
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَلغـتُ المُنـى لمّـا بَلَغـت محمَّدا
وَنِلـتُ الهُدى لمّا رَجَوت به الهدى
تجـاذبني شـَوقي إِلَيـهِ وَمـذ حدا
بِقَلبِيَ حادي الوَجد طرت مع الحدا
أُردِّدُ أَنفــاسَ الغَــرامِ بِلَوعَــةٍ
مِـنَ البَين تُذكيها الدُموعُ توقُّدا
تسـابِقُني نحـو الحِمى من جَوانِحي
حشاشـَةُ نَفـس أَغفَلَتهـا يد الرَدى
عَسـى تـدرك المَأمول من منهل به
تَزاحمـت الـورّادُ إِذا طابَ مَورِدا
تصــرّم عمــري دونـه فـاِنتهلته
لعمـرك فاِسـتَقبلتُ عمـراً مجـدَّدا
مـن اليَـوم أدركت الحَياة سَعيدَةً
بطيبـة إِذ طـابَت بِأَحمـد مرقـدا
فَلِلَّـهِ ذا العَيـشُ الرَغيدُ برحبها
وَلِلَّـهِ مـا أَحلـى وَأَغلـى وَأَسعَدا
وَلِلَّـهِ مِنهـا رَوضـَةٌ فـاح طيبُهـا
فَعَـمَّ شـَذاها في العُلى كلّ مُنتَدى
تنَسـَّمتُها حينـاً فهمـتُ بِهـا كَما
تلمَّحهــا طرفــي فَبــات مُسـَهَّدا
فَكَيـفَ إِذا رَوَّضـت نَفسـي بروضـها
وَجاوَرتُهـا إِذ جـاوَرت ثـمّ أَحمدا
لَقَـد فـاض مِنهـا كُـلُّ خَيرٍ لِسائِل
فَلا غـرو إِمـا جِئتُ ألتَمِـس النَدى
إِذا قبـل الهـادي الأَمينُ دخالَتي
أَمِنــتُ وَنَـوّلتُ الهدايَـةَ سـَرمَدا
وَمـن لاذَ بِـالمَبعوثِ لِلنّـاسِ رَحمَةً
تـداركه الرَحمـنُ غيبـاً وَمَشـهَدا
إِلَيـكَ أَبـا الزَهراءِ أَرفَعُ حاجَتي
بِفَضـلِكَ فَاِقبَلهـا وَمُـدَّ لَهـا يَدا
كَتَمـتُ عَـن الأَغيـار مكنـونَ سرّها
إِلـى أَن يُجلّيهـا العَطـاءُ مسدَّدا
بِجاهــكَ عنــدَ اللَـهِ جـلَّ جَلالـه
وَكــلِّ نَـبيٍّ مرسـلٍ جـاء بِالهـدى
تَقبّـل رَجـائي وَاِقـضِ لِلَّـه حاجَتي
وَحقّـق مُنـى نَفسي جُعلتُ لكَ الفِدا
وَلا تُبعِــدنّي عَــن رحابِـكَ سـَيِّدي
فَمـا بَلَغَ المَقصودَ من كانَ مُبعَدا
ندمت عَلى التَفريط في كلّ ما مَضى
وَجِئتُـكَ مَلهوفـاً أَخـافُ بـه غَـدا
فَكُـن لـي شَفيعاً من ذُنوبي تكرّماً
فَـأَنتَ شَفيعُ المُذنبينَ مدى المدى
عَلَيـكَ صـَلاة اللَـهِ يـا خَيرَ رُسله
وَآلـكَ وَالأَصـحاب مـا كَـوكَبٌ بَـدا
وَمـا قمتُ في نَجواكَ أَسأَلك الرِضى
وَراحَ محــبٌّ نَحـو بابِـكَ وَاِغتَـدى
عمر تقي الدين بن عبد الغني بن أحمد بن عبد القادر الرافعي.وهو أول من لقب بهذا اللقب وإليه تنسب الرافعية في مصر والشام.قاضي اديب وشاعر ومفتي متصوف نشأ وترعرع في طرابلس الشام ودرس تفسير القرآن بين يدي الشيخ محمد عبده في مصر حاول إنشاء جريدة باسم باب النصر بحلب سنة 1906 فلم ينجح ، عمل محامياً بدمشق سنة 1913م ثم سجنه العثمانيون سنة 1916 بتهمة العمل ضد السلطنة والتعاون مع الجمعية الثورية العربيةوصفه الشيخ عبد الكريم عويضة الطرابلسي بقوله : مجد الأدب الروحي في دنيا العرب تقريظاً لكتابه مناجاة الحبيب.انتخب في عام 1948 مفتياً لطرابلس وتوجه عمامة الفتوى السيد الحاج عبد الله الغندور.له: مناجاة الحبيب، أساليب العرب في الشعر والرسائل والخطب، الغضبة المضرية في القضية العربية.