
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَعـــالي مَعــي زَهــرات الخَريــف
إِلــى الكَـوخ أَفلـت مِنـهُ الربيـع
وَمَــــر بِــــهِ غَيــــر مُســـتَحب
إِلَيــهِ ســِوى زَفــرة مِــن دُمــوع
وَمــا كــانَ يَنفــذ مِنـهَ العـبير
وَلضـــكن شـــَحاً أَصــاب القُنــوع
تَعـــالي نَعطــر ثِيــاب الفَقيــر
وَنمســـح مَآســـي عَــبر الربــوع
بِنَســـي مِـــن هــان حَتّــى تَــوا
ضــع فــي نَفيـهٍ كُـل مَعنـى رفيـع
مَشــى خاشــع الطَــرف رَث الثيــا
ب كَئيبــاً كَــثير مَـرائي الخنـوع
تَـــأكُلهُ حَســـرة فـــي الضــَمير
وَتَســـحقه خَيبـــة فــي الضــُلوع
يـــبين عَلَيــهِ اِنكِســار الفُــؤا
د وَمَســـكنة المُســـتَذل الوَضــيع
وَفـــي نَفســـِهِ ظَمـــأ لِلعُطـــور
وَفـــي روحِـــهِ حَرقـــات وَجـــوع
يَنـــام عَلـــى وَلـــه بِــالثَراء
وَيَصـــحو عَلــى نَســمات الهَزيــع
فَيَرفـــع كَفيـــهِ نَحــوَ الســَماء
وَيَضــرع واهــاً لَــهُ مِــن ضــَريع
وَمـــاذا يَقــول الهــي الكَفــاف
وَيَردفهـــا بِالبَصـــير الســـَميع
وَيَمســـح فـــي وَجهِـــهِ راحَـــتي
ه وَيَغضــي تُقـى أَو رضـى أَو خُشـوع
وَمـــا يَبتَغــي فُقــراء الحَيــاة
خَزائنهــــا خَشــــية أَن تَضـــيع
وَلا تَزدهيهـــم مَلاهـــي الوُجـــود
وَلا يَطــــبيهم خِـــداع الصـــَنيع
وَلا بَطـــر المُخصـــبين الغلاة وَلا
دعـــة العَيـــش رِبحـــاً وَريـــع
وَمــــا بِهــــم عَـــوز لِلطَنـــا
فــس أَو حاجــة لِلأَثــاث الرَفيــع
بحســـبهم مســـكة فـــي الحَيــا
ة مـــاء نَميـــر وَعَيـــش مَريــع
وَخَــــص عَلــــى جـــانبيه الغِلا
ل مَمــــزق مشمســــات الصـــدوع
فَيــا آهــة ملــء دُنيـا الفَقيـر
وَيــا أنــة ملــء دُنيـا الوَجيـع
لِأَنت لَدى اللَه أَسمى وَأَنبل في الأَرض
مِــــــن بَســـــمات الخَليـــــع
أحمد التجاني بن يوسف بن بشير بن الإمام جزري الكتيابي.شاعر، متصوف من السودان ولد في أم درمان 1910م لقب بالتجاني تيمناً بشيخ المتصوفة الإمام التيجاني، حفظ القرآن والتحق بالمعهد العلمي في أم درمان ودرس الأدب والفلسفة والتصوف.عاش فترة قصيرة إلا أنه لفت الأنظار، فاهتمت به الصحف والمجلات وخاصة مجلة (أبولو).صدر له ديوان واحد بعد وفاته وهو (إشراقة) الذي يعد نموذجا للشعر الرومانسي.عمل صحفياً وساهم في تحرير صحيفة (ملتقى النهرين)، ومجلتي (أم درمان، والفجر).توفي بذات الصدد ودفن بمدينة أم درمان.