
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَتوهــا خِفافـا فَاِسـتَقلت بِهـم مَهلا
مفرقـــة شـــَملاً وَجامعـــة شـــَملا
يُودعهـــا بِالشـــَط حَـــرى جَوانــح
وَتَرقبهــا فــي البُعـد أَفئدة جَـذلى
فَمِــن راحــل بِالشــَط غــادر أَهلـه
إِلــى راكــب قَــديم الصـَحب وَالأَهلا
وَلَمــا قَضـوا حَـق العِنـاق وَكَفكَفـوا
غَــوارب دَمــع قَـد أَزالـوه فَـانهلا
وَأَرســَل بِــالقُبلات فـي الجَـو مُرسـَل
وَلَـــوح بِالمَنـــديل آخــر مخضــلا
تَهـــادَت بِأَهليهــا تَشــق طَريقِهــا
مِـن اليـم لَـم تنكل وَلا اِستَقَلت ثَقلا
مخلفــة ذَيلا عَلــى المــاء مزبــدا
كَمـا اِنسـابَ ثُعبان مِن الوَكر فَاِنسَلا
وَقَــد شــَقَ أَجـوالا الفَضـاء صـَفيرها
كَمعولـة ثَكلـى وَهِـيَ لا تَعـرف الثَكلا
وَمــا زالَ حَتّـى غَيـب الثَغـر خَلفَهـا
وَغـالَ النَوى مِن خَلفِها الشَط والرَملا
وَحَتّــى تَرامـى الأُفـق مِـن كُـل جـانب
يَــرد حَسـيراً نـاظر المَـرء قَـد كَلا
يَمـــد نِطاقـــاً حَولَهـــا مُتَجــددا
وَهَيهــات تَطــويهِ وَإِن أَمعَنَـت عَجلـى
وَإِذ شــَمرت فـي لجـة المـاء سـاقها
كَفتنـا فَلـم ننقـل إِلـى غايـة رجلا
يَـروح الفَـتى فيهـا وَيَغـدو وَما دَرى
أَأَقبــل فــي طـامي الأَواذي أَم وَلـى
يَــدبرها فــي رَأس جُؤجُؤهــا امــرؤ
خَــبير بِأَوضــاع الطَريـق فَمـا ضـَلا
خَفـــى كَســر كــامن فــي فؤادهــا
يشــارف أَجـواز العَـوالم مِـن أَعلـى
إِذا ســايرتها الشــَمس تَبسـط ظلهـا
عَلــى اليـم لَـم تَـترك بِناحيـة ظَلا
وَإِن صـاحَبت بَـدر الـدُجى وَهُـوَ سـاكب
سـَناه تَهـادَت في سَنى البَدر كَالثملى
كَــذَلِكَ تَطـوى اليَـوم وَاللَيـل بَعـدَه
وَمـا اِستبعدت شَأوا وَلا اِستعظَمت حَملا
إِلى أَن تَراءى الثَغر في البُعد باسِطا
ذِراعيــه فَاِنقـادَت إِلـى حُضـنه مَهلا
وَمـــا هِــيَ إِلا أَن رُمــت بِجموعهــا
إِلَيـهِ فَغـابوا فيـهِ وَاِنشـعَبوا سَبلا
وَقَـــرت لَـــديهِ تَســـتَجم لِمقبـــل
تَجالـد فيـهِ الريـح وَالمَوج وَالوَيلا
قَضــت دَهرَهـا فـي رحلـة إثـر رحلـة
تَحــن إِلــى ظعــن إِذا آنسـت ظَعنـا
فخري أبو السعود.مدرس مصري، له اشتغال بالأدب والترجمة، وله نظم كثير، فيه رقة، نشر بعضه في الصحف والمجلات، تعلم بالقاهرة واستكمل دراسته في انجلترا، وعمل في التدريس بالقاهرة ثم بالإسكندرية. وتزوج بإنجليزية، فكان له منها ولد. وابتعدت عنه مضطرة خلال الحرب العالمية الثانية، فانقطعت أخبارها. وغرق ولده في إحدى السفن، فانهارت أعصابه، فأطلق على رأسه رصاصة ذهبت بحياته في الإسكندرية، وهو في نحو الخامسة والثلاثين من عمره.له (مقارنة بين الأدبين العربي والإنكليزي- ط) نشر متسلسلا في مجلة الرسالة، و(الثورة العرابية- ط) تاريخها ورجالها، و(التربية والتعليم) لم يطبعه. وترجم عن الإنجليزية (تس، سليلة دربرفيل- ط) لتوماس هاردي.