
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مُـــدهش ذِكـــره مُخيـــف الأَداء
خَيـر مـا فـي الوُجـود مِن أَسماء
سر ما في الحَياة مِن لَيلِها الطا
مـــي وَلجــى فَجرَهــا الوَضــاء
ظَمـــأ فـــي النُفــوس لِأَرى إِلّا
فــي يَنــابيعه إِلــى الأَنبيـاء
كَـــوكَب يَزحـــم الفَضـــاء وَدر
ي مفيــض عَلــى جَــبين السـَماء
هُـوَ لَمـاح بَرقَها في حَواشي اللي
ل أَو فـــي مَضـــارب الصــَحراء
قيـل لـي عَنـهُ فـي الزَمـان وَحد
ثَــت بِــهِ فــي ســَريرة الآنـاء
إِنَّـهُ النـور خافِقاً في جَبين الفَ
جـر وَاللَيـل دافِقـاً فـي المـاء
صــفه رَعـداً مُجلجلاً فـي السـَموا
ت وَصــَوتاً مُــدَوياً فـي الفَضـاء
أَو هُــدوءاً أَو رقــة أَو هَــواء
أَو صـــَدى لِلعَواصــف الهَوجــاء
هُــوَ إِن شــئت مَحـض نـار وَنـور
وَهُــوَ إِن شـئت محـض بَـرد وَمـاء
نَحــنُ مجلــى عُلاه فــي كُـلِ دان
مِـن مـرائي الوُجـود أَو كُـلِ ناء
ظَـنَ أَدنـى الظُنـون في قُربِهِ مِنكَ
وَأَقصــى مــا شــئت مِـن عَليـاء
وَاِدنُ بِالجانــح المشــط وصــَعد
بِالخَيـــال المســـوم العِــداء
وَتَوغــل بَيــنَ الظُنــون وَنفــر
هـا خَيـالاً وَاِقعـد عَلـى الجَوزاء
تَلقَـهُ فـي الحَياة أَدنى إِلى نَفس
ك مِنهــا إِلَيــكَ فــي الإِصــغاء
قُلـت زِدنـي فَقالَ يَسمَع ما في ال
أَرض مِــن هَمســة وَمِــن إِيمــاء
خَطَــرات مِــن هــاجس أَو مطيفـا
مِـن خَيـال أَو غامِضـاً مِـن دُعـاء
قُلـت زِدنـي فَقـالَ يَعلَـم كَـم عِن
د نَـــديف مصـــعد مِــن هَبــاء
كُـل شـَيء لَـدَيهِ في مُستَقر العلم
عـــــدا وَرقعــــة الإِحصــــاء
قُلــت زِدنــي فَقــالَ أَجهـل إِلّا
صــُوَراً أَو غَلَـت علا فـي الخَفـاء
فَتفلـــت مِـــن يَـــدي وَســبّحت
بَـــــــديئاً لِأَول الأَشــــــياء
أَيــنَ مَرقـى سـَمائِهِ أَيـنَ ملقـى
قُدســــي الصـــِفات وَالأَســـماء
قـالَ فـي رقـة الصـَوامع أَو لَـو
عَــة بيــض المَســاجد الغَــراء
لَـم تَشـدها يَـد الفُنـون وَلا صـا
غَــت مُحارِيبهــا يَــد البِنــاء
كَلِمـات مَبثوثـة فـي الفَضاء الرَ
حـــب مِــن ســاجد وَمِــن صــَلاء
هِــيَ لِلّــه مُخلِصـات وَكَـم تَعقـب
بــــدعا مُنــــازع الأَهــــواء
هــا هُنـا مَسـجد مغيـظ عَلـى ذي
البَيـع الطَهـر وَالمَسـوح الوضاء
وَهُنــا راهــب مِـن القَـوم ثَـوا
ز لِمَجـــد الكَنيســة الزَهــراء
كُلَهــا فـي الثَـرى دَوافـع خَيـر
بنــت وَهــب شــَقيقة العَــذراء
قُلـت مـا وَهب في الزَمان وَما شَأ
ن الفَتــاتين بِــالجَلال المضـاء
أَلحـــواء مَــدخل فــي مَجــاري
صـُور القَهـر أَو مَجـالي السـَماء
بِنـت وَهب ماذا بِها في مَراح الغَ
يــب أَو مُغتَــدي عُيـون القَضـاء
مــا لِعَـذراء بِـالإِلَه وَمـا للـقُ
دس مِــــن آدم وَمِــــن حَـــواء
أَهـو اللَه في القُلوب وَفي الأَنفا
س وَالــرُوح وَالــدُجى وَالضــِياء
أَم هُـوَ اللَهُ في الثَرى عِندَ عِزرا
ئيـل وَقفـاً عَلـى قُلـوب النِسـاء
قـالَ كِلتاهُمـا مِـن النـور تَفضى
بِنَـــبي مِـــن رَحمـــة وَإِخــاء
وَالنَـبي العَظيـم فـي الأَرض إِنسا
ن الســـَموات آلهـــي الــدِماء
صـِلة الأَرض بِالسـِماء وَصـَوت الـحَ
ق فيهـــا وَمُســـتَهل الفَضـــاء
يـا لَـكَ اللَـه مِـن مشايعة الفك
ر وَلِلحَـــق مِـــن هَـــوى الآراء
بــرح الشــَك بِــالفُؤاد فَـآمنت
وَلَكـــن فــي رَيبــة أَو رِيــاء
ثُــمَ أَيقنَـت مُؤمِنـاً ثُـم مـا أَد
ري وَكَـــم ذا لَــدَيك مِــن لِأواء
قُلـت يا نور يا مُفيضاً عَلى العا
لــم ذوبــا مِــن روحِــهِ اللألاء
أَيُّهـا الرَعـد قاصـِفاً أَيُّها اللَي
ث معجــاً مــدوماً فــي العَـراء
أَيُّهــا البَحــر زاخِـراً وَالأَواذي
دافِقــات فــي صــَفحة الـدَأماء
عَلَقتَنــي مِـن ظُلمـة الطِيـن مـا
أَقعَــدَني عَــن رِحابـك البَيضـاء
أحمد التجاني بن يوسف بن بشير بن الإمام جزري الكتيابي.شاعر، متصوف من السودان ولد في أم درمان 1910م لقب بالتجاني تيمناً بشيخ المتصوفة الإمام التيجاني، حفظ القرآن والتحق بالمعهد العلمي في أم درمان ودرس الأدب والفلسفة والتصوف.عاش فترة قصيرة إلا أنه لفت الأنظار، فاهتمت به الصحف والمجلات وخاصة مجلة (أبولو).صدر له ديوان واحد بعد وفاته وهو (إشراقة) الذي يعد نموذجا للشعر الرومانسي.عمل صحفياً وساهم في تحرير صحيفة (ملتقى النهرين)، ومجلتي (أم درمان، والفجر).توفي بذات الصدد ودفن بمدينة أم درمان.