
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جـادَكَ الغيْـثُ إذا الغيْـثُ هَمـى
يــا زَمــانَ الوصــْلِ بالأنـدَلُسِ
لـــمْ يكُــنْ وصــْلُكَ إلاّ حُلُمــا
فـي الكَـرَى أو خِلسـَةَ المُخْتَلِـسِ
إذْ يقـودُ الـدّهْرُ أشـْتاتَ المُنَى
تنْقُــلُ الخَطْـوَ علَـى مـا يُرْسـَمُ
زُفَـــراً بيْــنَ فُــرادَى وثُنَــى
مثْلَمـا يـدْعو الوفـودَ الموْسـِمُ
والحَيـا قـدْ جلّـلَ الـرّوضَ سـَنا
فثُغــورُ الزّهْــرِ فيــهِ تبْســِمُ
ورَوَى النّعْمـانُ عـنْ مـاءِ السّما
كيْــفَ يــرْوي مالِــكٌ عـنْ أنـسِ
فكَســاهُ الحُســْنُ ثوْبـاً مُعْلَمـا
يزْدَهــي منْــهُ بــأبْهَى ملْبَــسِ
فــي لَيــالٍ كتَمَـتْ سـرَّ الهَـوى
بالــدُّجَى لــوْلا شــُموسُ الغُـرَرِ
مـالَ نجْـمُ الكـأسِ فيهـا وهَـوى
مُســْتَقيمَ الســّيْرِ ســعْدَ الأثَـرِ
وطَــرٌ مـا فيـهِ مـنْ عيْـبٍ سـَوَى
أنّـــهُ مـــرّ كلَمْـــحِ البصــَرِ
حيـنَ لـذّ الأنْـسُ مَـع حُلْوِ اللّمَى
هجَــمَ الصــُّبْحُ هُجــومَ الحــرَسِ
غــارَتِ الشــُّهْبُ بِنـا أو ربّمـا
أثّــرَتْ فيهــا عُيــونُ النّرْجِـسِ
أيُّ شـــيءٍ لامــرِئٍ قــدْ خلَصــا
فيكــونُ الـرّوضُ قـد مُكِّـنَ فيـهْ
تنْهَــبُ الأزْهــارُ فيـهِ الفُرَصـا
أمِنَــتْ مــنْ مَكْـرِهِ مـا تتّقيـهْ
فــإذا المـاءُ تَنـاجَى والحَصـَى
وخَلا كُــــلُّ خَليــــلٍ بـــأخيهْ
تبْصــِرُ الــورْدَ غَيــوراً برِمـا
يكْتَســي مـنْ غيْظِـهِ مـا يكْتَسـي
وتَـــرى الآسَ لَبيبـــاً فهِمـــا
يســْرِقُ الســّمْعَ بــأذْنَيْ فــرَسِ
يـا أُهَيْـلَ الحيّ منْ وادِي الغضا
وبقلْـــبي مســْكَنٌ أنْتُــمْ بــهِ
ضـاقَ عْـنْ وجْـدي بكُمْ رحْبُ الفَضا
لا أبــالِي شــرْقُهُ مــنْ غَرْبِــهِ
فأعِيــدوا عهْـدَ أنْـسٍ قـدْ مضـَى
تُعْتِقــوا عــانِيكُمُ مــنْ كرْبِـهِ
واتّقـوا اللـهَ وأحْيُـوا مُغْرَمـا
يتَلاشـــَى نفَســـاً فـــي نفَــسِ
حُبِــسَ القلْــبُ عليْكُــمْ كرَمــا
أفَتَرْضــــَوْنَ عَفـــاءَ الحُبُـــسِ
وبقَلْــــبي منْكُــــمُ مقْتَـــرِبٌ
بأحــاديثِ المُنَــى وهـوَ بَعيـدْ
قمَـــرٌ أطلَــعَ منْــهُ المَغْــرِبُ
بشـِقوةِ المُغْـرَى بـهِ وهْـوَ سَعيدْ
قــد تســاوَى مُحســِنٌ أو مُـذْنِبُ
فــي هَــواهُ مــنْ وعْـدٍ ووَعيـدْ
ســاحِرُ المُقْلَـةِ معْسـولُ اللّمـى
جـالَ فـي النّفـسِ مَجـالَ النّفَـسِ
ســـدَّدَ الســّهْمَ وســمّى ورَمــى
ففـــؤادي نُهْبَـــةُ المُفْتَـــرِسِ
إنْ يكُــنْ جــارَ وخــابَ الأمَــلُ
وفــؤادُ الصــّبِّ بالشـّوْقِ يَـذوبْ
فهْــــوَ للنّفْـــسِ حَـــبيبٌ أوّلُ
ليْـسَ فـي الحُـبِّ لمَحْبـوبٍ ذُنـوبْ
أمْــــرُهُ معْتَمَــــدٌ ممْتَثِــــلُ
فــي ضـُلوعٍ قـدْ بَراهـا وقُلـوبْ
حكَــمَ اللّحْــظُ بِهــا فاحْتَكَمـا
لــمْ يُراقِـبْ فـي ضـِعافِ الأنْفُـسِ
مُنْصــِفُ المظْلــومِ ممّــنْ ظَلَمـا
ومُجـازي البَريـءِ منْهـا والمُسي
مــا لقَلْــبي كلّمـا هبّـتْ صـَبا
عــادَهُ عيـدٌ مـنَ الشـّوْقِ جَديـدْ
كــانَ فـي اللّـوْحِ لـهُ مكْتَتَبـا
قـــوْلُهُ إنّ عَـــذابي لَشـــديدْ
جلَـــبَ الهــمَّ لــهُ والوَصــَبا
فهْــوَ للأشـْجانِ فـي جُهْـدٍ جَهيـدْ
لاعِــجٌ فــي أضـْلُعي قـدْ أُضـْرِما
فهْــيَ نــارٌ فـي هَشـيمِ اليَبَـسِ
لــمْ يـدَعْ فـي مُهْجَـتي إلا ذَمـا
كبَقــاءِ الصــُّبْحِ بعْــدَ الغلَـسِ
سـلِّمي يـا نفْـسُ فـي حُكْمِ القَضا
واعْمُـري الـوقْتَ برُجْعَـى ومَتـابْ
دعْـكَ مـنْ ذِكْـرى زَمـانٍ قـد مضى
بيْــنَ عُتْبَـى قـدْ تقضـّتْ وعِتـابْ
واصْرِفِ القوْلَ الى المَوْلَى الرِّضى
فلَهُـم التّوفيـقُ فـي أمِّ الكِتابْ
الكَريــمُ المُنْتَهَــى والمُنْتَمَـى
أســَدُ الســّرْحِ وبــدْرُ المجْلِـسِ
ينْــزِلُ النّصــْرُ عليْــهِ مثْلَمـا
ينْــزِلُ الــوحْيُ بــروحِ القُـدُسِ
مُصــْطَفَى اللــهِ سـَميُّ المُصـْطَفَى
الغَنــيُّ بــاللّهِ عـنْ كُـلِّ أحَـدِ
مَـنْ إذا مـا عقَـدَ العهْـد وَفَـى
وإذا مــا فتَــحَ الخطْــبَ عقَـدْ
مِـنْ بَنـي قيْـسِ بْـنِ سـعْدٍ وكَفـى
حيْـثُ بيْـتُ النّصـْرِ مرْفوعُ العَمَدْ
حيـث بيْـتُ النّصـْرِ محْمـيُّ الحِمَى
وجَنــى الفَضــْلَ زكــيُّ المَغْـرِسِ
والهَـــوى ظِــلٌّ ظَليــلٌ خيَّمــا
والنّــدَى هــبّ الــى المُغْتَـرَسِ
هاكَهـا يـا سـِبْطَ أنْصـارِ العُلَى
والــذي إنْ عثَـرَ النّصـْرُ أقـالْ
عـــادَةٌ ألْبَســَها الحُســْنُ مُلا
تُبْهِـــرُ العيْـــنَ جَلاءً وصــِقالْ
عارَضـــَتْ لفْظــاً ومعْنــىً وحُلا
قــوْلَ مَـنْ أنطَقَـهُ الحُـبُّ فَقـالْ
هـلْ دَرَى ظبْـيُ الحِمَى أنْ قد حَمَى
قلْــبَ صــبٍّ حلّــهُ عــنْ مَكْنِــسِ
فهْــوَ فــي خَفْــقِ وحَـرٍّ مثلَمـا
ريــــحُ الصــــَّبا بــــالقَبَسِ