ الْفَـوْرِ وَالتَّرْتِيـبِ
مُتَنَبِّيـءٌ أَنَـا فِـي حُلاَ تلكَ الْعُلَى
لَكِــنَّ شــِعْري فِيــكَ شـِعْرُ حَـبيبِ
وَالطَّبْــعُ فَحْــلٌ وَالْقَرِيحَـةُ حُـرَّةٌ
فَــاقْبَلْهُ بَيْــنَ نَجِيبَــة وَنَجيـبِ
لَكِنَّنـــي ســـَهَّلْتُهَا وَأَدَلْتُهَـــا
مِــنْ كُــلِّ وَحْشــِيٍّ بِكُــلِّ رَبِيــبِ
هَــابَتْ مَقَامَـكَ فَـاطَّبَيْتُ صـِعَابَهَا
حَتَّــى غَــدَتْ ذُلُلاً عَلَـى التَّـدْرِيبِ
إِنْ كُنْـتُ قَـدْ قَـارَبْتُ فِي تَعْديِلِهَا
لاَبُــدَّ فـي التَّعْـديِلِ مِـنْ تَقْريـبِ
عــذري لتقصــيري وعجـزي ناسـخ
ويجــل منـك العفـو عـن تـثريب
عُـذْري لَـمْ يَـدِنْ للـهِ فِيكَ بِقُرْبَةٍ
هُـوْ مِـنْ جَنَـابِ اللـهِ غَيْـرُ قَريبِ
وَاللــهِ مَـا أَخْفَيْـت حُبَّـكَ خِيفَـةً
إِلاَّ وَأَنْفَاســِي عَلَــيَّ تَشــِي بِــي