
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِلَّــه مجلســنا الأَنيـق عشـية
بالأزبكيــة فــي أجــلّ فنـاء
فــي عصـبة يتـدفقون كمائهـا
كرمــاً وَيلتهبـون فـرط ذكـاء
مـا شـئت مـن أدب جنـيّ مثلما
شــق الكمــام وهمــة عليـاء
مــن كـل ذي وجـه أغـر واضـح
كالبـدر قَـد ملأ الفضـا بضياء
حيـث اِنتَظمنا حول شاطىء بركة
غنيـت بنيـل النيـل عن أَنواء
وَالشـمس قَد القت شعاعاً وسطها
وخلــت جوابنهـا عـن الاضـواء
فَـترى بَياض الماء في جنباتها
كـأس اللجيـن يحيـط بالصهباء
كالأقحوانـة إِذ غـدت أَطرافهـا
بيضــا تحــف بهالــة صــفرا
يـا حسن هَذا منظراً وَكأَنَّما ال
غنجـــات خيلان بخــد المــاء
أَو أَنجــم كسـفت ببطـن مجـرة
ســيارة مــا ســيرها بسـواء
حَتّـى إِذا وقفـت بأكمـل صـورة
منقوشـــة بزجاجـــة بَيضــاء
وَتحـل طـي قلوعها بأكمل صورة
طـوراً فَتَغـدو قيد عين الرائي
مثـل العقـاب لـه جنـاح أَبيَض
قَـد مَـرَّ يهـوي فـي سطوح هواء
وَتَـرى رؤوس الـدوح طائفة بها
وَالمـاء يسـتر سـوقها بغطـاء
فَكأَنَّهـا طغـرى بَنـي عثمان قَد
رســمت بصــفحة مهـرق زَهـراء
حَتّى إِذا ما اللَيل أَلقى عنبراً
فيهــا وَذرت مســكة الظَلمـاء
وَغَـدا خَيال البَدر مَعكوساً بها
فَتَــرى ســماء قـوبلت بِسـَماء
حمودة بن محمد بن عبد العزيز، أبو محمد الباشي الوزير الكتاب.مؤرخ أديب تونسي له شعر قرأ في الزيتونة وولي التدريس بجامعها.دفعه عسر الحال إلى الوفود على المغرب الأقصى وغربة وطنه واستفتحها بقصيدة مدح فيها السلطان المولى محمد بن عبد الله ملك المغرب والتقى بخاتمة فقهاء المالكية الشيخ محمد الناودي، تولى الكتابة في دولة المولى علي باي وقام بمهمة القسطينة والجزائر في عهده ووصفه صاحب الجواهر السنية بقوله: (سوار معصم الدهر، وغرة جبين النظم والنثر ودوحة الأدب الوريف وظلالها وعين البلاغة الجاري وسحر البيان وسلسالها...)وقد وافته المنية في أيام دولة المولى حمودة باشا المتوفى سنة 1229ه، 1814مله: التاريخ الباشي، رسالة في بعض المشايخ،شرح شعر ابن سهل، وديوان شعر.