
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمانــاً لِصــبّ لا يُقــاس بِــه صـبّ
فَمــا كِبــده كبـدٌ وَلا قَلبُـهُ قَلـبُ
أَمانــاً لِمَكبــودٍ جَريــحٍ بِكبــده
وَمــا مَســَّها جـرحٌ وَلا مَسـَّها ضـَربُ
أمانـــاً لِمَفــؤودٍ ســَطيح كَميّــت
أَطِبّــاؤُه حــارَت وَحـار بِـهِ الطَـبُّ
أمانـاً أَمانـاً مـن زَمـانٍ يَقولُ لي
وجــودك ذنــب لا يُقــاس بِـهِ ذَنـبُ
زَمـانٌ بـه ضـاقَت عَلـى الحـرّ سُبله
فَلا شــَرقُهُ شــَرق وَلا غربــه غــربُ
زَمـانٌ بـه ضـلَّت عَـن الخَيـرِ أهلـه
فَلا عُجمــهُ عُجــمٌ وَلا عُربــه عــربُ
زَمـــانٌ تَســاوى ســِلمُه وَحُروبــه
فَلا ســلمه ســلمٌ وَلا حربــه حــربُ
زَمـانٌ بِـهِ يُنعـى عَلـى النَدبِ فضلُه
وَيُنـدَب ميـتٌ أَنَّـهُ الفاضـِل النَـدبُ
وَلمّـا دَهـاني مثـل أيـوب مـا دَهى
وَلَـم يَبـقَ لـي جَنـبٌ يُقـالُ لَهُ جَنبُ
صــَبَرتُ وَكـان الصـَبرُ بَعـض سـَجِيَّتي
لَدى الكَرب إِذ بِالصَبر يَنفَرج الكَربُ
وَلكِـن نَـذيرُ المَـوتِ قَـد حلّ ساحَتي
بِـدار غُـرورٍ مِلؤُهـا اللَهو وَاللعبُ
وَلــم أَتَــأَهَّب قَبــلَ ذا لِلِقــائِه
وَمـا لـيَ أَعمـال بِهـا يرتَضي الربُّ
لَجَـأت إِلـى خَيـر النَبِيّيـن راجِيـاً
شـَفاعَته العُظمـى وَقـد عَظـم الذَنبُ
وَقُلــت رَسـول اللَّـهِ أنـتَ وَسـيلَتي
إِلـى اللَّـهِ فـي يَومٍ بِهِ يُذهَلُ اللبُّ
تَشـفَّع أَبـا الزَهـراء يا خَير شافِعٍ
بِـهِ تُكشـَفُ الجُلّـى وَيُستَسـهَل الصَعبُ
تشــفّع بعبـدٍ مـا لَـه مـن وَسـيلَةٍ
ســـِوى أَنَّــه عَبــدٌ بِحُبِّكُــم صــبُّ
أَجِــرهُ فَقَــد ضــاقَت مَـذاهِبُه بـهِ
وَأَنــتَ لَــهُ مِمّــا أَلَـمَّ بِـهِ حَسـبُ
أَجِـرهُ فَقَـد ضـاقَ الخنـاق وَمـا له
سـِوى جاهك العالي كَفى جاهَك الرَحبُ
تَـدور رحـى الأَيّـام فـي كُـلّ نـازِلٍ
وَأنـتَ لَنـا فـي كَشـفِ نازِلهـا قطبُ
وَلمّـا اِلتَمسـتُ الفَضلَ من خَيرِ مفضل
وَمـورد طـه المصطَفى المَورِدُ العَذبُ
سـرى سـِرُّ مَـن أهـوى بِقَلبي وَمُهجَتي
فَطِبـتُ وَخيـر الطـب أَن يَنجَـح الطبُّ
وَأَورقَ عـودي بعـدَ مـا كـانَ ذابِلاً
وَأَصـبَحَ غُصـناً دونَـه الغُصـُنُ الرَطبُ
وَلا غَـروَ أن رُدَّت لـيَ الـروحُ ثانِياً
فَروحـيَ مـن روحِ الوُجـودِ هي الوَهبُ
حَبـانيَ حَبـاتٍ مـن الرَملِ في الكَرى
فَكـانَ شـفاء الرمـل ذيالـك الحـبُّ
وَمـــا نِلتـــه إِلّا بحــبّ جنــابِهِ
فَلِلَّــهِ حبــات حَبـاني بهـا الحِـبُّ
وَكَـم نـالَني مـن فَيـضِ فَضـل نَوالِه
ســَحائِب إِحســانٍ تتابعهــا ســُحبُ
كَفـى ذِكـرُه شـُكراً لمـن كانَ ذاكراً
وَبِالـذِكر لا النسـيان يَرتَسـِخ الحبُّ
إِلهـي بسـرّ الـذّات جُـد لـي بِتوبَةٍ
نُصـوحٍ فَلا يَبقـى مـع التوب لي ذَنبُ
وَحَقِّــق مُنــى قَلـبي بِـزَورَة أحمـدٍ
فَلِلَّــهِ قَلـبي لِلزِيـارَة كَـم يَصـبو
أَحِــنُّ حَنينــاً أَن أَعــودَ لِرَوضــَةٍ
أذوبُ لهـا وَجـداً وَيـا حبّذا الذوبُ
وَصــلِّ عَلــى طــه صــَلاتَكَ دائِمــاً
وَآل وَصـــحب حبــذا الآل وَالصــَّحبُ
عمر تقي الدين بن عبد الغني بن أحمد بن عبد القادر الرافعي.وهو أول من لقب بهذا اللقب وإليه تنسب الرافعية في مصر والشام.قاضي اديب وشاعر ومفتي متصوف نشأ وترعرع في طرابلس الشام ودرس تفسير القرآن بين يدي الشيخ محمد عبده في مصر حاول إنشاء جريدة باسم باب النصر بحلب سنة 1906 فلم ينجح ، عمل محامياً بدمشق سنة 1913م ثم سجنه العثمانيون سنة 1916 بتهمة العمل ضد السلطنة والتعاون مع الجمعية الثورية العربيةوصفه الشيخ عبد الكريم عويضة الطرابلسي بقوله : مجد الأدب الروحي في دنيا العرب تقريظاً لكتابه مناجاة الحبيب.انتخب في عام 1948 مفتياً لطرابلس وتوجه عمامة الفتوى السيد الحاج عبد الله الغندور.له: مناجاة الحبيب، أساليب العرب في الشعر والرسائل والخطب، الغضبة المضرية في القضية العربية.