
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا يـا صـَدى النَفـس قَد باتَ حاكِيا
تُــترجم عَنهــا شـجوها وَالأَمانيـا
تَبــوح بــذكراها وَتَحكـى شـُعورَها
وَتُـروى رؤاهـا صـادِقاً وَالمَعانيـا
وَتَكشــف مِــن أَسـرارِها كُـل مُبهـم
خَــبيراً بِـأَغوار السـَريرة داريـا
لَأَنــتَ نَـديم النَفـس فـي صـَبواتها
وَإِن عَـن خَطـب كُنـتَ أَنـتَ المُؤاسيا
لَهـا مِنـكَ في الأَشجان يا شعر مُفزع
تُـدافع عَنهـا اليَأس بِالبَشر ماحيا
وَأَنـتَ قَريـن البَأس وَالمَجد وَالعُلا
وَكَـم تَلهم العليا وَتوحي التَساميا
وَمــا أَنــتَ أَلفـاظ تُصـاغ لياقـة
وَلَكـن شـُعور النَفـس قَد فاضَ طاميا
معيـن بِنَفـس المَـرء يَجـري تَرقرقا
إِذا حَســبته غَيــض جَرجــر دَاويـا
أَهــاب بِــهِ حــادث الـدَهر نـازل
فَأَقبــل دفاقــا يُلـبي المُناديـا
وَمـا كُنـت يَومـاً ناظم الشعر إِنَّما
غَـدَوت لَـهُ فـي صـَفحة الكَون تاليا
أَقلـب مِـن دِيـوان ذا الكَـون صَفحة
تَلـى صـَفحة أَتلـوه لِلنـاس راويـا
صـَحائف مـا تُبلـى عَلـى الأَرض جـدة
وَكَـم بـاتَ تالوهـا عِظاماً بَواليا
صــَحائف حُســن قَــد عبـدت صـِفاته
وَصـَورت مِنـهُ فـي القَصـيد مَجاليـا
وَأَودَعتـــه آمـــال أَمــس وَهَمــه
وَأَيــام حُســن قَـد مَضـَت وَلَياليـا
إِذا رُحـت أَتلـو مـا خَططـت رَأَيتَني
كَــأَني أَحيـا ذَلِـكَ العَهـد ثانيـا
وَمـا العَيش إِلا أَن تَرى فتنة الوَرى
وَتودعهـا مِـن بَعـد ذاكَ القَوافيـا
فَلا عشـــت إِلّا نـــاظِراً متمليـــا
أَهـذب شـعراً يَعـرض الكَـون حاليـا
يُصـور حُسـن الأُفـق بِالشـَمس راوِيـا
وَيَرسـم سـحر البَدر يَغشى الدَياجيا
وَأَقـدام طَـود حَفهـا المَـوج غاسِلا
وَهامـات هَضـب لَفَهـا الغَيـم كاسيا
وَيَحكـى اِئتِلاف النُور وَالظل وَالشَذى
وَيَحكـى خُفـوق الغُصن بِالغَيث ناديا
وَيَحكـى خَريـر النهـر يَجري مُسلسلا
وَأَلحـان طَيـر باتَ في الغُصن شاديا
أَميـر الفَنـون الشـعر جَمـع شَملها
وَأَنــزع مِنهُـنَ النُفـوس الصـَواديا
وَفيـــهِ مَجــال للَخيــال وَمَلعــب
بِـهِ الفكـر يَدني كُل ما كانَ نائيا
وَيَمضــي مَـع الأَحلام فـي كُـل مَـذهَب
وَتَرمـى بِـهِ شـَتى الطُيوف المَراميا
وَيَخلــق مِنهـا عالَمـاً بَعـدَ عـالم
مَليئاً بِأَســباب المَســَرات حاليـا
وَيَــدفعهُ حُــب البَعيــد فَيَنثَنــي
مَع الريح يَمي أَو إِلى النجم راقيا
وَيُمعـن فـي ماضـي الزَمـان مجـولا
وَيَسـبر مَحجوبـاً مِـن الغَيـب آتيـا
وَيَجمَــع أَطــراف الحَيـاة وَتَلتَقـي
عَلــى وَردِهِ الأَجيـال شـَتى تَواليـا
فخري أبو السعود.مدرس مصري، له اشتغال بالأدب والترجمة، وله نظم كثير، فيه رقة، نشر بعضه في الصحف والمجلات، تعلم بالقاهرة واستكمل دراسته في انجلترا، وعمل في التدريس بالقاهرة ثم بالإسكندرية. وتزوج بإنجليزية، فكان له منها ولد. وابتعدت عنه مضطرة خلال الحرب العالمية الثانية، فانقطعت أخبارها. وغرق ولده في إحدى السفن، فانهارت أعصابه، فأطلق على رأسه رصاصة ذهبت بحياته في الإسكندرية، وهو في نحو الخامسة والثلاثين من عمره.له (مقارنة بين الأدبين العربي والإنكليزي- ط) نشر متسلسلا في مجلة الرسالة، و(الثورة العرابية- ط) تاريخها ورجالها، و(التربية والتعليم) لم يطبعه. وترجم عن الإنجليزية (تس، سليلة دربرفيل- ط) لتوماس هاردي.