
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِلام تَغيــب الشــَمس عَنــا وَتَطلـع
وَنَلعَــب فــي ظـل الحَيـاة وَنَرتَـع
رَضـينا بَخفـض العَيـش والـذُل حَولَه
وَمـا الـذُل إِلّا حَـظ مَـن بـاتَ يَقنَع
نَهيـــم بِهَــزل لا نَهيــم بِغَيــره
وَنَهــرُب مِــن جَـد الحَيـاة وَنَفـزَع
وَنَحجــم عَــن أَخطارِهــا وَصـِعابها
وَتَنهبنـــا لـــذاتها وَالتَمَتُـــع
نَسـير عَلـى رَسـول وَلِلعَصـر حَولَنـا
مَــواكب فــي طَريــق العُلا تَتـدَفع
أَسـاغ بَنـو الشـَرق الحَيـاة ذَليلة
وَعَيـش بَنـي الغَـرب العُلا وَالتَرَفُـع
هُـم قـادة الـدُنيا وَنَحـنُ وَراءَهُـم
فُضـــول وَأَذيـــال تَجــر وَتَتَبــع
نـــدل وَنَســـتَعلي بِمخترعـــاتهم
وَلا كاشـــف مِنــا وَلا ثُــمَ مُبــدع
وَنَرفــل فـي أَعطافِهـا مِـن حَضـارة
وَمـا نَحـنُ نَبنيهـا وَلا نَحـنُ نَصـنَع
وَكَــم تــائه مِنــا بِثَــوب مُنَمَـق
وَأَحــرى بِـهِ مِنـهُ الأَديـم المرقـع
لَهُــم حاضــر عــال وَمــاض مُؤثـل
وَســَعى إِلـى مُسـتَقبل المَجـد أَروَع
إِذا ذَكَـروا أَوطـانَهُم فَخَـروا بِهـا
وَيــا حَبَــذا فَخــراً ذَمـار ممنـع
يَطولـون بِالجـاه العَزيـز تَفـاخُرا
وَنَطــرُق مِــن ذُل الأَســار وَنَخشــَع
وَنَشــحَذ مِــن آبائِنــا وَجــدودنا
فَخـاراً عَلـى أَعقـابهم لَيـسَ يَخلَـع
هُـم دُونَنـا أَهـل الفَخـار وَلَم يَكُن
عُلــو أَب فــي حطـة الوَلَـد يَشـفَع
نـــتيمه بِتاريــخ لَهُــم وَمَــآثر
قيــام عَلــى الأَيــام لا تَتَزعــزَع
وَمـا هِـيَ مـا لَـم نَحـي إِلّا صـَحائف
بَــــوال وَأَطلال خَـــوال وَأَربَـــع
وَفيـــم تَباهينــا بِعــز ورفعــة
وَحاضــرنا قفــر مِـن العـز بلقـع
تَـبرأَ ماضـي المَجـد مِنـهُ وَلو دَرى
لَطــاش لَــهُ خوفــو وَأَذهَـل خفـرَع
وَريـع الفَراعيـن العِظـام وَأَجفَلوا
وَهــالَهُم هَــذا التُــراث المضـيع
رَأوا أُمــة تَمشــي وَراء زَمانِهــا
وَقَـد عَرَفوهـا فـي الطَليعـة تَطلَـع
وَتَقنَــع مِـن حَـظ الحَيـاة بِـدُونِها
وَقَــد تَرَكوهـا فـي الـذَرا تَتَربَـع
وَأَوغَــل فيهــا الأَجنَــبي نيــوبه
وَقَـد عَهـدوها النجـم أَو هِـيَ أَمنَع
وَهـــالَهُم خَيـــل بِمَصــر وَرايــة
عَلـى رايَـة النيـل المفـداة تُرفَع
كَـأَني أَصـغى مِـن عُلاهُـم إِلـى صـَدى
يَشــق القُــرون الـداجِيات فَيَسـمَع
يَقـول بَنـي مَصـر الحَياة أَو الرَدى
وَمــا لَكُــم مِـن دُون هَـذين مشـرع
وَلَيســَت حَيــاة الشـَعب إِلّا سـِيادة
تَــرد طِمــاع الطــامِعين وَتَــردَع
وَلَيــسَ الــرَدى إِلّا حَيــاة مَهينـة
يَقـر بِهـا الشـَعب الذَليل المضعضع
أَيَرضـَخ شـَعب النيـل لِلغَيـر راضِيا
بِمـا بـاتَ يَأبـاه مِـن الزنج أَوكَع
هَلمـوا إِلـى جَـد الحَيـاة وَنَفَضـوا
بَقيـةَ هَـذا النَـوم فَـالعُمر مُسـرع
فَمـا الأَمـر لَـو تَـدرون إِلّا عَزيمـة
تُصــارع شــَدات الحَيــاة فَتَصــرَع
تَعـاف دُلـول العَيـش قَـد لانَ مَلمَسا
وَتَضــرب فـي وَعـر الحَيـاة وَتَقـرَع
وَأَنـي سـَلكتم فَـاِجعَلوا مَصـر قُبلة
وَحَــول عُلاهــا المُلتَقـى وَالتَجَمُـع
شــَريكتكم فــي ســركم وَجهــاركم
وَحيـنَ تَغيـب الشـَمس عَنكُـم وَتَطلَـع
وَوَلـوا عَلـى الأَعمال لا القَول هَمكم
فَما القَول بِالمجدي وَلا الزعم يَنفَع
وَإِن فـاتَكُم مِنهـا الجُنـاة فَفي غَد
ســَتُزهر للجيــل الجَديــد وَتوشـع
فخري أبو السعود.مدرس مصري، له اشتغال بالأدب والترجمة، وله نظم كثير، فيه رقة، نشر بعضه في الصحف والمجلات، تعلم بالقاهرة واستكمل دراسته في انجلترا، وعمل في التدريس بالقاهرة ثم بالإسكندرية. وتزوج بإنجليزية، فكان له منها ولد. وابتعدت عنه مضطرة خلال الحرب العالمية الثانية، فانقطعت أخبارها. وغرق ولده في إحدى السفن، فانهارت أعصابه، فأطلق على رأسه رصاصة ذهبت بحياته في الإسكندرية، وهو في نحو الخامسة والثلاثين من عمره.له (مقارنة بين الأدبين العربي والإنكليزي- ط) نشر متسلسلا في مجلة الرسالة، و(الثورة العرابية- ط) تاريخها ورجالها، و(التربية والتعليم) لم يطبعه. وترجم عن الإنجليزية (تس، سليلة دربرفيل- ط) لتوماس هاردي.