
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
راحَ يَـــروي صــَداهُ
مِـن نَفحـات العُطـور
يَهيــم تَبغـي يَـداه
قَطــف جَنـي الزُهـور
يَهفـو لِـوَرد الشِفاه
وَأَرى نَحــل الثُغـور
قَلـب كَقَلـب الحَيـاة
بَيــنَ حَنايـا الأَبَـد
تَحــد مِنـهُ الجِهـات
لَكِنــــهُ لا يَحــــد
يَــرد صـَوت الرُعـاة
مُجَلجِلاً كَالرَعــــــد
قَلـب رَمَتـهُ السـُنون
بَيـنَ مَراقـي الجِبال
ملـء فَضـاء الظُنـون
ملـء سـَماء الخَيـال
تَنـال مِنـهُ العُيـون
وَيَطيبـــه الجَمــال
دُنيـا تَغيـم السَماء
فِيـهِ وَيَهمـي المَطـر
يَنبـــدغ رَي وَمــاء
يَصــدى فيـا للقَـدر
وَيـح البُحور الظِماء
تَرشــف ضـوء القَمَـر
جَنـى عَلَيـهِ النَمـاء
أَثمَــر حَتّـى اِنقَطَـف
كَـم ذا آثار الدَماء
وَكَــم بِروحــي نطـف
صــــوح إِلا ذِمـــاء
وَغــــاضَ إِلا نطـــف
يـا قَلـب لا كَالقُلوب
يَــدفُق مِنــكَ الأَلَـم
تَرمـي وَراء الغُيـوب
عَينــا تَحـس العَـدَم
يَنهـل مِنـكَ الغُـروب
وَتَســـتَفيض الظلــم
يــا لِلجَلال الرَهيـب
أَوغـل فيـهِ الهِيـام
وَيـا لِلقُـدس الحَبيب
مِـن قَلـبي المُستَهام
يَمــزج مـر النَحيـب
بِــذكرَيات الغَــرام
وَاهـا سـَليل العَرين
يـا جـبرة الأَقويـاء
يَغــض هَـذا الحَنيـن
يـا جـبرة الأَقويـاء
يَكــبر مِنـكَ الأَنيـن
يَجمـل فيـكَ الرِيـاء
وَيحـي وَوَيـح الضُلوع
مِــن خـافق كَالقَـدَر
يَركُـض بَيـنَ الـدُموع
أَهـوج دانـي الخَطَـر
إِن لنت أَخفي الوُلوع
وَإِن عَصــيت اِنفَجَــر
أحمد التجاني بن يوسف بن بشير بن الإمام جزري الكتيابي.شاعر، متصوف من السودان ولد في أم درمان 1910م لقب بالتجاني تيمناً بشيخ المتصوفة الإمام التيجاني، حفظ القرآن والتحق بالمعهد العلمي في أم درمان ودرس الأدب والفلسفة والتصوف.عاش فترة قصيرة إلا أنه لفت الأنظار، فاهتمت به الصحف والمجلات وخاصة مجلة (أبولو).صدر له ديوان واحد بعد وفاته وهو (إشراقة) الذي يعد نموذجا للشعر الرومانسي.عمل صحفياً وساهم في تحرير صحيفة (ملتقى النهرين)، ومجلتي (أم درمان، والفجر).توفي بذات الصدد ودفن بمدينة أم درمان.