
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا دَارَ هِنْـدٍ عَفَـتْ إِلَّا أَثافِيهـا
بَيْــنَ الطَّـوِيِّ فَصـاراتٍ فَوادِيهـا
أَرَّى عَلَيْهــا وَلِــيٌّ مـا يُغَيِّرُهـا
وَدِيمَــةٌ حُلِّلَــتْ فِيهـا عَزالِيهـا
قَـدْ غَيَّرَ الدَّهْرُ مِنْ بَعْدِي مَعارِفَها
وَالرِّيـحُ فَـادَّفَنَتْ فِيهـا مَغانِيها
جَـرَتْ عَلَيْهـا بِأَذْيـالٍ لَهـا عُصـُفٌ
فَأَصـْبَحَتْ مِثْـلَ سَحْقِ الْبُرْدِ عافِيها
كَــأَنَّنِي سـاوَرَتْنِي يَـوْمَ أَسـْأَلُها
عَـوْدٌ مِنَ الرُّقْشِ ما تُصْغِي لِراقِيها
حَتَّى إِذا ما انْجَلَتْ عَنِّي قَعَدْتُ عَلَى
حَـرْفٍ تَهالَـكُ فِـي بِيـدٍ تُقاسـِيها
أَرْمِـي بِهـا مَعْـرِضَ الـدَّوِّيِّ ضامِرَةً
فِـي لَيْلَةٍ ما يَذُوقُ النَّوْمَ سارِيها
إِذا عَلَـتْ بَلَـداً قَفْـراً إِلـى بَلَدٍ
كَلَّفْتُهـــا رُوسَ أَعْلامٍ تُســـامِيها
إِلَيْكُـمُ يـا ابْـنَ شَمَّاسٍ شَجَجْتُ بِها
عُــرْضَ الْفَلاةِ إِذا لاحَـتْ فَيافِيهـا
حَتَّـى أَنَخْـتُ قَلُوصـِي فِـي دِيـارِكُمُ
بِخَيْـرِ مَـنْ يَحْتَـذِي نَعْلاً وَحافِيهـا
إِنِّـي لَعَمْـرُ الَّـذِي يَسـْرِي لِكَعْبَتِهِ
عُظْـمُ الْحَجِيـجِ لِمِيقـاتٍ يُوافِيهـا
لَقَــدْ تَــدارَكَنِي مِنْــهُ وَلاحَمَنِـي
سـَيْبٌ كَسـا أَعْظُمـاً قَدْ لاحَ عارِيها
فَلْيَجْـزِهِ اللـهُ خَيْراً مِنْ أَخِي ثِقَةٍ
وَلْيَهْـدِهِ بِهُـدَى الْخَيْـراتِ هادِيها
الْمُخْلِـفُ الْأَلْـفَ بَعْدَ الْأَلْفِ يُتْلِفُها
وَالْـوَاهِبُ الْمِئَةَ الْمِعْكَى وَراعِيها
قَـوْمٌ نَمَـوْا فِي بَنِي سَعْدٍ وَذِرْوَتِها
يَوْمـاً إِذا عُـدَّ مِـنْ سَعْدٍ مَساعِيها
لِلَّــهِ دَرُّهُــمُ قَوْمــاً ذَوِي حَســَبٍ
يَوْمـاً إِذا جُلْبَـةٌ حَلَّـتْ مَرَاسـِيها
أَهْـلُ الْحِفـاظِ إِذا ما أَزْمَةٌ أَزَمَتْ
بِالنَّـاسِ حاضـِرِهِمْ مِنْهـا وَبادِيها
الْمُوثِقُـونَ لِجارِ الْبَيْتِ ما عَقَدُوا
وَمِنْهُــمُ سـابِقُ الْجُلَّـى وَداعِيهـا
وَالْمُشـْعِلُونَ ضِرامَ الْحَرْبِ إِذْ لَقِحَتْ
يَوْماً إِذا ازْوَرَّ عَنْها مَنْ يُصالِيها
يَمْشــُونَ فِــي نَسـْجِ داوُدٍ كَـأَنَّهُمُ
بُـزْلٌ طَلَـى أُدْمَها بِالزِّفْتِ طالِيها
يَصـْلَوْنَ حَـرَّ الْـوَغَى فِي كُلِّ مُعْتَرَكٍ
بِالْخَيْـلِ قاطِبَـةً شـُقْراً هَوادِيهـا
تَمْشــِي بِشــِكَّتِهِمْ شــُعْثٌ مُســَوَّمَةٌ
تَحْـتَ الضـَّبابَةِ مَعْقُـوداً نَواصِيها
الحُطَيْئَةُ هُوَ جَرْولُ بنُ أَوسٍ العَبْسِيُّ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ، وَهُوَ راوِيَةُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي سُلْمَى، وَعدّهُ ابنُ سلّامٍ فِي الطَبَقَةِ الثانِيَةِ في طبقاتِ فُحولِ الشُّعراءِ، وكانَ مِنْ أَكْثَرِ الشُّعَراءِ تَكَسُّباً بِشِعْرِهِ، وَهُوَ مِنْ أَهْجَى الشُّعَراءِ القُدامَى؛ فقد هَجا أُمَّهُ وَأَباهُ وَهَجاً نَفْسَهُ، وَقَدْ سَجَنَهُ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُ لِهِجائِهِ الزِّبرِقانِ بنِ بَدْرٍ، أَدْرَكَ خِلافَةَ مُعاوِيَةَ بنَ أبيِ سُفْيانَ، وَتُوُفِّيَ نَحْوَ سَنَةِ 45هـ/ 665م.