
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا لـي وللرقباء ما لي
حجبوا الحبيب عن المجالِ
وتمتعـــوا مــن دونــه
بالمشــرفية والعــوالي
وغريــــرةُ بجمالهــــا
سـبت الغـرائر بالجمـال
تمشـــي يطــوّق طيفهــا
من كان يرقد في الليالي
كالشـمس تغـرب في الورى
نـوراً وتبعـد في المثال
ســـجد الهلال لحســـنها
رغـم اعوجـاجٍ فـي الهلال
وسـَمت لتـدركها الجبـال
فقصـــَّرت شــمُّ الجبــال
طــرق الخيــال بســحره
فطربـت مـن أجـل الخيال
شـــوقاً إلــى محجوبــة
ليســت كربَّــات الجمـالِ
تُســقى بكـاسٍ الجاشـرية
طــالب العــذب الــزلال
وتــدير أقـداح الصـبوح
علـى الأعـادي والمـوالي
عاينتهــا فرأيــت فــي
العينيـن ألحـاظ الغزال
وحمامـة بالواديين تنوح
فـــــي دوح الأثـــــالِ
ضــرمت بقلـب المسـتهام
لهيــب نــار باشــتعالِ
ولقـد زجـرت النفـس وهي
تهـمُّ فـي طلـب المعـالي
إذ لا اصـطبار لهـا علـى
مــرضٍ وحــال دون حــال
وأمرتهـــا أن اصـــبري
لطلاب ســـابقةٍ تنـــالي
كــم مســتجيبٍ قـد كبـا
ونجا المقوقل في الجبال
أو مـا رأيـت بـدور تـمٍّ
فــوق أســنمة الجمــال
بعيــون أســراب المهـا
ومباســم مثــل اللآلــي
أودعت قلبي عندهم الضلال
لجهلهـــم نـــور الهلال
أقــررت بـالمولى الـذي
ذلَّــت لعزتــه المـوالي
وعرفـــت فضــل رجــاله
والـدين معرفـة الرجـال
الأول الأزلـــي والملــك
العظيــــــــم بلا زوالِ
هــو موجــد للموجــدات
وعلــة العلـل العـوالي
وهــو العظيـم وإن أسـرَّ
القـوم عـن جهـر المقالِ
بمحــل أصــحاب اليميـن
وكــور أصــحاب الشـمالِ
وبرحمـــةٍ مـــن فضــله
عـرف الحـرام مـن الحلال
ولــه الأوائل واللواحـق
والســـوابق والتــوالي
والفلــك تجــري بـأمره
مـن فـوق مـوج كالجبـال
والمعصــــرات بـــأمره
تــأتي بمنهمــلٍ الـزلال
فتصـــيب أرضــاً ميتــةً
ويعــود حيّـاً كـل بـالي
للــبرق فــي أرجائهــا
لمـع المناصـل والنصـال
والرعـــد فيــه كــأنه
كــرم تحـنُّ إلـى الأمـال
والصــــافنات صـــواهلٌ
بيـن المضـارب والرعالي
والمرجحنَّـــة كالـــدبا
والمســـلجنة كالســعال
مـن كـل مجبـولٍ وعجلـزة
مطهَّمــــــةٍ طــــــوالِ
سـود النـواظر والغرائر
والـــــــدوائر والجلال
بيـضُ الجبـاهِ ومـا حـوى
منهــنَّ مشــتمل الشـكالِ
قـــب الأياطـــل شـــُرَّع
طـول التليـل مع الغزال
يعــــتزُّ ربَّ عنانهــــا
فكــأنه مــن فـوق عـال
يـــومي فتخــرج تحتــه
كالمـاءِ مـن ضيق البزال
خضـــعت لــه صــهواتها
وكماتهــا عــزّ البهـالِ
لمَّــا رأت زمــر الملائك
فـــي دعــاءٍ وابتهــالِ
تمســـي وتصــبح ســجداً
للأمــــر فيـــه بلا كلالِ
وتجيــب داعيــة الـوغى
يـوم التقحـم في القتال
ويعـوص فـي جـدر الـدلاص
تمايــل الأســل الطـوالِ
ومســرجات لــم يســمها
الهــالكي إلـى الصـقال
يهـوين فـي لـج السـتور
الـواردات كمـا النهـال
ولأنــت مبتــدع البريـة
فــي الإشــارة والفعـال
والجـــنُّ جــاءت خُضــَّعاً
والأنــس تاركـة المجـالِ
لــم يحــص معجـزة وهـل
يحصـي امـرؤ عدد الرمال
فأنـا مـع الملـك الـذي
يعطـي الجزيـل بلا سـؤال
ويحكّـم الأقـدار فـي الك
ونيــن منــه ولا يبـالي
متنـــاولٌ مـــن فضــله
أشـياء لـم تخطـر ببالي
لا تطلبــوا فــي دينكـم
مـن غيـره بـذل النـوال
الحــق عــاد كمـا بـدا
إذ ليـس عصـر منـه خـالِ
بــالأمس كــان بغربهــا
واليـوم أصـبح بالـديالِ
متجلبـــاً فـــي ســـتة
حــتى أتـى دور الكمـال
بالبهمنيـــة أبهمـــوا
وتتبعــوا ســبل الضـلالِ
مزيد بن صفوان بن الحسن بن منصور بن دبيس الأسدي الحلي.شاعر من أهل الحلة المزيدية، ومن أمراء هذه الأسرة. انتقل إلى مصياف (بقرب اللاذقية) وتوفي بها له (ديوان شعر - خ).