
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَقَــد جـارَتَ لَيـاليهِ عَلَيـهِ
فَـأَذهَبَت السـَنى مِـن مُقلَتيهِ
وَلَـم تَـذهَب سَنى الآمال يَمسى
يَضـيء شـُعاعَها فـي جـانِحيه
يَهش إِلى الحَياة رُضى كَأَن لَم
تَعبــس وَجهَهـا فـي نـاظِريه
إِذا مـا خَـف بَشَراً وَاِغتِباطا
حَسـبت الكَـون طـراً في يَديهِ
حَسـبت شـَوارد الآمـال دانَـت
لَــهُ وَغَـدَت أَوابـدها لَـدَيه
لَقَـد قَسَت الظُروف عَلَيهِ ظُلما
وَحَرمــت المَحاســن باصـريه
وَأَلقــت روحَـهُ رَهنـاً بِسـجن
تُعــاني وَحشـة فـي جـانبيه
تعــاني ظُلمـة وَتطـل شـَوقاً
عَلـى هَـذا الوَرى مِن محجريه
فَفــي حَلقــومه نـاي رَخيـم
تَخـف النَفـس مِـن طَـرَب إِلَيه
إِذا مـا رَجـع الأَنفـاس فيـهِ
وَقَــد دارَت يَـداهُ بِعارضـيه
سـَما بِـكَ صـَوتَهُ صَعدا وَأَلقى
إِلَيـهِ الحَفـل طـرا مَسـمعيه
إِذا زادُوهُ مَـدحاً زادَ زَهـواً
وَهَـزَ مِـن التَخايـل مَنكَـبيه
وَمـالَ تَرنحـا يَمنـى وَيُسـرى
وَصـَعر فـي التَنعـم أَخـدعيه
يُرتـل مِـن كِتـاب اللَهِ ذِكرا
وَعــاه مُنــذُ شـَبَ بِأَصـغريه
وَعـى آي الكِتـاب فَلَيسَ تَخفى
عَلَيــهِ آيــة فــي دَفَــتيه
حَـوى الفرقان ميراثاً نَفيسا
تَلقــف كنــزَهُ عَـن وَالـديه
يُرتلـهُ اِحتِسـاباً وَاِكتِسـابا
وَنَعمــت صـنعة فـي راحَـتيه
وَيُـؤمن بِالَّـذي يَتلـوه حَقـا
وَإِن خَفيــت مَعــانيه عَلَيـه
وَيُــؤمن أَنـهُ سـَيَفوز يَومـاً
بِنعمــة رَبِــهِ فــي جَنَـتيهِ
فخري أبو السعود.مدرس مصري، له اشتغال بالأدب والترجمة، وله نظم كثير، فيه رقة، نشر بعضه في الصحف والمجلات، تعلم بالقاهرة واستكمل دراسته في انجلترا، وعمل في التدريس بالقاهرة ثم بالإسكندرية. وتزوج بإنجليزية، فكان له منها ولد. وابتعدت عنه مضطرة خلال الحرب العالمية الثانية، فانقطعت أخبارها. وغرق ولده في إحدى السفن، فانهارت أعصابه، فأطلق على رأسه رصاصة ذهبت بحياته في الإسكندرية، وهو في نحو الخامسة والثلاثين من عمره.له (مقارنة بين الأدبين العربي والإنكليزي- ط) نشر متسلسلا في مجلة الرسالة، و(الثورة العرابية- ط) تاريخها ورجالها، و(التربية والتعليم) لم يطبعه. وترجم عن الإنجليزية (تس، سليلة دربرفيل- ط) لتوماس هاردي.