
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أبـرقٌ سـرى والليـلُ مقلـة شادنٍ
أم البـدر يبـدو ضوؤه غير كامنِ
ولمحــة نجــم أم إنـارة مغـرم
ســنى قبـس والحـي ليـس بظـاعنِ
نهبتُ السرى فيه إلى الجبل الذي
جـرى مـاؤه الريَّان من فوق بائنِ
ويقـرنُ قـرن الشـمس مـن ذرواته
فيصــبح للأجيــال غيــر مقـارن
وصـنتُ هـوى الحسناء بين ضمائري
ولكـنَّ مـاء العيـن ليـس بصـائن
تجلَّـت بـوجه سـاطع النـور مشرق
وترنـو بطـرفٍ فـاتر اللحظ فاتن
وفــي فرعهـا ليـل لعلـم معلّـم
وفـي وجههـا عيـن لعيـن معـاين
بـدت فـي رواءٍ ثـم عـادت بغيره
بـأبيض طـوراً ثـم طـوراً بـداجن
فلــم يعرفنهـا كاشـح وعرفتهـا
وهيهـات أن تبـدو لنظـرة خـائنِ
فقـالت أأنت الصب لا يطعم الكرى
وللنـوم فـي عينيـك منـزل قاطن
فقلـت لهـا مـا نمـتُ إلاَّ لطـارقٍ
مـع الليـل مرمـوق برجعـة شاطن
لعـلَّ خيـالاً منك في الليل زارني
فـأحظى بتقبيـل اللحى والمحاسن
فيـا راقبـاً جزت العراق مقابلاً
تعـوج علـى عوجـاء فاتـح بـادن
وذي ذروة بالجــامعين وذي حجـا
علـى ذات نخـلٍ مـن ذوافـر ساكن
لعلــك تلقـى الفارسـيَّ وحيـدراً
فيـذكر مـا قد كان يوم المدائن
دعـاني فلبتـه المـدامع إذ دعا
بمـاءٍ محـا لـوح التلـوّع هـائن
وبـان علـى الجثمـان قلبي لأمره
وقــال بـه قـول امـرئٍ متبـاين
ســعدتُ بـه قـرب الشـآم بسـفرةٍ
إلــى بلــدٍ صـعب المحجـة آمـن
إلـى ظـاهرٍ مـاء الحيـاة بدعوة
لإدراكهـا هـذا الـورى غير ضامن
بهـا نحـو ألموت المعاقل سائلاً
علــى ســيد غـضٌ الإهـاب مقـارن
وأســفر صــبح منـه بعـد ظلامـه
فأوضــح معنـى ظـاهر ثـم بـاطن
تفـرَّد بـالقول الـذي لـم يـرده
مقالــة مكهــون ولا قـول كـاهنِ
علـيٌّ لـه الأمـر العظيـم وعلمـه
فهـل غيـره بين الورى من معاين
وإلاَّ فقــل للقــوم هيَّـا لـدعوةٍ
يكــون دعــاة منهــم بأمــاكن
وهلاَّ خفايـا الأرض تخفى عن الورى
خزائنهــا عـن عـالمٍ بـالخزائن
مزيد بن صفوان بن الحسن بن منصور بن دبيس الأسدي الحلي.شاعر من أهل الحلة المزيدية، ومن أمراء هذه الأسرة. انتقل إلى مصياف (بقرب اللاذقية) وتوفي بها له (ديوان شعر - خ).