
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كَيــفَ يَخفــى مَقــامُهُ وَعلاهُ
وَهـو مـا فَـوق جاهه قطُّ جاهُ
سَيّدُ المُرسلينَ هادي البَرايا
خيـرَةُ اللَـهِ منهُـمُ مُصـطَفاهُ
كَعبَـةُ اللائِذينَ بحرُ العَطايا
ملجـأ العـائِذينَ روحي فداهُ
هُــوَ غَــوثي وَمَفزَعـي وَمَلاذي
إِن جَفا الدَهرُ أَو سَطت بلواهُ
طِبـتُ نَفسـاً بِـهِ وَحَـقَّ هَنائي
مـا لطيـب النُفوس غيرُ هواهُ
كَيـفَ لا وَالغَـرامُ فيـه غَرامٌ
يَرتَضــيهِ الإلــهُ جَـلَّ ثَنـاهُ
وَكمـالُ الإيمـانِ فـي حُـبِّ طه
خَيــرُ ركــن مُشــيّدٍ لبنـاهُ
فَلَـكَ الحَمـدُ يا إلهيَ أن قد
ســـكنَ القَلــبَ حُبُّــه فَجلاهُ
طالَمـا بـتُّ مِـن هَواه وَقَلبي
فـي أَجيج الغَرام يلقى لَظاهُ
وَأَرى طيفــه أَمــام عيـوني
دونـهُ البَدرُ مشرِقاً في سَناهُ
غَيـرُ بدعٍ أَن نالَني مِنهُ قربٌ
فهــو بـرٌّ بمـن أَحـبَّ لقـاهُ
فهـو أَولـى بنا حُنوّاً وَعطفاً
وَهـو أَوفـى الوَرى لمَن والاهُ
وَهـو مـن قد أَقالَني عثراتي
مــن ذُنــوبٍ جَنَيتُهــا أَوّاهُ
وَهـو إِن عـاتب المحـبَّ بذنبٍ
قـد جَنـاهُ لا شـَكَّ يَبكي بكاهُ
إيـه يا سعدُ غَنِّ لي باِسم طه
مـن غـدوتُ السعيد في رؤياهُ
كـم وَكـم جـادَني بِنَظرة عطفٍ
وحبــا قَلـبيَ الشـجيَّ منـاهُ
وَلكــم كربَـةٍ أَلَمَّـت بِقلـبي
كـدتُ أَقضـي مـن وَقعها لولاهُ
وَلكـم حاجَـةٍ بهـا ضقتُ ذرعاً
فَقضـاها وَزادَنـي مـن نـداهُ
لَيـس تُحصـى نعـوتُه ومَزايـا
هُ وَمــا اِختصــّه بـه مـولاهُ
شـملَتني منـه العِناياتُ حتّى
خلـتُ أَنّـي للمجتَـبي مجتَباهُ
قرّبتنــي أمومــتي مـن علاهُ
فَحَبـاني بِـالقرب منـهُ رضاهُ
وَدعـا لـي بكـلّ خيـرٍ جَزيـلٍ
وهـو مـن لا يخيـبُ قـطُّ دُعاهُ
ضـلَّ بي السالِكون في كُلّ شَأنٍ
مـن شـُؤون الحياة لَولا هُداهُ
أيضـلُّ المحـبُّ عـن نَهـج طـه
وَيَميــن المحــبّ لا أَنســاهُ
تلـك وَاللَّـه قد جَنيتُ جَناها
طيِّبــاً مـا حييـتُ لا أَنسـاهُ
وَلِســانٍ يُنبـوع علـمٍ وهـديٍ
عطَّــر الكـونَ طيبُـه وَشـَذاهُ
ذقـتُ وَاللَّـهِ طعمَهُ في مَنامي
حينَمـا لامَسـت شِفاهي الشِفاهُ
يـا بروحـي أَحلـى رضاب شهيٍّ
شـَهدَ القَلـبُ أَن فيـهِ شـفاهُ
طـابَ سـكري بـهِ وَصـحويَ لمّا
أَنعـشَ القَلـبَ وَالحَشـا ريّاهُ
فحضـوري وَغيبَـتي مِـن شُهودي
لحَبيــبي إِذا اِنجَلــى مجلاهُ
وَاِقتـدائي مَـع الخَليـل بطه
فـي صـَلاتي عَلَيـهِ صـلّى الإلهُ
خيـرُ بشرى بُشّرتُها في مَنامي
ربِّ حَقِّــق مَضــمونَها ربّــاهُ
وَأَنلنـي شـفاعةً مـن حَبيـبي
يَـوم لا يُرتَجـى شـَفيعٌ سـِواهُ
وَاِكفِنـي ما أَهمّني في مَعاشي
وَمعـادي يـا كافِياً من دعاهُ
وتقبَّـل أَزكـى السـَلام عَلَيـهِ
مـن محـبٍّ يَشـتاق لثـم ثراهُ
عمر تقي الدين بن عبد الغني بن أحمد بن عبد القادر الرافعي.وهو أول من لقب بهذا اللقب وإليه تنسب الرافعية في مصر والشام.قاضي اديب وشاعر ومفتي متصوف نشأ وترعرع في طرابلس الشام ودرس تفسير القرآن بين يدي الشيخ محمد عبده في مصر حاول إنشاء جريدة باسم باب النصر بحلب سنة 1906 فلم ينجح ، عمل محامياً بدمشق سنة 1913م ثم سجنه العثمانيون سنة 1916 بتهمة العمل ضد السلطنة والتعاون مع الجمعية الثورية العربيةوصفه الشيخ عبد الكريم عويضة الطرابلسي بقوله : مجد الأدب الروحي في دنيا العرب تقريظاً لكتابه مناجاة الحبيب.انتخب في عام 1948 مفتياً لطرابلس وتوجه عمامة الفتوى السيد الحاج عبد الله الغندور.له: مناجاة الحبيب، أساليب العرب في الشعر والرسائل والخطب، الغضبة المضرية في القضية العربية.