
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَليـل رقـاد اللَيل نابى المَضاجع
أَبيــت عَلــى مـض مِـن الشـَك لاذع
أَلا لَيتَنـي لَـم أَدرِ أَنبـاء بَغيها
وَمَنظــر شــَيبات بِرَأســي طَوالـع
وَمــا ســرها أَنـى بلـوني معلـم
لَــدى الحَـرب بِطـاش بِكُـل مُقـارع
وَلا أَوبـتي بِالغـار فـي كُـل مَوكب
وَلا خَطرتـي بَيـنَ السـُيوف السَواطع
فَلَــم يَثنِهـا عَهـد وَجَـن جُنونَهـا
بِغَـض الصَبا مِن قَومِها الصفر يافع
ســَباها بِطَبـع مِنـهُ هيـن وَمَنظَـر
طَريـــر وَخَلاب مِــن القَــول رائع
وَلَم يَبقَ لي في قَلبِها اليَوم مَوضع
وَمـا كـانَ فيـهِ أَمـس إِلّا مَواضـِعي
نَعــم هِـيَ تَلقـاني بِنَظـرة مُغـرَم
وَبَســمة مَفتــون وَعطفــة خاشــع
نعـم وَهِـيَ تَسـقيني خـدوع رضابها
كَمـا مجـت الأَفعـى الخُـؤون بِناقع
وَتُوشـك لَـولا الرُشـد أَن تَسـتَخفني
وَيَسـتَل حِقـدي سـحرَها مِـن أَضالِعي
وَيُوشــك ذاكَ الحُسـن أَن يسـتهزني
فَأَنسـى لَـدَيها كَيـدَها وَهُوَ فاجعى
أَتبســم لـي غشـا وَمحـض وَدادهـا
لَـدى قـاهِري فـي حُبِهـا وَمُنـازِعي
لِعُمـري مـاذا يَـدعُواني إِذا خلـت
إِلَيــهِ بِمَنـأى عَـن رَقيـب وَسـامع
أَتَــدعيني فَـدما أَتفضـين لِلفَـتى
بِشـــَجوى وَلِأَوائي وَجــم مَــواجِعي
أَيَضــحك مِـن جَهلـي أَيَزعَـم أَنَّنـي
بَليــد غَليـظ الحـس غَيـر مـدافع
حنانيكمــا قَـد جرتمـا وَغَلَوتمـا
وَرفقـاً بِهَـذا المُسـتغر المُخـادع
ســَيَأتيكُما أَمـري فَيَـدري كِلاكُمـا
بِــأَن حمـى الوَحشـي لَيـسَ بِضـائع
سـَأَنقع مِمَـن خـانَت العَهـد غلـتي
وَهَيهـات مـا غَيـر الحَمـام بِناقع
ســَأَمنحها كَــأس المَنيـة موقنـا
بِــأَني لِتلــك الكَـأس أَول جـارع
سَأَســـلمها لِلمَـــوت أَول نــادم
لِتلـك الحلـى تَقضي وَتِلكَ البَدائع
سـَأَقتُل مَـن لَـو أَسـتَطيع فـديتها
ببــت نيــاطى أَو بِقَطـع الأَخـادع
فخري أبو السعود.مدرس مصري، له اشتغال بالأدب والترجمة، وله نظم كثير، فيه رقة، نشر بعضه في الصحف والمجلات، تعلم بالقاهرة واستكمل دراسته في انجلترا، وعمل في التدريس بالقاهرة ثم بالإسكندرية. وتزوج بإنجليزية، فكان له منها ولد. وابتعدت عنه مضطرة خلال الحرب العالمية الثانية، فانقطعت أخبارها. وغرق ولده في إحدى السفن، فانهارت أعصابه، فأطلق على رأسه رصاصة ذهبت بحياته في الإسكندرية، وهو في نحو الخامسة والثلاثين من عمره.له (مقارنة بين الأدبين العربي والإنكليزي- ط) نشر متسلسلا في مجلة الرسالة، و(الثورة العرابية- ط) تاريخها ورجالها، و(التربية والتعليم) لم يطبعه. وترجم عن الإنجليزية (تس، سليلة دربرفيل- ط) لتوماس هاردي.