
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســَموت بنَفسـي لِلعُلـى عَـل أبصـر
وَأدرك ســـرَّ الكائِنــات فَيَظهــرُ
تَبـارَكتَ يـا ربـاه نـور بَصـيرَتي
لِيُشـرق فـي نُعمـاكَ منّـي التفكّـرُ
فَمــا الفَخــرُ إِلّا لِلَّـذينَ تَنـوّرت
بصـائِرُهم وَالشـَيءُ بالشـيءِ يُـذكرُ
وَإِنّــي وَإِن أوتيــت صـفوَ سـَريرَةٍ
أجاهـد فيهـا النَفـس سـرّاً وَأَجهَرُ
وَأوتيـت لطـفَ الوصف منها لصفوِها
وَمنطــقَ طيـر الشـعر حيـث يصـورُ
فَلَســت لِعُقباهــا ضـميناً وَإِنَّنـي
عَلـى مِثلِهـا كَـم ذا أَخـافُ وَأَحذَرُ
شـهدت بهـا مـا لم يُشاهدهُ مَعشَري
وَأَبصـَرتُ مـا لـم يُبصِروا فتحيّروا
يا مَن رَأوا أَن يدركوا سرّ ما أَرى
دَعـوني وَشَأني أَو تَعالوا فَأَبصِروا
خزانــة سـري كـم حـوَيتِ معارِفـاً
بِإِرسـالِ فِكـري فـي الوجـودِ يفكرُ
تخيّــلَ أَشــياءً فَكــانَت حَقائِقـاً
وَفــي الأَرضِ آيــاتٌ لِمَــن يتبصـَّرُ
تبصـَّرت فـي العُقـبى ووجهت وَجهتي
إِلـى اللَّـهِ فيهـا عَل عقباي تُشكرُ
فَيـا بصـري هَـل كنـت لَولا بصيرَتي
لتبصـِرَ فـي الأَكـوان ما أَنت مُبصِرُ
وَيـا بَـدر لَولا هذه الشَمس لم تزل
تمــدّك بِـالأَنوار هـل كنـت تبـدرُ
إِذا سـرت فـي أَمـر فسر عَن بَصيرَة
لـك الفِكـرُ منهاجٌ لك القَلبُ محورُ
يَـدورُ علَيـه العقـل وَهـي تـديرُه
بِنـــورِ إِلهـــي وَكـــلٌّ ميســـّرُ
فَلَــولا هـداها وَالحَقيقَـةُ نورُهـا
لَضــَلَّ بِظلمــاء الخَيـال التَصـوُّرُ
وَلَـولا اِعتِبـار تنجلـي مِنـهُ حِكمَةٌ
لمـا كانَت الأَسرار في الكَونِ تظهرُ
وَذانــك بُرهانــان لِلمَــرء إِنَّـهُ
لـه كُـلُّ شـَيء فـي الوُجـود مسـخَّرُ
فَطـوبى لِمَـن قَد كان بِاللَهِ عارِفاً
وَلِلنَفـسِ فـي الطاعاتِ يَنهى وَيَأمرُ
فَمــا وَسـع الرحمـنَ أرضٌ وَلا سـَما
وَقــد وَســع الرحمـنَ قلـبٌ منَـوَّرُ
وَلمـا رَأَيت الكون في مَظهر الفَنا
وَلَـم يبـقَ إِلّا اللَـه وَاللَـهُ أَكبَرُ
وَلـم أَرَ مِثـلَ الحـبّ لِلخَيرِ مورداً
وَحُــبُّ رَســولِ اللَــهِ وِردٌ وَمصـدرُ
صــَفَوتُ بِصـَفوِ الحـبُّ فيـه لَعَلَّنـي
أُقابِـلُ فيـض الفيـضِ منـه فَأَصـدرُ
وَللمــدد الفَيــاض ســُبلٌ كَـثيرَةٌ
تـرادُ وَسـبل الحـبِّ في اللَهِ أَكثَرُ
وَمـا كنـتُ لَـولا قطـرَةٌ مـن بحاره
لأَشــعر بِـالحُبِّ الَّـذي أَنـا أَشـعُرُ
عَليــه صــلاةُ اللَـهِ وَالآلِ سـرمداً
وَصــحبٍ كِـرامٍ فَضـلُهُم لَيـسَ يُحصـَرُ
مـدى الـدَهر ما أَملت خيراً بجاهه
وَقُمــت بِنَيـل الخَيـرِ لِلَّـهِ أَشـكُرُ
عمر تقي الدين بن عبد الغني بن أحمد بن عبد القادر الرافعي.وهو أول من لقب بهذا اللقب وإليه تنسب الرافعية في مصر والشام.قاضي اديب وشاعر ومفتي متصوف نشأ وترعرع في طرابلس الشام ودرس تفسير القرآن بين يدي الشيخ محمد عبده في مصر حاول إنشاء جريدة باسم باب النصر بحلب سنة 1906 فلم ينجح ، عمل محامياً بدمشق سنة 1913م ثم سجنه العثمانيون سنة 1916 بتهمة العمل ضد السلطنة والتعاون مع الجمعية الثورية العربيةوصفه الشيخ عبد الكريم عويضة الطرابلسي بقوله : مجد الأدب الروحي في دنيا العرب تقريظاً لكتابه مناجاة الحبيب.انتخب في عام 1948 مفتياً لطرابلس وتوجه عمامة الفتوى السيد الحاج عبد الله الغندور.له: مناجاة الحبيب، أساليب العرب في الشعر والرسائل والخطب، الغضبة المضرية في القضية العربية.