
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الإِلَــه العَظيـم وَالحَـق أَكـبر
بَـرأ الخَلـق مِـن تُـراب وَقَـدَر
رب نَفـس مِـن عُنصـر الفكر سِوا
هـا وَنَفـس مِن حَمأة الطِين صور
وَدِمــاء مِــن الحَقيقـة أَجـرا
هـا وَمِـن صـَخرة المَـواهب فجر
شـَكها فـي هُـدى الحَقيقة إِيما
ن وَفــي ضـوئِها يَقيـن مجـوهر
ما بِها إِن تَسام في الأَرض خَسفاً
أَو تعـادي فـي رَأيها أَو تكفر
كَــم قَبيـل مِـن الفلاسـِفَة الأَو
لـى وَكَـم أَشـعَث هُنـاكَ وَأَغبَـر
كَتــب الحَــق فـي صـُدورِهم رَم
زيـن مِـن آيـة الخُلـود وَسـَطر
أَنبيـاء مِـن الحَقيقـة في أَيد
يهـم مِـن مَشـاعل اللَـهِ مجهـر
فـي سـَبيلي يُجاهِـدون وَمِـن أَج
لـي يَمُوتـون في الزَمان وَأَنشر
رب هِبنـي رضـاك مِـن أَين صاغَت
كَفَـك الطَلسـم الخَفـي المسـتر
المُسـمّى بِالعَقـل عِندَك في الآ
زال مِـن سـَير الحَيـاة وَسـَيطر
ملـك مِـن بَنـي الضـِياء وَجَنـى
ســَليل الظَلام مِــن أَرض عَبقـر
رَب هِبنـي رضـاك وَالعَقل مِن ذا
عـاقَهُ أَن يَـبين فينـا وَيَظهَـر
خَفيــت ذاتَــهُ عَلَيــهِ أَأَضـحى
عَرضـاً في الزَمان أَم ظَلَ جَوهَراً
يُــدهش الفكــر نَفسـَهُ وَيحـار
العَقـل فـي كنهه إِذا ما تَحرر
صـُغتَهُ مِـن قِـوى بنيـت الجِبال
الشـم مِنها وَكُنت بِالعَقل أَخبر
فَتَخيَرتـــه عَناصـــر أَدنـــا
هـا اِنفِجار عَلى العَوالم أَكبَر
ثثـم أَعميتـه وَأَرهَفـت أذنيـه
وَأَطلَقتُـــه يَقـــوم وَيَعـــثر
أَيُّها العَقل أَنتَ يا جيرة العَق
ل وَلمــا تَكُــن بِنَفسـك أَجـدَر
يـا قـوى تَهـدم الحَياة وَتَبني
هـا وَتَـذرو الوَرى هَباء وَعَثير
كَـم خَـبيء مِـن دُون فَجرك أَضحى
وَخَفــي تِلقــاء ضــوئك أَسـفَر
أَإِلـه فـي الأَرض أَنـتَ أَم الشَي
طـان ينهى في العالَمين وَيَأمر
وَجُنــون أَم أَنـتَ عَقـل وَمَوجـو
د حَقيــق أَم أَنـت وَهُـم مُصـور
أحمد التجاني بن يوسف بن بشير بن الإمام جزري الكتيابي.شاعر، متصوف من السودان ولد في أم درمان 1910م لقب بالتجاني تيمناً بشيخ المتصوفة الإمام التيجاني، حفظ القرآن والتحق بالمعهد العلمي في أم درمان ودرس الأدب والفلسفة والتصوف.عاش فترة قصيرة إلا أنه لفت الأنظار، فاهتمت به الصحف والمجلات وخاصة مجلة (أبولو).صدر له ديوان واحد بعد وفاته وهو (إشراقة) الذي يعد نموذجا للشعر الرومانسي.عمل صحفياً وساهم في تحرير صحيفة (ملتقى النهرين)، ومجلتي (أم درمان، والفجر).توفي بذات الصدد ودفن بمدينة أم درمان.