
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
زمــن الوصــل مضــى وانصـرما
صـاحبي قـم نبكـه ملـء العيون
مـا تَـر الـورق أَقـامَت مأتمـاً
بعــده وَالمـزن ذا دمـع هتـون
مــا رأت عَينــاي مـرأى بهجـاً
بعـــــده إِلّا معانــــاة الأرق
أَبصــر النــوم دمــوعي لججـا
فـأبى الخـوض بهـا خـوف الغرق
لا وَلا اِستَنشــَقَت نفحــاً أَرجــأ
بعــد دهــر مــرّ بـالانس شـرق
وَعشــــيات تقضـــت بـــالحمى
كــل شـيء بعـدَها عِنـدي يَهـون
إِذ يَقــول السـعد للـدهر فمـا
يَتَعاصــى كــن غلامــاً فَيَكــون
وَبأكنـــاف الحمـــى ظــبي إِذ
رَمَـت وَصـلاً كـان كـالليث وأفتك
وجــد الحســن ولكــن مثـل ذا
مـا رأت عَينـاك فاعشـق وتهتـك
لامَنـــي فيــه عــذولي وَهــذي
فَبَــدا فاِسـتغفر اللَـه وَأَمسـك
عــاطر الأنفـاس معسـول اللمـى
أَهيــف الأعطـاف سـحار الجفـون
إِن تثنـــى أَو بَــدا مُبتَســِماً
فضــح البــدر وأزري بالغصـون
يـــا لِقَـــومي للأغــنّ الأنــس
عنــدما صــاد فــؤادي نفــرا
ذا جفــــون نـــافِرات نعـــس
منعــت عينـيّ مـن طيـب الكـرى
واِرتشـــافي عَســلاً مــن لعــس
فيــه خمــر مــن رآهـا سـكرا
رشــقت فــي كــل قلـت أَسـهماً
وَســقت كــل شـج كـأس المنـون
ملئت ســـحراً فظلـــت كلّمـــا
أَومأت دارضت رحى الحرب الزبون
أَنــا أَهــواهُ غَريــراً أَوطفـا
ذهبــت نَفســي عليــه حســرات
ليتــه لَـو كـانَ بالوَصـلِ طفـا
حرقــاً تــذكى بلفـح الزفـرات
ظـل فـي الحسـن مَليكـاً مصـطفى
يــأمر النـاس ببـذل المهجـات
لا يَـرى الحـزم سـوى سفك الدما
لا وَلا العـزم سـوى لـيّ الـديون
صــار جِســمي فيـه مِمّـا سـقما
لائحـــاً بيــن ظهــور وكمــون
يـا لـه مـن شـادن كَـم أَودعـا
فــي فـؤادي مـن زفيـر وَلهيـب
فـي سـَماء الحسـن بَـدراً طلعـا
مـاله فـي غيـر قَلـبي من مغيب
غصــن بــان خضــل قَـد أَينعـا
يَنثَنــي مـا بيـن بـدر وَكَـثيب
لبــس الحســن طــرازاً معلمـاً
وَتحلــى درر الثغــر المصــون
فَتَـــرى كـــل خلـــيّ مغرمــاً
بلــغ الوجـد بـه حـد الجنـون
حمودة بن محمد بن عبد العزيز، أبو محمد الباشي الوزير الكتاب.مؤرخ أديب تونسي له شعر قرأ في الزيتونة وولي التدريس بجامعها.دفعه عسر الحال إلى الوفود على المغرب الأقصى وغربة وطنه واستفتحها بقصيدة مدح فيها السلطان المولى محمد بن عبد الله ملك المغرب والتقى بخاتمة فقهاء المالكية الشيخ محمد الناودي، تولى الكتابة في دولة المولى علي باي وقام بمهمة القسطينة والجزائر في عهده ووصفه صاحب الجواهر السنية بقوله: (سوار معصم الدهر، وغرة جبين النظم والنثر ودوحة الأدب الوريف وظلالها وعين البلاغة الجاري وسحر البيان وسلسالها...)وقد وافته المنية في أيام دولة المولى حمودة باشا المتوفى سنة 1229ه، 1814مله: التاريخ الباشي، رسالة في بعض المشايخ،شرح شعر ابن سهل، وديوان شعر.