
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَعِـد ذِكـرَ ربـع البان سفحاً وَأَجرعا
لأَروي الظَمـا بِالـدَمع سـَفحاً وَأجرعا
وَعَـن جيـرة فـي الشـعب حـدّث فَإِنَّني
أرانــي بِـهِ أَولـى الأَنـام وَأَولَعـا
أدِر راحَ أنســـي إِنَّ ســالف ودِّهــم
ســُلافيَ أحســوها رَحيقــاً مشعشــعا
وَزِدنــي حَـديثاً عَـن قَـديم عُهـودهم
وَكَـرِّر رَعـاك اللَـه تِـذكار مَـن رَعى
وَعــرِّض بِــذكري إِن خَطــرت بِحيّهــم
فَـإِنّ لَـهُ فـي خـاطر القَـوم موقعـا
وَسـَل عَـن فُـؤاد الصـَبّ سـلعاً فَإِنَّني
حَفظـت لَـهُ مـا فـي الفُـؤاد وَضـيَّعا
وَنــازعني دَهــري وَلَســت مُنازِعــاً
أَغـمَّ القَفـا وَالـوَجه لَيـسَ بِأَنزعـا
بَـرى البين جسمي وَاِنبَرى لي مبارياً
لــتزهق نَفســي أَو تَجيــش فَتتبعـا
وَكُنـت لِصـَون النَفـس عَـن أسهم الأَسا
إِذا مـا اِدَّرعـت الصـَبر وَهناً تمزَّعا
فَيـا مطلـع الأَقمـار من منزل اللوى
سـموت عَلـى هـام السـماكين مطلعـا
وَيــا مربــع الآرام مـن حـيّ رامـة
سـقيت الحَيـا ربعـا وَحيّيـت مربعـا
سـَقى عَهـدنا صـَوبُ العهـادِ فَطالَمـا
عَهــدنا بِــهِ رَوض المَســَرّة أَينَعـا
أَيــا جيـرةً جـارَ الزَمـان بِبعـدهم
عَلـى بغيـهِ لَـم يَخـش لِلبَغـي مصرعا
تُنــازعني الآمــالُ شــوقاً لأرضــكم
ويـا سـهم عزمـي لا أرى لـكَ منزعـا
ويعـــثر خطّـــي بِــالخطوب فَلا أَرى
عَلـى سـوء حَظّـي مَـن يَقـول لَـهُ لعا
أَبيــت شـَجيّاً بِالسـهادِ أَرى السـُها
ســَميري وَقَـد بـاتَ الخليّـون هجَّعـا
أَلا لَيــتَ شـعري مـا الشـجيُّ بِصـانعٍ
إِذا كــانَ إشــفاق الخلــيِّ تَصـنُّعا
وَهَـل يَقطـع الآمـال أَو يَصـل الرَجـا
محــبٌّ تمنّــى مِــن حَــبيبٍ تَمَنّعــا
أَحــنّ لِــوادي المنحنــى وَنُزولــه
وَمــا نَزَلــوا إِلّا حَنايــا وَأَضـلعا
وَأَهفــو لِبَــرقٍ لاحَ مِـن نَحـوِ بـارق
فَـأُذري دُموعـاً تَـزدري المـزن هُمَّعا
إِذا غـابَ عَـن عَينـي العَقيـق تَلفّتت
حَشــاي إِلَيــهِ فَاِســتهلّتهُ أَدمُعــا
وَركـب سـروا وَالعيـس أَمَّـت طويلعـا
فَكــانوا بُــدوراً لِلــدياجر طُلَّعـا
وَفـي الركب مَن لَو أَسفَرَت عَن جَمالها
دُجـىً مـا شَكَكنا أَنّ في الرَكب يوشعا
ســَروا وَتَرامَــت نجبُهــم وَشـؤوننا
سـراعاً فَكـانَت أَينـقُ الـدَمع أَسرَعا
وَأَودَعتهــم يَــوم الـوداع حشاشـتي
فَودَّعتهــا وَالرَكــب لَـم يَـك ودَّعـا
قِـفِ العيـس بـي يا حاديَ العيس منّةً
عَسـى العيـنُ مِـن أَحبابها أَن تمتَّعا
وَمَــن لـي بِمَـن عـزَّت فَـبزَّت فَرُبّمـا
غَـدَت مِـن عقـاب الجـوّ أَسمى وَأَمنَعا
وَعَــزَّت فَلــم يَـترك هَواهـا لِعاشـق
عَـن الـذُلِّ مُسـتغنىً وَفي العزّ مطمعا
وَصـــادحة حنَـــت فَغَنــت فَــأَطرَبت
فَــأَنَّت أَنينـي فَاشـتركنا بِـهِ مَعـاً
ســأَهتفُ بِالشـَكوى كَمـا هَتفـت بِهـا
عَلـى البان في أَوراقها الورق سُجَّعا
أَلا يـا حمـام الأيـك مِن رَوضة الحِمى
أَعنـدك مـا بـي أَم تَشـبَّهت فاِربعـا
رُويــداً أَخـا الخَنسـاء إنّ بِمُهجَـتي
مِـن الشـَوق مـا لـو مسَّ صَخراً تَصدَّعا
وَشـتّان مـا بَينـي وَبَينـك في الجَوى
لِـيَ الوَجـد طَبعـاً وَهـوَ فيـك تَطبُّعا
تَغــنَّ وصــل شــَجواً بِشــَجوٍ فَـإِنَّني
وَهَبتــك قَلبــاً بِــالفراق تَقطَّعــا
وَعَوّضــني الرَحمَــن قَلبــاً بِـهِ أَرى
أَحبّـــة قَلـــبي كَالأَهلَّـــة طُلَّعــا
فَيـا قَلـب طـب نَفساً فَقَد شَمل الهَنا
رُبوعـاً بِهـا شـَمل المَعـالي تَجمَّعـا
وَيــا عَيــن قـرّي إِنّ شـَمس دِيارنـا
بَــدَت وَغَمــام الغَــمّ زالَ وَأقشـعا
وَجـادَ عَلَينـا باسـط اليَـد بِالعَطـا
بَعبـدٍ لَـهُ أتقـى المَـوالي وَأَورَعـا
هُـوَ العـالم العَلّامـة العَلَـمُ الَّـذي
أَنــاف عَلــى كيـوان عـزّاً وَمَوضـعا
فَـتىً عـودُهُ عيـدٌ سـَعيد عَلـى المَلا
بِــهِ جَمــع الرَحمَـن حزبـاً تَضعضـعا
قـدوم أَتـى بِـالخَير يـا خَيـر قادم
عَلـى خَيـر حـالٍ فُـزتَ بِالخَير أَجمَعا
حَجَجـت وَبُلّغـتَ المُنـى مِـن حمـى منىً
وَلَبّيـتَ تَـدعو مَـن يُجيـب لِمَـن دَعـا
وَمِــن عَرَفــاتٍ نِلــتَ عِرفـان عـارف
تَـــأَرَّج مِســـكاً عرفـــهُ وَتَضــوَّعا
وَفـي المشـعر الأَسـنى نَهضـت بِمَعشـر
فــرقَّ وَراق العَيــش وِرداً وَمشــرعا
أَفضــَت أَفــاض اللَــه هطّـال جـودِهِ
عَلَيـك بِمـا يملـى مِـن الأَمـل الوعا
وَطُفــت بِبَيـت اللَـه يـا بَيـت سـرِّهِ
وَأَوسـَع فَضـلٍ نـالَ مَـن طـافَ أَو سَعى
وَفي العمرة الزاهي بِها العُمر بَهجَة
تَمتّعــت مِنهــا بِالأَمــاني تَمتّعــا
وَمـا زالَ ميقـات الصـَفا لَـكَ صافياً
لِتَـــزدادَ مِنـــهُ طاعَــةً وَتَطوّعــا
وَأَصــبَح مــا إيّــاه بُلّغـتَ قاضـياً
بِــهِ تَفثــاً أنمـى وَأَمـرى وَأَمرَعـا
إِلــى أَن أَنـمّ اللَـه حجّـك وَاِنبَـرى
بِـكَ العيـس تحـدى كَـالبَوارج شـرّعا
إِلـى القاعـة الوَعسـاء حَتّـى تَخلَّصت
إِلــى رابــغٍ غـب الخليصـاءِ نجّعـا
وَفـــاحَ شـــَذا وادي زرودٍ تُــذيعهُ
بِهــا أَثلات البــانِ وَالرنـد يُنّعـا
وَدون الكَــثيب الفَــرد ظـلُّ أَراكـة
تعـاين مِنـهُ العَيـنُ لِلعَيـنِ مرتَعـا
وَعَــنَّ لَهــا مــاء العـذيب وَلعلـعٍ
وَأَومَــض بَــرق الأبرقيــن وَلعلعــا
فَعـاجَت بِأَكنـاف اللـوى وَلَـوت بِهـا
بُــروقُ ســُعودٍ لا حَيــاً لحـنَ لمّعـا
وَطـارَت بِحُكـم الشـَوق وَالسوق للحمى
فَلاحَ فلاحٌ فاِســـــتطارت تَولّعـــــا
إِلـى جيـرَةٍ في السوح من يَستجِر بهم
تَمنّــى وَعَــن جـور الزَمـان تَمنَّعـا
إِلـى طيبـة المُختار وَالطيب بعض ما
لَهـا اللَـه أَبـدى مِـن صِفاتٍ وَأَبدَعا
إِلـى المَنـزل الأَعلـى الَّذي نَزلت بهِ
مَلائكــة المَــولى ســُجوداً وَركّعــا
هُنـاكَ اِنبَـرَت بَريَ السِهام مِن المُدى
خشــوعاً وَبِالأَعنــاق طَأطــأن خُضـَّعا
إِلـى مَـن هَـداها خَير مَن وَطِئَ الثَرى
وَمَـن جـاوَزَ السـَبع الطِبـاق تَرفُّعـا
وَأســمَح مَـن أَعطـى وَأَرأف مَـن هـدى
وَأَكـرَم مَـن أَوفـى وَأَصـدَق مَـن دَعـا
رَســولٌ أَعَــزّ اللَــه أتبـاعه كَمـا
أَذَلَّ لَــهُ الجَبّــار كِســرى وَتبَّعــا
وَمــا اِعـتزّ ذو تـاجٍ بِملـك وَسـَطوة
عَلــى قُــدرةٍ إِلّا لَـهُ اللَـه أَخضـَعا
فَطـوبى لِمَـن فـي بـابِهِ قـامَ راجِياً
شــَفيعاً بِكُــلّ المُــذنبين مشــفَّعا
وَهـا أَنـتَ ذا نِلـت المُنـى بِرحـابهِ
وَفُـزتَ بِـه كَأسـاً لَهـا اللَـه أَترَعا
حَجَجـت وَزُرت المُصـطَفى خَيـر مَـن وَفى
وَعُـدت وَخَيـر العـودِ أَهنـاه مرجعـا
وَمــا جــزت حَتّـى حـزت كُـلّ فَضـيلَةٍ
وَفَضـلٍ وَعـاه مِـن ذَوي اللُـبِّ مَن وَعى
بَلَغــت التُقـى شـَيخاً وَكَهلاً وَيافِعـاً
وَأَدرَكــت فَحواهــا فَطيمـاً وَمُرضـعا
كَمــا بَلَغــت أَوطاننــا بِـكَ غايـةً
بَلَغنـا بِهـا أَوطارنـا وَالرَجـا مَعا
وَمَـنَّ عَلَينـا اللَـه بِـالأَمنِ وَالمُنـى
فَمــا بـاتَ قَلـب أَنـتَ فيـهِ مُروَّعـا
سـَقانا اللقـا راحَ الهَنـا فَأَراحنا
فَمــا زالَ أَنفــى لِلهُمـوم وَأَنفعـا
فَبــتُّ عَلــى نَيــل الأَمـانيِّ رافِعـاً
لِـواء التَهـاني مِـن زَمـاني مُمتَّعـا
وَهَنَّــأتُ أَحبــابي وَنفسـي بِمـا بِـهِ
مِـن الـبرِّ أَرضـانا الزَمـان وأقنعا
فَطــابَت فَطـالت فـي ثنـاك مَـدائحي
وَضــاعَت فَمــا ضـاعَت شـذاً وتَضـوّعا
إِذا ما اِنتَقى ذِهني المَعاني يَصوغها
لجيــد المَعــالي عقــد دُرٍّ مُرَصـّعا
وَآنــف مِــن مَــدح الــدنيِّ كَراهَـةً
كَمَـن بـاتَ بِالزرنيـخ يَـدهَن أَقرَعـا
إِذا كــانَ ذمّــي لِلخَســيس فَظاعَــةً
عَلـى مـا بِـهِ مَـدحي لَـهُ كانَ أَفظَعا
وَيـا رُبَّ كَـأسٍ مِـن قَريضي إِذا اِحتَسى
لَئيـمٌ بِهـا كـانَت مِـن السـُمُّ أَنقَعا
وَلَكنّمــا أولــي الكَريــم كَرامَــةً
بِهـا هُـوَ أَولى مِن بَني الدَهر أَجمَعا
فَهــاكَ عَروســاً لا أَرى كُفــؤاً لَهـا
ســِواكَ وَإِن كــانَت صــِفاتك أَرفَعـا
حِمــاك حَمــاك اللَـه أَمَّـت فَـأَطرَقت
فَحيّــت بِــوَجهٍ بِالحَيــاءِ تَبرقَعــا
مَعـانٍ هِـيَ العَنقـاءُ عـزَّ اِقتِناصـها
عِنــاداً لِمَــن بِالدَّسـت جَهلاً تَربَّعـا
إِذا مـا عصـت غَيري القَوافي وَراعَها
يراعـي غـدت مِـن خـاتَم اليَد أَطوَعا
فَـدَع مـا اِدّعـى اللاحي وَخُذها فَريدة
إِذا أُنشـِدَت أَصـغى لَها الدَهر مَسمَعا
وَدُم لِلمَلا لا غِبـــتَ شَمســاً مُنيــرَةً
إِذا الشـَمس شـاءت أن تَغيـب وَتَطلعا
عمر بن محمد ديب بن عرابي الأنسي.شاعر أديب متفقه. في شعره رقة وصنعة. مولده ووفاته ببيروت. تقلب في عدة مناصب آخرها نيابة قضاء صور. له (ديوان شعر) جمعه ابنه عبد الرحمن وسماه (المورد العذب- ط)