
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَـن غـازَلَ الرَوض حَتّى اِفتر جذلانا
وَكــانَ مُنقَبِضــاً بِـالأَمس غَضـبانا
وَنَضــر الــزَرع فَاخضـرت لَفـائفه
وَاِنبَـثَ فـي الأَرض آكامـا وَوديانا
وَأَخـرَج الزَهـر مِـن أَقصـى مَنابته
فَرصــع العُشــب أَشـكالاً وَأَلوانـا
وَصـاحَ بِالريـح حَتّـى قـر ثائرهـا
إِلّا نَســيماً بِعُــرف الزَهـر مَلآنـا
وَكَفكـف الغَيـث فَاِنجـابَت عَوارضـه
وَكــانَ لا يَــأتلي هَطلا وَتَهتانــا
وَقشـع السـحب عَن أُفق السَما فَبَدا
طَلقـا وَأَطلَـع وَجـه الشَمس ضَحيانا
ورد غــائل بَــرد كــادَ يَهلكنـا
عــات وَأَرسـَل دفئاً مِنـهُ أَحيانـا
أَهـذِهِ الأَرض مـا زالَـت كَمـا عَهدت
أَم بــدلتها جُنـود مِـن سـُلَيمانا
قَـد ظَـلَ مُلتَحفـاً بِالـدجن محتجباً
حسـن الطَبيعـة طُول العام وَسنانا
حَتّـى اِنجَلـى فَبَدا مِن طُول لَهفتنا
إِلَيــهِ آخــذ بِالأَلبــاب عَريانـا
وَلِلطَبيعــة حَســن حَينمــا سـَفرت
في الشَرق وَالغَرب ساب أَينَما بانا
لَيسـَت أَقَـل بِـأَرض الثَلـج فَتنتـه
مِنهـا بِـواد يَغذى النَخل وَالبانا
وَدَدَت لَمـا تَمشـى فـي الجَزيرة لَو
يَتـاح لي في حِماها الخُلد أَزمانا
عَلِّــى أَعــبُّ مَليــا مِـن منـاهله
وَيَغتـذى القَلـب مِـن رُبـاه رَيانا
ذَرعتهـا مِـن جُنـوب الأَرض مُبتَغيـاً
شـَمالَها ممعنـاً في السَير إِمعاناً
وَالشـَمس تَرمـى شـَواظا مِن أَشعتها
آنــا وَيَفتَــر عنـى وَقـدَها آنـا
مقلقـل الشـَخص تَعلـو بِي غَواربها
حينـا وَتَهبـط بـي الأَغوار أَحيانا
تَبـدو عَلـى الأُفـق الآطـام مائِلـة
خَلـف المَـزارع أَسـراباً وَأَحـدانا
وَقَـد عَلَـت بَينَهـا الأَبـراج راسية
طَــوَت بِموضــعها دَهـراً وَحـدثانا
إِذا هَبطــت قُراهــا أَو مَـدائنها
رَأَيــت خَيــراً وَإِثـراء وَعُمرانـا
مـاجَت بِمَـن رَكِبوا فيها وَمَن دَجوا
كَالنمـل تَعمـر أَلـواذا وَكُثبانـا
وَإِن أَوبــت لِأَحضـان الطَبيعـة لَـم
أُلاق أَحنـى عَلـى الأَبنـاء أَحضـانا
أَهـدَت إِلـى وفـودا مِـن نَسـائمها
تَتَــرى وَظلا مِـن الأَغصـان فَينانـا
فخري أبو السعود.مدرس مصري، له اشتغال بالأدب والترجمة، وله نظم كثير، فيه رقة، نشر بعضه في الصحف والمجلات، تعلم بالقاهرة واستكمل دراسته في انجلترا، وعمل في التدريس بالقاهرة ثم بالإسكندرية. وتزوج بإنجليزية، فكان له منها ولد. وابتعدت عنه مضطرة خلال الحرب العالمية الثانية، فانقطعت أخبارها. وغرق ولده في إحدى السفن، فانهارت أعصابه، فأطلق على رأسه رصاصة ذهبت بحياته في الإسكندرية، وهو في نحو الخامسة والثلاثين من عمره.له (مقارنة بين الأدبين العربي والإنكليزي- ط) نشر متسلسلا في مجلة الرسالة، و(الثورة العرابية- ط) تاريخها ورجالها، و(التربية والتعليم) لم يطبعه. وترجم عن الإنجليزية (تس، سليلة دربرفيل- ط) لتوماس هاردي.