
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شــَوهاء حائلــة الأَلـوان نَكـراء
أَبلــى مَحاســنها دَهــر وَآنــاء
غَشـى مَعارفهـا مِـن طُـول ما حَملت
مِــن الجَنــادل وَالأَحقـاب إعيـاء
نـاءَت بِعبء الثَرى دَهرا وَناءَ بِها
مِـن قَبـل ذاكَ لَهُـم العَيـش أَعباء
جَوفــاء مصـفرة مِـن فطنـة وَحجـى
جَــدباء خاويــة الأَركـان ظَلمـاء
فـي العَيـش زاهِـدَة وَالخلق قاطِبَة
بِهـا صـدوف عَـن الـدُنيا وَإِغضـاء
تَخــال شاخِصــة الطَرفيـن رانيـة
وَعَينهـا عَـن سـَنى الأَضـواء عَشواء
خَرسـاء لَيسـَت تَحيـر القَول ساهِمَة
لَهـا مَـدى الـدَهر إِنصـات وَإِصغاء
إِنــي لَأَســمَع مِنهـا وَهِـيَ صـامِتَة
وَعَظـا مِـن القَـول يَـدريه الأَلباء
نعــم وَأَحســب أَنـي إِذ أَخاطبهـا
تَعــى خفــى خِطــابي وَهِـيَ صـَماء
تَتلو عَلى النَفس مِن سامى مَواعظها
عَجمــاء مَنخوبـة الأَنيـاب بكمـاء
قَصــت عَلــى تليـدا مِـن مَآربهـا
آتــى عَلَيهــن إِصــباح وَإِمســاء
لَعـل ذا الـرَأس قَـدما كان يَعمره
ســامى ذكـاء تَنـبى عَنـهُ سـيماء
تَحللــت فــي ثَـرى قَـبر عَناصـره
وَأَطفَئت رَوعـــــة مِنـــــهُ وَلألاء
وَبَعثَـرَت فـي الثَـرى عليا مَطامحه
وَكـانَ مِـن دُونِهـا بِـالأَمسِ جَـوزاء
أَوعـل ذا الـرأس في ماضي بَشاشته
تـاهَت بِـهِ قامـة في الغيد هَيفاء
كـانَت تَـروع النُهـى قدما معارفه
وَتَشــتَهي لَفتــة مِنــهُ وإِيمــاء
وَكـانَ هَـذا الفَـم المَمقوت مَنظره
تَبــدو بِــهِ ســمة للعيـن غَـراء
وَكـانَ ذا المحجـر المَشنوء تَسكنه
دَعجــاء مرســلة الأَهـداب حَـوراء
وَكـانَ غـائر هَـذا الأَنـف مُزدَهيـا
تَعلــوه أَرنبــة بِالحُســن شـماء
يَفــر مِــن قبحــه ذُعـراً أَحبتـه
لَوجــاء يَنظــره اليَـوم الأَحبـاء
لَقَد سَلا وَسَلوا في الترب وَاِنشَعَبوا
وَلاذَ بِالصـــَمت أَحبــاب وَأَعــداء
سـَلت شُئون الوَرى في الرَمس جمجمة
قَــد بـاتَ يُسـعفها وَبـل وَأَنـداء
تَخضــر ناميــة مِـن حَولِهـا وَمِـن
إِذا تَتــابع وَبــل وَهِــيَ صـَفراء
وَلَيـسَ يَكرثها في العَيش فما فجأت
بِـــهِ البريـــة ســراء وَضــَراء
قَد أَسكَتَ المَوت أَصداء الحَياة بِها
وَلِلرِيــاح بِهــا إِن نُحـنَ أَصـَداء
فخري أبو السعود.مدرس مصري، له اشتغال بالأدب والترجمة، وله نظم كثير، فيه رقة، نشر بعضه في الصحف والمجلات، تعلم بالقاهرة واستكمل دراسته في انجلترا، وعمل في التدريس بالقاهرة ثم بالإسكندرية. وتزوج بإنجليزية، فكان له منها ولد. وابتعدت عنه مضطرة خلال الحرب العالمية الثانية، فانقطعت أخبارها. وغرق ولده في إحدى السفن، فانهارت أعصابه، فأطلق على رأسه رصاصة ذهبت بحياته في الإسكندرية، وهو في نحو الخامسة والثلاثين من عمره.له (مقارنة بين الأدبين العربي والإنكليزي- ط) نشر متسلسلا في مجلة الرسالة، و(الثورة العرابية- ط) تاريخها ورجالها، و(التربية والتعليم) لم يطبعه. وترجم عن الإنجليزية (تس، سليلة دربرفيل- ط) لتوماس هاردي.