
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قُدامَـةُ أَمْسـَى يَعْـرُكُ الْجَهْـلُ أَنْفَـهُ
بِجَـدَّاءَ لَـمْ يُعْـرَكْ بِهـا أَنْـفُ فاخِرِ
فَخَرْتُـمْ وَلَـمْ نَعْلَـمْ بِحـادِثِ مَجْـدِكُمْ
فَهـــاتِ هَلُــمَّ بَعْــدَها لِلتَّنــافُرِ
وَمَـنْ أَنْتُـمُ إِنَّـا نَسـِينا مَـنَ انْتُمُ
وَرِيحُكُــمُ مِــنْ أَيِّ رِيــحِ الْأَعاصــِرِ
فَهَـذِي الَّتِـي تَـأْتِي عَلَـى كُـلِّ مَنْهَجٍ
تَبُـوعُ أَمِ الْقَعْـواءُ خَلْـفَ الـدَّوابِرِ
مَتَــى جِئْتُـمُ إِنَّـا رَأَيْنـا شُخُوصـَكُمْ
ضـِئالاً فَمـا إِنْ بَيْنَنـا مِـنْ تَفـاكُرِ
وَأَنْتُمْ أُولَى جِئْتُمْ مَعَ الْبَقْلِ وَالدَّبا
فَطــارَ وَهَــذا شَخْصـُكُمْ غَيْـرُ طـائِرِ
أَرِيحُــوا الْبِلادَ مِنْكُــمُ وَدَبِيبُكُــمْ
بِأَعْراضــِنا فِعْـلَ الْإِمـاءِ الْعَـواهِرِ
الحُطَيْئَةُ هُوَ جَرْولُ بنُ أَوسٍ العَبْسِيُّ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ، وَهُوَ راوِيَةُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي سُلْمَى، وَعدّهُ ابنُ سلّامٍ فِي الطَبَقَةِ الثانِيَةِ في طبقاتِ فُحولِ الشُّعراءِ، وكانَ مِنْ أَكْثَرِ الشُّعَراءِ تَكَسُّباً بِشِعْرِهِ، وَهُوَ مِنْ أَهْجَى الشُّعَراءِ القُدامَى؛ فقد هَجا أُمَّهُ وَأَباهُ وَهَجاً نَفْسَهُ، وَقَدْ سَجَنَهُ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُ لِهِجائِهِ الزِّبرِقانِ بنِ بَدْرٍ، أَدْرَكَ خِلافَةَ مُعاوِيَةَ بنَ أبيِ سُفْيانَ، وَتُوُفِّيَ نَحْوَ سَنَةِ 45هـ/ 665م.