
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَطــاوي ثَلاثٍ عاصـِبِ الْبَطْـنِ مُرْمِـلٍ
بِتَيْهـاءَ لَـمْ يَعْرِفْ بِها ساكِنٌ رَسْما
أَخِـي جَفْـوَةٍ فِيـهِ مِـنَ الْإِنْـسِ وَحْشَةٌ
يَـرى الْبُؤْسَ فِيها مِنْ شَراسَتِهِ نُعْمى
وَأَفْـرَدَ فِـي شـِعْبٍ عَجُـوزاً إِزاءَهـا
ثَلاثَــةُ أَشــْباحٍ تَخــالُهُمُ بَهْمــا
رَأى شــَبَحاً وَســْطَ الظَّلامِ فَراعَــهُ
فَلَمَّـا بَـدا ضـَيْفاً تَسـَوَّرَ وَاهْتَمَّـا
وَقــالَ ابْنُــهُ لَمَّــا رَآهُ بِحَيْـرَةٍ
أَيـا أَبَـتِ اذْبَحْنِـي وَيَسِّرْ لَهُ طُعْما
وَلا تَعْتَـذِرْ بِالْعُـدْمِ عَـلَّ الَّذِي طَرا
يَظُــنُّ لَنــا مـالاً فَيُوسـِعُنا ذَمّـا
فَــرَوَّى قَلِيلاً ثُــمَّ أَحْجَــمَ بُرْهَــةً
وَإِنْ هُـوَ لَـمْ يَذْبَـحْ فَتاهُ فَقَدْ هَمَّا
فَبَيْنـا هُمـا عَنَّتْ عَلَى الْبُعْدِ عانَةٌ
قَـدِ انْتَظَمَـتْ مِنْ خَلْفِ مِسْحَلِها نَظْما
عِطاشـاً تُرِيدُ الْماءَ فَانْسابَ نَحْوَها
عَلـى أَنَّـهُ مِنْهـا إِلـى دَمِها أَظْما
فَأَمْهَلَهــا حَتَّــى تَــرَوَّتْ عِطاشـُها
فَأَرْسـَلَ فِيهـا مِـنْ كِنـانَتِهِ سـَهْما
فَخَــرَّتْ نَحُــوصٌ ذاتُ جَحْــشٍ سـَمِينَةٌ
قَـدِ اكْتَنَـزَتْ لَحْماً وَقَدْ طُبِّقَتْ شَحْما
فَيـا بِشـْرَهُ إِذْ جَرَّهـا نَحْـوَ قَـوْمِهِ
وَيـا بِشْرَهُمْ لَمَّا رَأَوْا كَلْمَها يَدْمَى
فَبـاتُوا كِراماً قَدْ قَضَوْا حَقَّ ضَيْفِهِمْ
فَلَمْ يَغْرِمُوا غُرْماً وَقَدْ غَنِمُوا غُنْما
وَبــاتَ أَبُـوهُمْ مِـنْ بَشاشـَتِهِ أَبـاً
لِضــَيْفِهِمُ وَالْأُمُّ مِــنْ بِشـْرِها أُمَّـا
الحُطَيْئَةُ هُوَ جَرْولُ بنُ أَوسٍ العَبْسِيُّ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ، وَهُوَ راوِيَةُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي سُلْمَى، وَعدّهُ ابنُ سلّامٍ فِي الطَبَقَةِ الثانِيَةِ في طبقاتِ فُحولِ الشُّعراءِ، وكانَ مِنْ أَكْثَرِ الشُّعَراءِ تَكَسُّباً بِشِعْرِهِ، وَهُوَ مِنْ أَهْجَى الشُّعَراءِ القُدامَى؛ فقد هَجا أُمَّهُ وَأَباهُ وَهَجاً نَفْسَهُ، وَقَدْ سَجَنَهُ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُ لِهِجائِهِ الزِّبرِقانِ بنِ بَدْرٍ، أَدْرَكَ خِلافَةَ مُعاوِيَةَ بنَ أبيِ سُفْيانَ، وَتُوُفِّيَ نَحْوَ سَنَةِ 45هـ/ 665م.